الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين الحمامة والغراب والطاووس

هشام حتاته

2012 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


استغربنا صغارا من الطريقة التى يمشى بها الغراب ولماذا لاتكون مثل سائر الطيور، فحكوا لنا الحكاية التالية : ( ذات يوم كان هناك غراب يقف على غصن شجرة وبقربـــه حمامة ، وبينما يتجاذبان اطراف الحديث ظهر في وسط الغابة طاووس جميل ذو الوان زاهيه يمشي مختالا بين الطيور الاخرى مدركا لتميزه بهذه الالوان الجميله . فقالت الحمامــة للغراب باعجاب : هل رأيت مااجمله ؟ اغتاظ الغراب وقرر ان يمشي مثل الطاووس على الاقل . وحاول كثيرا لكنه فشل ويئس وقرر الاستغناء عن هذه الفكرة . وقــــرر العودة الى مشيته الاولى . لكنه للاسف نسى مشيته الاصلية ولم يتعلم مشية الطاووس فما هو الحل . لم يجد الغراب مـن حل الا ان يقفز قفزا وهذا حاله حتى يومنا هذا ) .
هذه هى حال الديمقراطية عندنا ، فالطاووس هو الغرب والحمامه هى حالنا قبل الثورة والغراب هو حالنا الآن عندما اردنا ان ننقل الى الواقع المصرى ديمقراطية الغرب بحذافيرها بما قررته من الاغلبية النسبية فى الانتخابات الرئاسية التى كان ثمرتها الرئيس الاخوان الديكتاتورى محمد مرسى والتى ستتكرر فى الاستفتاء على الدستور القادم الذى يعد يتم اعداده الآن على هوى التيارات اسلامية ، والذى من اجل تمريره غصبا عن القوى الوطنية الاخرى جرى الاعلان الديكتاتورى الاخير فى 22 نوفمبر الحالى . كيف ؟
المرشح الرئاسى للاحزاب المتنافسه فى العالم الغربى الديمقراطى يكفى النجاح فيها الى حصول المرشح على الاغلبية النسبية ( وهى 50 + 1 ) ليفوز برئاسة الدولة، وهى نسبة اصبحت ضمن رواسخ الديمقراطية ، ولما جئنا فى مصر بعد الثورة نطبق الديمقراطية اخنا بنفس نسبة الاغلبية النسبية والتى فاز بها مرسى على شفيق دون ان ندرى ان هناك خلاف عميق بين ايدلوجية كلا المرشحين ، فاحدهما يمثل الدولة الدينية مهما اعطى من وعود بالديمقراطية ثبت فى النهاية رجوعه عنها جميعا ، والمرشح الثانى كان يمثل الدولة المدنية . وفى هذه الحالة كان يجب لانتقال دولة من نظام ايدولوجى الى نظام ايدلوجى آخر ان تكون نسبة نجاح اي منها هى الاغلبية المطلقة وليس الاغلبية النسبية
فالاغلبية النسبية تكون مناسبة فى الغرب الديمقراطى لان التباين بين المتنافسين فيها على الرئاسة لايكون على تغيير هوية وايدلوجية الدولة فلا فارق كبير يين الديمقراطيين والجمهوريين فى امريكا او المحافظين والعمال فى بريطانيا مثلا سوى فى بعض الاصلاحات الداخلية وبعضص السياسات الخارجية . ولكن فى مصر كان كلا المرشحين يحمل اتجاها مختلفا تماما عن الآخر يتعلق بهوية الدولة التى سيحكمها فى حالة فوزه ، اما دولة دينية او دولة ليبرالية ، وفى هذه الحالة يكون من غير المنطقى ابدا ان تقرر ذلك الاغلبية النسبية ( 50 + 1) بل انه كان يجب ان يكون نجاح ايهما بالاغلبية المطلقة والتى تكون اما فى حصول المرشح الناجح على (50 % + 1) من العدد الاجمالى لمن يحق لهم التصويت ( عدد المسجلين فى كشوف الانتخابات ) او على الاقل الحصول على ثلثى عدد الذين ادلوا باصواتهم فى الانتخابات .
ففى حالة تغيير الهوية للدولة لايجب ان تقرر ذلك الاغلبية النسبية ولكن الاغلبية المطلقة ، وكذا الحال فى الدستور ، دعوه يكون اخوانيا او سلفيا ولكن لايتم اقرارة الا بعد الحصول على الاغلبية المطلقة وليس الاغلبية النسبية .
وماحدث ويحدث فى مصر الآن هو انقسام شعبى حاد بين انصار الدولة الدينية وانصار الدولة المدنية، النصف الذى اختار مرسى - وان تراجع بعضه - مع الدولة الدينية والنصف الآخر مع الدولة المدنية لان الفوز بالانتخابات كان بـ 50 % + 1
واذا سرنا على هذه النسبه فى الاستفتاء على الدستور القادم سنجد الدستور بعد اقراره ايضا يتعرض لنفس الانقسام الحاد ، الا اذا تم بتوافق شعبى عام والذى ارى انه بعد قرارات الرئيس مرسى بالاعلان الديكتاتورى الاخير اصبح مستحيلا الا اذا استمرت مظاهرات التحرير دون ان تتبدد مع الايام .
تغيير هوية الدولة يلزم اغلبية مطلقة لاتقل عن الثلثين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديمقراطية و حقوق الانسان
عاشق للحرية ( 2012 / 11 / 28 - 11:27 )
تحياتى استاذ هشام
الغرب و اليابان و غيرهم لديهم فكر راسخ عن الديمقراطية و الحريات العامة و الخاصة و حريات الفكر و العقيدة ...الخ
اما هنا فى مصر فاللجوء لحكايات ال50% و الثلثين و الاغلبية المطلقة هى كلها حجج لفرض فكر دينى فاشى بالاكراه يتدخل فى كل نفس نتنفسه فى حياتنا لكى يوافق مشروع دينى سياسى..

من وجهة نظرى هذا هو ملخص الموضوع.

نحن هنا لم نتعلم معنى الديمقراطية و مبادئ حقوق الانسان-نحن بعضنا لا يعرف سوى لغة التكفير و الدوجما الدينية و الحقيقة المطلقة

مصر اغلى من ان تكون ثمن لمشروع دينى سياسى
اما عن توافق شعبى عام(مستحيل بكل المقاييس حتى بدون قرارت مرسى فى 22 نوفمبر-لان المشكلة مع من يملك فكر دينى يريد ان يجعل الجميع يقدسه و يعيش وفقا له بالاكراه-المشكلة ليست فى من يدعوا للحرية بل المشكلة فى من يريد سلب تلك الحرية لان السماء تقول ذلك او الفكر الفلانى يقول ذلك)

قد اكون مخطأ فى طرحى- لكن يبدوا انه لا بديل عن الحرية و التنوير عزيزى هشام
اجمل تحياتى ليك و مدنية مدنية


2 - حكمت المحكمة
محمد بن عبد الله ( 2012 / 11 / 28 - 13:36 )
حكمت اليوم محكمة مصرية محترمة جدا باعدام ستة من الأقباط بتهمة مسئوليتهم عن الفلم المسيء...ولا تعقيب على أحكام محاكمنا العادلة


3 - الخطر قادم
على سالم ( 2012 / 11 / 28 - 17:41 )
السيد هشام ,يبدو ان فصيل الاخوان المجرمين قرروا التحدى والنزول بمليونيه من الاسلامجيه المتعصبين المتحجرى العقول من ماركه الزيت والسكر ,هذا بالطبع له دلاله غايه فى الخطوره وهو ان المجرم العياط لايستطيع تحدى قرارات المرشد الارهابى وهذا يجعل مصر على شفا حرب اهليه ,كان لايجب لثوار التحرير ان يتركوا الميدان الا بعد تحقيق مطالبهم ,الان بلهاء الامن المركزى يفجروا القنابل المسيله للدموع فى ميدان التحرير بغرض تفريق المتظاهرين والتخلص منهم باوامر من وزير الداخليه والذى يتلقى الاوامر من رئيس الوزراء القاصر عقليا ,كيف غاب هذا عن المتظاهرين الذين قرروا العوده الى منازلهم وترك ميدان التحرير خاوى ,الم يتعلموا من كل هذه الكوارث التى تعرضوا لها ولايزالوا يكرروا نفس الاخطاء بغباء منقطع النظير ,هذا معناه كارثى وهو هيمنه هذا الفصيل الارهابى على مقدرات البلد وهم الان يعدوا دستور اسلامى وتمريره ,المصريين للاسف لم ينضجوا بعد وسوف يدفعوا ثمنا باهظا لسنيين كالحه قادمه


4 - عزيزى عاشق الحرية
هشام حتاته ( 2012 / 11 / 28 - 17:59 )
لو اخذنا باغلبية الثلثين مانجح مرسى ، ولو اخذنا بها فى الاستفتاء القادم على لالدستور سوق يسقط الدستور. هذا هو رأييى الذى قلته ، ولكن حتى هذا الراى لن يجد له صدى من القائمين على الحكم لانهم يريدون النجاح بأى طريقة فى اى
انتخابات قادمة
اتفق معك ان الديمقراطية ليس مجرد صندوق انتخابات ولكنها ممارسة واحترام الآخروتعليم وثقافة وكلها قيم مفقودة عندنا .
ليس امامنا الا النضال سواء بالكلمة او بالنزول الى الشارع للتظاهر.
تحياتى اخى العزيز وشكرا لاهتمامك وتعليقك .


5 - عزيزى محمد بن عبدالله
هشام حتاته ( 2012 / 11 / 28 - 18:09 )
بمجرد ان قرأتك تعليقك بحثت عن الخبر فى العزيز جوجل ، ولشد ما ادهشنى هذا الحكم الغاشم .
اعدام ...... اعدام ، ماهذه القسوة التى وصلنا اليها؟ ماهذا التهافت لحماية دين المفروض ان له رب يحمية .
عموما ياسيدى اذا كان رئيس الجمهورية استحوذ على كل السلطات باعلانه الديكتاتورى فلا حرج على القاضى المبجل ان يحكم بالاعدام فى تهمه اذدراء الاديان والتى اعرف ان عقوبتها ثلاثة اعوام وليس الاعدام وبهذه السرعة
عموما انا شخصيا ومنذ حوالى اربعة اشهر وانا اعد نفسى للسفر خارج بلدى التى كنت اعشقها والتى ماعادت بعد الآن بلدى لان حلمى الاخير فى هذه الحياه هى الدعوة الى مناظرتين مع احد كبار السادة الشيوخ لنوضح ماخفى .. وما خفى كان اعظم . راسلنى على بريدى الاليكترونى ، ربما نلتقى يوما خارج حدود هذا الوطن المجنون
[email protected]
تحياتى اخى العزيز


6 - عزيزى على سالم
هشام حتاته ( 2012 / 11 / 28 - 18:20 )
العياط وقع فى المحظور ، فهو امام احد خيارين ، ان يتراجع عن قراره الذى يعتبر بمثابة المرة الثالثة ، ام الاستمرار فى العناد لتصل مصر فعلا الى حرب اهلية
اما ان ينتصر الشعب فى هذه المعركة وتكون بداية النهاية للاخوان ، واما ان ينتصر مرسى والاخوان وفى هذه الحالةستكون مصر دولة دينية يسيطر فيها الاخوان على كل المقدرات .
القوى المدنية لم تترك الميدان ولكنها ستعود يوم الجمعة القادم ، والذى نتمنى ان يكون نزولا كثيفا ، المشكلة فى نزول الاخوان والسلفين يوم السبت ومعهم ميلشيات حماس وحزب الله الذين استعانوا بهم فى بداية الثورة ويكون حمام من الدم .
لننتظر ونرى
هناك قول مأثور يقول : التاريخ لايكرر نفسه الا فى بلاد الاغبياء - لانهم لايتعلمون من اخطاء الماضى وطبعا فى هذه الحالة سيدفعون الثمن باهظا .
تحياتى اخى العزيز


7 - عزيزى على سالم
هشام حتاته ( 2012 / 11 / 28 - 18:22 )
العياط وقع فى المحظور ، فهو امام احد خيارين ، ان يتراجع عن قراره الذى يعتبر بمثابة المرة الثالثة ، ام الاستمرار فى العناد لتصل مصر فعلا الى حرب اهلية
اما ان ينتصر الشعب فى هذه المعركة وتكون بداية النهاية للاخوان ، واما ان ينتصر مرسى والاخوان وفى هذه الحالةستكون مصر دولة دينية يسيطر فيها الاخوان على كل المقدرات .
القوى المدنية لم تترك الميدان ولكنها ستعود يوم الجمعة القادم ، والذى نتمنى ان يكون نزولا كثيفا ، المشكلة فى نزول الاخوان والسلفين يوم السبت ومعهم ميلشيات حماس وحزب الله الذين استعانوا بهم فى بداية الثورة ويكون حمام من الدم .
لننتظر ونرى
هناك قول مأثور يقول : التاريخ لايكرر نفسه الا فى بلاد الاغبياء - لانهم لايتعلمون من اخطاء الماضى وطبعا فى هذه الحالة سيدفعون الثمن باهظا .
تحياتى اخى العزيز


8 - لجنة الصياعة
مجدي سعد ( 2012 / 11 / 28 - 19:35 )
اعلن رئيس الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الغير شرعية

المعروفة بلجنة الصياعة (الصياغة) انها ستقدم مشروعها غدا

بعد ان تم التخلص من وتطفيش كافة الاحرار والشرفاء

اعطاهم مرسي شهرين

سلقوها في يومين


9 - و مين سمعك عزيزى مجدى سعد
عاشق للحرية ( 2012 / 11 / 28 - 21:41 )
تحياتى سيد مجدى
شر البليّة ما يضحك _ بدل شهرين بقى كام يوم و يلبسونا الخابور-احم اقصد الدستور بتاع ما بعد الثورة !!!.
آه اقولها بصراحة بقى- احنا فى عز اللى احنا فيه ده و عايزين يستفتونا على خابووور ما بعد الثورة اللى تم تجهيزه و سنفرته على يد اخوان و سلفيين انما اييه !!!!

بذمتك ده كلام !!! على فكرة بعض من شباب الميدان فى حوار فى قناة العربية اتسألوا عن الموضوع ده-فقال واحد منهم(تقريبا واحد من اعضاء حزب الدستور مش فاكر اسمه) قال لو محمد مرسى فى الظروف اللى احنا فيها دى و عرض الدستور لاستفتاء يبقى المفروض الراجل ده يقعد فى بيتهم مش يبقى رئيس دولة !

الوضع معقد-حتى استاذ هشام فى كلامه المرة دى نبرة تشاؤوم خفيفة ما شفتهاش فيه على مدار عدة مقالات ,بعد ما هو دب فيّا روح الامل

ولسه خطاب محمد مرسى اللى بيقولوا حيلقيه يوم الخميس و طبعا الرد عليه بمليونيات الجمعة-وبعدها حدوتة مظاهرات السبت بتاعت التيار الاسلامى--مش عايز انسى اللى حاصل فى المحلة على يد قرارات 22 نوفمبر دى.

مش ملاحظين ان الحكومة ما عادش حد جايب سيرتها (فاكرين حادثة القطر) ناهيك عن سيناء و اللى فيها

لهو رهييب.

مصر مدنية مدنية


10 - بالمناسبة-ملحوظة هامة
عاشق للحرية ( 2012 / 11 / 28 - 22:17 )
استاذ هشام و بقية المعلقين- عندى ملحوظة
عارفين ايه حكاية الحكم على اقباط المهجر فى موضوع الفيلم المسئ بالاعدام (لاحظ انهم اساسا برة مصر طبعا)

الموضوع ده مقصود عشان يخلوا الناس (و الاقباط خصوصا و احنا كاناس ليبراليين و يساريين) تهاجم القضاء و يبقى محمد مرسى هو الملاك الطاهر اللى قرارت 22 نوفمبر بتاعته حكيمة و حتطهر القضاء !!!
(فى عز اللى احنا فيه ده و قال ايه يتم التلويح بحكم الاعدام فى قضية الفيلم المسئ اللى المفروض ان اى دولة ديمقراطية فيها الكلام ده حرية تعبير مش قضية قطع رقبة)
الحكاية دى هدفها تفتيت التيارات المدنية و المتوحدين على هدف واحد ضد الاخوان و التيار الاسلامى فى مصر (فرّق تسد)

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر