الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهابيات - الجزء الثاني -السادس عشر من آذار من عام الجراد- قصص قصيرة

كامل السعدون

2005 / 3 / 12
الادب والفن


كان ذلك في زمن ليس بالبعيد عن زمننا هذا ..... لا........بضع سنين مضت لا أكثر من سنة الله هذه المسماة عام الأصبع القرمزي ...!
كان محفل الدروشة ناشطا في ذلك القبو الشمالي العتيق العطن ....بعض الشخوص الجميلة التي لا تغيب عن المحفل ، كانت غائبة تلك الليلة ...عز الدين وسيف الله وأبا الشبلين و...الخ .
تساءل الأشياخ عن سر غياب الأحباب ...
- شؤون الدولة ومهمات حماية الثغور يا أحبتي ، حرمتنا فرصة التنعم بهذه السويعة الروحانية المباركة معهم ، لا أظنهم يهجرون المحراب إلا لأمر جلل ...جزاهم الله عنا وعن المؤمنين الصادقين في هذا البلد الطاهر ، ألف خير ...أدعوا لهم يا أخواني بالسلامة وطول البقاء...
" ودمعت عينا الشبخ زعيم المحفل ، من خشية الله والخوف على تلك الثلة المؤمنة " .
وأستمر الردح حتى انتصف الليل و....
- ها قد جاء واحدٌ منهم ..." وأشرقت وجوه القوم ، وكف المغني عن النقر على الدف والتغني بأبا القاسم ونور أبا القاسم ...بينما توقف الصبي الأمرد عن الرقص ونسيت ( الدرباشات ) في الأفواه والألسن ...."
دخل هذا مسرعا وهرول الأشياخ لتقبيله بلهفة ...
- ماذا حصل يا أبا ..........ليس تلك من عاداتكم أنت والمؤمنون الآخرون ...
- أعذروني يا أشياخي وليعذرني الأسياد وأبا القاسم ( صلعم ) " هتف الرجل وهو لما يزل يلهث ويرتجف ، بينما أندفع الآخرون وقد أنتابهم القلق ، بتكرار الصلاة على المصطفى "
- وعليه ألف الصلاة والسلام
- يشهد الله أني ما تأخرت عنكم إلا لأمر أُمر الله به ولي أمرنا الأكبر حفظه الله ورعاه ...
- فلنجلس أذن ونستمع لك أيها المبجل ...هديء من روعك اولا ...هيا تفضل ...أما أنتم فأستمروا ايها الأحباب وإنا بكم لملتحقون بعد هنيهة ...!
ونُقر مجددا على الدف وشرع المغني بالغناء ......." يا محمد لك اللواء والتاج يا شفيع العباد " ....
وإذ جلسوا هتف بهم وهو لما يزل يلهث ...
- البارحة ...رأى ولينا ( رض ) رؤيا وهي لا شك صادقةٌ ، فأنتم أدرى بإيمانه ومدى قربه من الله ....
- لا شك ...جميعنا نعرف هذا عنه فهو حامي حمى الدين ورافع لواء التوحيد في هذا البلد المارق " علق شيخ الطريقة وسيد المحفل ، بينما أكتفى الآخرون بهز الرؤوس مؤمنين على كلامه "
- رأى سيدنا ( في ما رآى ) .... جحافل جراد اسود تزحف هابطة من جبل عظيم على هضاب ووهاد مزروعة بما أحبت العين واشتهت من الكروم والحمضيات وثمار ليس لها مثيل إلا في الجنة ...
نهض سيادته من نومه فزعا غاية الفزع ، فأستدعاني وثلة من المؤمنين للتشاور ...
والحمد لله أمكن لنا بالأستعانة بكلم الرحمن كشف الحجب عن تلك الرؤيا و.........." أنحنى برأسه صوبهم فدنوا أكثر نحوه حتى أوشكوا أن يلتصقوا به ، وأسر لهم بتفسير الرؤيا بينما هو يتلفت يمينا ويسارا " .....
- أقسم إنه التفسير الصادق ...ولو كنت مع الأشياخ الذين حضروا لقلت ذات الذي قلتموه جميعا ... هم أهل الشرك لا بارك الله بهم " علق شيخ المحفل وقد أحتقن وجهه من الغيظ "
- المهم ماذا فعلتم مع جراد الجبل ..." سال الأشياخ بصوت متلهف واحد "
- فعلنا ما يفعل في الجراد أيها الأحبة ...ولهذا تأخرت الليلة " أجاب بصوت خفيض وقد تهلهل وجهه الأرجواني الأمرد ، ثم تعلمون أن تلك الروائح مفسدة للوضوء ، وقد أخذت مني وقتا حتى أطمأننت إلى أنها لم تعد تهب من أعطافي ...
- لا ........." قاطعه الشيخ بصوت حاسم قاطع ، كمن يؤكد على حقيقة لا شبهة شك فيها "...أعذرني على المقاطعة أيها الحبيب المؤمن ...تلك سموم الله مباركة مثل دماء الشهداء ...لا تفسد وضوءا قط...!
ثم نهض نحوه وقبله بين العينين وضمه ضمتين ...وفعل الآخرون ذات الفعل وهم يهللون ويكبرون ويحمدون الله على النصر على الجراد ...
لا بل ولثموا الأصابع التي لما تزل تحمل نكهة السيانيد .....وبعد برهة من السمر والمرح البريء ، هتف الشيخ بمضيفه :
- هيا الآن يا مولانا إلى الذكر " إلا بذكر الله تطمئن القلوب "....
ونزولوا والسيد المبجل معهم إلى ساحة الردح والذكر ونقر الدف والغناء لمن وحده... يحلوا له الغناء والإنشاد ..
حبيب الرحمن أبا القاسم محمد بن آمنة ...
كان ذلك ليلة السادس عشر من آذار من عام الجراد ....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم