الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيمة صفوان هي بداية الضعف و الذل والهوان – الجزء الاول

نوري جاسم المياحي

2012 / 11 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


بعد الحرب العالمية الثانية تبنت الدول الاستعمارية نظرية الحروب المحدودة والمحصورة وبعدها تبنت نظرية اشعال الحروب الاهلية وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي والنظام الاشتراكي وتراجع اليسار العالمي ...تبنت الولايات المتحدة اعتماد نظرية نشر الفوضى الخلاقة ...
واي متتبع اومراقب يلاحظ ان المفكرين الغربين ومنظري الاستعمار الجديد يستغلون الفقر والعوز الاقتصادي ومعاناة الشعوب لآثارة الفتن الداخلية لتغير الانظمة الحاكمة ( بالرغم من ان الكثير من هذه الانظمة هي بالاساس كانت من صنعهم) ... ليسهل عليهم اضعافها وتفتيتها واحكام السيطرة عليها وفقا لاستراتيجيتهم ومصالحهم الاقتصادية البعيدة المدى ...
وماحدث ويحدث اليوم في الشرق الاوسط وبما يسمى بدول الربيع العربي مثلا ...الا تطبيق عملي لهذه النظرية الجديدة والقديمة في نفس الوقت...وما يهمني شخصيا ما يحدث او سيحدث في وطني العراق الحبيب وحواليه ..وما ينتظره من مأسي ونكبات قد لا تخطر على بال العراقيين المخدرين ...
وكمدخل لشرح رؤيتي الشخصية لما يجري في عراقنا الحبيب ...لابد لي من القاء نظرة سريعة ومختصرة جدا على ظاهرة الحروب ومن يؤججها ؟؟؟ومن المستفيد منها ؟؟ومن هم وقودها وضحاياها ؟؟..وما هي النتائج الناجمة عنها ؟؟؟
من المعلوم ان كل شعب عادة يتألف من ثلاث طبقات .. الاغنياء والطبقة المتوسطة و طبقة الاغلبية الفقراء والجياع ..وكان هذا حال شعبنا العراقي في النصف الاول من القرن العشرين ولكن هذا التوزيع السكاني قد بدأ بالتغير نتيجة الانقلاب في تموز 1958 من نظام الحكم المدني المستقر في العهد الملكي المدني الدستوري وتحول فجأة الى نظام(غير مستقر ) جمهوري عسكري فردي سيطرت عليه الصراعات السياسية والعقائدية القومية والفكرية وبمرور السنين تغيرت احوال العراقيين من سيء الى اسوأ بسبب تحول الحكم الى حكم الحزب الواحد والديكتاتور الواحد الذي ورط الشعب العراقي بحروب عبثية متوالية دمرت البلاد وسبت العباد وحولتنا الى رماد ...واخيرا كانت نكبة الاحتلال الامريكي الملعون ...
فخسرنا كل شيء حتى قيمنا وأخلاقنا وتحول سلوكنا من سلوك انساني مسالم الى سلوك شيطاني اناني جشع تسوده شريعة الغاب (القوي يأكل الضعيف ) ويفتقد الى ابسط القواعد الانسانية الخيرة ...
فتقلص الشعب الى طبقتين حيث اختفت الطبقة المتوسطة من خلال صعود البعض منهم الى طبقة الاغنياء والاغلبية نزلت وانظمت الى طبقة الفقراء ولاسيما بعد الاحتلال الامريكي وسيطرة الاحزاب الدينية والقومية العميلة على الحكم .
وبسبب انتشار الفساد وبالرغم من الزيادة الهائلة في واردات النفط ..وعودة نظام العشائر الاقطاعي الاستغلالي المتخلف ...وعودة الشركات الاستعمارية العملاقة لنهب ثروات الشعب باسم الاستثمار ..فسدت حياتنا ....
لهذا تضخمت طبقة الاغنياء وهم من عتاة الحرامية وهم عادة القلة القليلة من الشعب ويتربع على قمة هرم هذه الطبقة النخبة المحظوظة من الملوك والقادة والرؤساء والساسة وعلماء الدين ( والذين يتحكمون بمصير الشعب كله )
والطبقة الثانية وهي الاغلبية الساحقة من الشعب هم من طبقة الفقراء والمساكين من العمال والفلاحين والعاطلين والارامل والايتام ..
وتؤكد لنا احداث التاريخ ان قرارات اعلان الحرب تتخذ نادرا من قبل النخبة الحاكمة وفي الغالب بامر من الحاكم بامر الله اوالدكتاتور وفي مقدمتهم الملك او الرئيس اوالزعيم ...وتعلن الحرب عادة عندما تعجزالدبلوماسية والمفاوضات (كما يقال )عن الوصول الى اتفاق او حل يرضي الطرفين
ولكن على ارض الواقع (وفي العراق بالذات) يكون القرار فردي ومزاجي ..وما الحرب العراقية – الايرانية او محاولة استرجاع الكويت والحروب التي تلتها او تلك التي ستعلن في شمال العراق من قبل زيد او عمر من القادة او الساسة ...
وعندها سيسارع وسيتراكض تجارالحروب ومصاصي دماء الشعوب ووعاظ السلاطين لتبرير دوافع الحرب بحجج قومية او مذهبية اواقتصادية ...كحماية لمهرب وقود قيل ايام ...او كالمناطق المتنازع عليها التي تحولت بين ليلة وضحاها الى مناطق مستقطعة او محتلة كما اعلن احد المسؤولين الاكراد الكبار ...او باسم تحرير الشعوب كما يحدث في سوريا او الملف النووي الايراني ..كل هذه المبررات تقود للحرب وحسب مزاج القائد القوي الطامع أوالعميل الخائن ...او المغامر الارعن .. وفي كل الاحوال ..ننام ونصحوا لنجد نيران الحرب تشتعل وتحرق الاخضر واليابس ووقودها الفقراء والمساكين ..
ولن اعود بالحديث الى حروب قد وقعت وانما ساتناول الحروب المحتمل اشتعالها في العراق اوسوريا اوالمنطقة برمتها ...والتي سيفرضها الاستعمار الجديد على شعوبنا التعبانة والجوعانة ..في الجزءالتالي من حديثي هذا تحت عنوان (خيمة صفوان هي بداية الضعف والذل والهوان )
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن