الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجعية الدينية تقمع الجماهير الشعبية في سليانة بالسلاح .

حزب الكادحين في تونس

2012 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الرجعية الدينية تقمع الجماهير الشعبية في سليانة بالسلاح .
شهدت ولاية سليانة يوم 27 نوفمبر 2012 اضرابا عاما ناجحا و مسيرات شعبية عارمة ضد غلاء الاسعار و تردى الاوضاع المعيشية و غياب التشغيل و التنمية ، و رفع المتظاهرون الشعارات التاريخية لانتفاضة 17 ديسمبر المجيدة ، مثل التشغيل استحقاق يا عصابة السراق و الشعب يريد اسقاط النظام و شغل حرية كرامة وطنية ، كما رفعوا شعار بالروح بالدم نفديك يا سليانة ، و طالبوا الوالى النهضاوى بالاستقالة و الافراج عن المساجين .
و قد ردت السلطة الحاكمة بعنف رجعى أسود على هذه الاحتجاجات الشعبية ، و جهزت وزارة الداخلية أعدادا كبيرة من قوات الحرس و الشرطة بفرقها المختلفة ، مستعملة تجهيزات ضخمة من بينها العربات المدرعة ، كما استعملت لأول مرة أسلحة رشاشة تطلق مباشرة على المتظاهرين رصاصا انشطاريا يلحق اضرارا بالغة بكامل الجسد ، و يسبب خاصة اتلاف العين ، و هو ما أدى الى فقدان كثيرين بصرهم ، كما دهست العربات المتظاهرين بما فيهم الأطفال و الشيوخ ، و استعملت الغازات و الرصاص المطاطى و سقط جراء ذلك مئات الجرحى ، من بينهم صحفين أجانب ، عجزت مستشفى سليانة عن استيعابهم فأرسل عدد منهم الى مستشفيات تونس العاصمة و بعض الولايات الاخرى ، وهو ما أشعل نار الغضب في صفوف الجماهير المنتفضة فأحرق المحتجون مقرات الحزب الحاكم و مراكز البوليس و الحرس و دخلت الجهة بأكملها في اضراب عام مفتوح ، و تنادى لدعمهم و مناصرتهم المنتفضون في جهات أخرى بما في ذلك العاصمة تونس .ان ما حدث في سليانة يعد مجزرة حقيقية أطلق خلالها الرصاص على متظاهرين عزل من السلاح بهدف التنكيل بجهة مناضلة لم تستسلم لاغراءات السلطة الحاكمة و جبروتها فقررت معاقبتها و قصم ظهر الكفاح الشعبي فيها حتى تكون عبرة للجهات الاخرى .
لقد تصورت السلطة الحالية أن الاوضاع ستستقر سريعا لفائدتها و أن الشعب سيركع أمامها و ستنطلى عليه حيلة تجارتها بالدين و أن نفوذها لن تزعزه أى قوة و أن حكمها سيستمر لعشرات السنين فكـــــــلمة " ارحل " انتهى زمنها و المؤقت اصبح مؤبدا بعد مرور يوم 23 أكتوبر تاريخ انتهاء صلاحيتها القانونية بسلام ، و لكن الكفاح الشعبي سفه هذه الاوهام و أصبحت الرجعية الحاكمة في ورطة لا تعرف كيف ستخرج منها ، لذلك تعد العدة للانتقام من الشعب . و ما جرى في سليانة هو نموذج مصغر لما سيحدث في البلاد كلها عندما تقرر تلك الرجعية استعمال عصا قمعها بشكل واسع ، و قد تجر البلاد بأسرها الى الحرب الأهلية بمباركة الامبريالية الأمريكية اللاهثة وراء تطبيق خطة الفوضى الخلاقة ، و هو ما يقودنا الى استنتاج أن القمع سيزداد شراسة و لكنه سيواجه بكفاح أشد حدة ، و لا بديل أمام الكادحين غير طريق الثورة لتحقيق مطالبهم التى لا يزالون يدفعون اليوم الثمن الغالى من دمائهم من أجل تحقيقها أما طريق المساومة و التوافق مع السلطة الحاكمة فلن يقود الا الى الهزائم .
ان ما فجر الفصل الجديد من الكفاح الشعبي في سليانة ليس المتآمرون و "حجارتهم المستوردة " الذين اختلقهم خيال الرجعية الدينية و انما أوضاع البؤس و الحرمان و الفقر و القمع و الاضطهاد فسليانة ولاية محرومة رغم ثرواتها الطائلة و فيها نسبة عالية من الفلاحين الفقراء و أعداد غفيرة من المعطلين عن العمل و أحياء شعبية و قرى و دشر بائسة و بنية تحتية مهترئة من طرقات معطبة و مدارس ومعاهد و مستشفيات تفتقر لأدنى الشروط التى تمكنها من تقديم الخدمات لاصحابها . و عندما يكون لجهة مناضلة مثلها تاريخ طويل من الكفاح و الثورة ضد الظالمين و المستعمرين ، و مقاومين أشاوس مثل أبطال معركة جبل برقو الذين أذاقوا المستعمرين الفرنسيين الويلات و مكافحين مثل أولئك الأبطال الذين ثقب الرصاص المتشظى أجسادهم و أتلف أبصارهم فإن نار الثورة فيها لا تموت أبدا و على بقية الجهات أن تفتخر بانتمائها الى تونس و أن تتعلم منها الاصرار على الكفاح حتى النصر .
حزب الكادحين في تونس 28 نوفمبر 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ