الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس مهماتنا ثورة مستمرة وليس إصلاحا توافقيا

بشير الحامدي

2012 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ مهماتنا ثورة مستمرة وليس إصلاحا توافقيا

تواصل الاحتجاجات الشعبية على مدار العامين دون انقطاع وتحولها في محطات عديدة وفي كل الجهات و البلدات تقريبا إلى عصيانات اجتماعية وبرغم محدوديتها في اللحظة الثورية الراهنة أو في ما سبقها من أطوار الصراع مع قوى الانقلاب على الحركة الثورية وعدم تمكن الجماهير أثناءها من الانفصال تنظيميا وسياسيا عن القوى اللبرالية و الإصلاحية اليسارية والبيروقراطية النقابية الشريكة في الانقلاب إن كان له من مؤشر فهو أن هذه النضالات ليست ضد حكومة فقط أو ضد الكتلة الحزبية التي تشكلها. إنها تعكس وعيا آخر مازال جنينيا ولا شك سيتجذّر أكثر في باقي أطوار الصراع الذي سوف لن يخمد كما يعتقد البعض وهو رفض لسياسات كاملة أصبح واضحا أكثر للجماهير أنها سياسات تواصل سياسات الديكتاتور بن علي ولنظام هو في الأصل نفس نظام الديكتاتورية السابقة المتواصل ولكن بوجه لبرالي إسلاموي.
في كل منعرج للصراع يتأكد أن نظام 23 أكتوبر هو الوجه الآخر لنظام السابع من نوفمبر فلا اختلاف في السياسة ولا اختلاف في النظام وطبيعته ولا حتى في شكله بعد أن أسقط حزب النهضة كل أوراقه كحزب عقائدي.
نظام 23 أكتوبر وحكومته العميلة المنقلبة على الحركة الثورية جاثم على رقاب الجماهير بنفس أجهزة القمع السابقة وبنفس الحراس السياسيين للتحالف الطبقي السابق: البرجوازية الوكيلة السمسارة اللاوطنية العميلة وحثالة الرأسمال المتوسط الفاسد الذي أنتجه تراكم مرّ على رقاب الخدامة والمستهلكين وبيروقراطية في أجهزة الدولة الإدارية والسياسية و المنظمات المهنية الدائرة في فلك رأس المال مكونة من لفيف من المرتشين والطفيليين المتمعشين من الصفقات الوسخة والفساد ومن السلم الاجتماعي والبيع والشراء في حقوق الجماهير المفقرة والمستغلة والرازحة في دائرة الفقر المعمم على الأغلبية.
ماذا تنتظر الجماهير من تحالف في السلطة هذه طبيعة؟
ماذا تنتظر الجماهير من عدو الأمس أن ينجز غير القمع والتقتيل لمواصلة الانقلاب الأسود.
كم تذكرني المافيا السياسية الحاكمة الآن و الواقفين وراءها صانعوها بالمائة السود الروسية.
عصابة للجريمة السياسية والاقتصادية تسوق لنفسها بواسطة بيروقراطية حزبية و أنصار أعمتهم الديماغوجيا الأيديولوجية لتستمر في السلطة على رقاب الأغلبية.
عصابة فاقت في جريمتها جرائم بن علي.
هذا هو النظام. هذا هو نظام بن علي يتواصل بقيادة وجوه جديدة للجريمة السياسية وبحكومة بوجوه لا تختلف عن وجوه حكومات بن علي.
لا فرق! أمس التجمع واليوم النهضة والتجمع مجتمعين.
فصائل النظام هي نفسها! هي نفس المسميات! هي نفس الوجوه! هي نفس التمشيات! هو نفس النظام حكومة ومعارضة !
حكومة الانقلاب وفي تهميش لطبيعة المعركة الحقيقية التي تخوضها الجماهير اليوم ولطبيعة الصراع تشير إلى نداء تونس القذر. السياسة عند هذا اللفيف لا يمكن أن تكون إلا قذرة.
وهل هناك أكثر قذارة من أن يتصارع لصان على الغنيمة.
الباجي بندائه وبالواقفين على عتبة غبار تاريخه الإجرامي و بالطامحين وبالواهمين في الفتات من أحصنة الشاشات و محترفي الوقفات والجبهات والمسيرات المرخصة والسمسرة والوفاق.
والنهضة بعمالتها وجريمتها المتواصلة وبجهازي البوليس والجيش ببيروقراطيته الضالعة في الجريمة .
هذا هو الشكل الزائف الخادع للصراع والذي يسوق له الجميع دون استثناء.
لعبة الزيف هذه لن تستمر. ستنكشف كل الغربان وسينكشف كل اللصوص.
سينكشف المنقلبون.
نعم للثورات لصوص. هذا مثبت في التاريخ وللثورات منعرجات ومنعطفات أيضا.
وكما للثورات لصوص لها صانعوها وشهداؤها من مات منهم ومن ينتظر الشهادة.
لم يحسم شيء بعد. الوضع مازال قابل للتجذر يكفي فقط تخليص الحي من الميت.
وما الثورات والصراعات الطبقية إن لم تكن فقط من أجل تخليص الحي من الميت.
الثورة للثورة وليس للإصلاحات والتوافقات.
الصراع في تونس لم يحد بعد على هذا.
الاحتجاجات لابد أن تتحول إلى عصيانات اجتماعية شاملة
يجب كسر السقوف جميعا.
و أولها كل سقوف المسار الانتخابي.
يجب مواصلة النضال على قاعدة مطالب الحركة الشعبية الجذرية التي لا تنزل عن مهمة الإطاحة بالنظام القائم.
بهذه المهمة تحدد أشكال النضال وكل المطالب وكل الأدوات النضالية.
الحركة الثورية إن تخطت المطلبية والوفاق الطبقي فلن تهزم.
يجب أن نتخطى عتبة المطلبية إلى افتكاك الإدارات و المصالح الكبرى والبنوك والمعامل وتسييرها عبر المجالس المواطنية الثورية القاعدية والديمقراطية و أن نتسلح نعم نتسلح بكل ما يمكن أن ندافع به عن الصيرورة الثورية.
مهماتنا إرساء ديمقراطية قاعدية وحكم ثوري لا مركزي. مهماتنا التحكم في الموارد و فرض السيادة الشعبية والقطع مع التبعية.
مهماتنا ثورة مستمرة وليس إصلاحا توافقيا.
ــــــــــــ
بشير الحامدي
29 ـ 11 ـ 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال