الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بؤس الخطاب السوري المدعوم بهستيريا حزب الله اللبناني الإيراني
كامل السعدون
2005 / 3 / 13مواضيع وابحاث سياسية
مظاهرات الأخوة البعثيون السوريون التي ترافقت مع مظاهرات أشقائهم إيرانيوا لبنان في قيادة حزب الله الإيراني - اللبناني ، تذكرني والله بمظاهرات البعثيين في العراق إبان حكم الفاشست الصداميون ، فبضع عشرات من السنين من التدجين الإعلامي والسياسي وربط الرغيف بإنشوطة الحزب القائد ، يمكن أن تحرك الملايين ، وتجربة السوفييت إبان ستالين ومن جاء عقبه تؤكد ذات النتيجة .
إبان إحتلال العراق للكويت ، خرجت جحافل الأميين في البصرة والعمارة وبغداد في مظاهرات مليونية حاشدة تهتف بحياة القائد وتلعن شيوخ الكويت الذين سرقوا بترول ( الرميله ) ، وكأن تلك الملايين كانت تنعم بثمار هذا البترول ، معاهد علم راقية ورغيف أبيض وسكن لائق وأمن وحرية وسفر متاح وصحة مدعومة من الدولة وبترول الدولة ...!
لم يكن عسيرا على الجيش الشعبي أن يجمع الملايين للهتاف بحياة صدام ، ولا أظن أن الشيوعيون الروس أو الصينيين أو الكوبيين يعجزون عن لم الشعب كله وأخراجه في مظاهرة ظاهرها العداء للإمبريالية وباطنها وعدٌ بحصة تموينية إضافية ، لكن حين دفع غورباتشوف الجدار ، تهدم البيت السوفييتي العتيق كله في غمظة عين ، وما هي إلا أيام أو بضع شهور وإذ بالناس ينفجرون في ثورة عارمة جبارة لتطهير حتى بيوتهم وأجسادهم من ذكريات حقبة عمرها ينوف عن السبعون عاما .
وذات الأمر حصل في العراق ، فما إن دخل الأمريكان أم قصر حتى تهدم البيت كله على رؤوس أهله ، وإذ بملايين جيش القدس السبعة ومليون جندي عراقي وحرس وملايين أخرى من البعثيين والجيش الشعبي و...و....الخ ، تختفي بالكامل مثل سرب نمل هائل عصف به فيضان النهر .
علما بأن الأمريكان لم يقاتلوا بجدية ، ولم يكن لدى المعارضة العراقية رصيدها الداخلي الواسع .
ذات الأمر أظنه أمر الرفاق السوريون ورفاقهم عجم لبنان في قيادة حزب الله الإيراني - اللبناني ...!
رغم الكرم الإيراني الواسع وتدفق تومانات الشعب الإيراني البائس على الرفاق في حزب الله ، فإن تلك المظاهر التي أراد هذا الحزب التمظهر بها ، خادعة وربي أيما خداع ، فلا سوريا قادرة على أن تنفعهم ، ولا إيران قادرة على أن تظل تنزف من أجلهم أو من أجل ذاتها وأجندتها من خلالهم .
فكلا الطرفين يجدفان ( سوريا وإيران ) عكس التيار الحضاري الإنساني العالمي الذي ولد على هامش جريمة بن لادن في الحادي عشر من سبتمبر ، وهذا النموذج العراقي ماثلٌ أمامكم ، فحبذا لو تقتدون به وتعتبرون منه .
لدينا في العراق شيعة ، بل إن أغلبيتنا شيعية ، ولكنها تأبى إلا أن تحاور الآخرين وتمازج آرائها بآرائهم ، ولدينا في العراق سنةٌ ولكنهم يأبون ( رغم تدفق السلفيين اللادنيين على بلدنا ) ، يأبون أن يقبضوا اليد السنية عن أن تعانق شقيقتها الشيعية ( وللشيعة العراقيون وربي الفضل الأول في ضبط إيقاع العواطف الطائفية ، بحكمة السيستاني وتسامح وطيبة الناس من تلك الطائفة ) .
ورغم قربنا الشديد من كل من إيران وسوريا ، ورغم أن بلدنا قد أستبيح بالكامل من هذين الجارين الكريهين ، فإننا نجحنا إلى حد كبير في لم نسيج لحمتنا ولم نسمح لسكاكينهم أن تمزقه.
أفلا تتعظون يا أهل لبنان ، يا من سبقتم كل العرب في ديموقراطيتكم الجميلة ، والتي وضعتموها رهن الإيجار ومقابل البخس من الأجر لعرفات ولليبيين والصداميين وأخيرا السوريين والإيرانيين ، وعلى التوالي .
حسنا ... لا نقول لكم مدوا اليد وأبسطوها بالكامل للإسرائيليين ( رغم إنهم وربي أرحم عليكم وأفضل لكم من خيارات سوريا الأسد وإيران الخميني ) ، ولا نقول إنكم لم تحرروا الجنوب ، ولن نشكك بهذا التحرير ، ولا نريد أن نطفيء فرحتكم به ، لكن نقول لكم لن تظلوا في حالة حرب إلى الأبد مع إسرائيل بعد هذا العام الذي انتم فيه ، فإيرانكم محاصرة من الداخل كما الخارج ، ولن تعمر ولاية الفقيه طويلا فيها ، أما سوريا فليست بأحسن حال من إيران بعد أن سقط البعبع الصدامي الذي كان جميلا في عيونهم وطيعا لأغراضهم ، ولا أظن أن الرئيس الفتى قادرٌ على مقاومة العالم كله ، فهو ذاته قالها بلسانه العذب الأريب " أنا لست صدام حسين ولن أكون " .
أما أشقائكم الفلسطينييون فقد جنحوا للسلم بعد رحيل الرئيس الشيخ الذي تخشب دهرا في دكان قيادته للشعب الفلسطيني البائس .
طيب ...ما الحل إذن أيها الرفاق ؟
هل ستجبرون الفلسطينيين على القتال إكراما لسواد عيون الولي الفقيه في إيران ؟
هل ستصرون على تحرير مزارع شبعا ، حتى لو أعادتها إسرائيل لكم بالمجان ، أو لو إنها تفاوضت مع السوريين وأنهت أزمة الجولان المحتل ؟
أظن أنكم في وضع لا تحسدون عليه أبدا ، فعجلة السلام قد سارت منذ دهر طويل وصارت حقيقة قائمة ، رغم إنكم تمكنتم من تأخيرها على شريطكم اللبناني بقوة التومان الإيراني والصواريخ الإيرانية .
وعجلة الديموقراطية والعلمانية والعولمة والشرق الأوسط الجديد قد سارت بسرعة كبيرة عقب سقوط صدامكم المهيب ، وها هي إشراقات العصر الجديد تلتمع حتى في أشد كهوف التخلف والسلفية في الخليج واليمن وغيرها .
أظن أن ليس أمامكم إلا العودة إلى لبنانيتكم والإتعاظ من تجربة التقلب في الولاءات التي أبتلي بها الشعب اللبناني منذ دهر طويل .
عودوا أيها الأحبة إلى أشقائكم الدروز والمسيحيين والسنة والأرمن وغيرهم ، فليس لكم إلا لبنانكم وكروم وأرز لبنانكم .
عودوا إلى الأصل قبل أن تتعسر عليكم العودة وتتقطع بينكم وبين الآخرين كل الجسور ...!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران
.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24
.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز
.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م
.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو