الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلول و ضبط المصطلح ... و حكايتان حقيقيتان عن صديقين عزيزين

أحمد على حسن

2012 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


( 1 ) الحكاية الآولى :
قال لى صديق "عزيز" بالأمس فقط .. "صديقى هذا أحد المتواجدين بشكل شبه دائم بميدان التحرير و شارك فى كل فعالياته دون إستثناء و منذ يوم 25 يناير و حتى اليوم" .. قال لى هذا الصديق: نعم كان بعض الفلول متواجدين فى ميدان التحرير أول أمس يقصد مظاهرات يوم الثلاثاء 27 / 11 !! .. و سألت صديقى كيف عرفت بكونهم من الفلول !؟

و فى محاولة الإجابة عن تعريف الفلول تذكرت هذه الحكاية الثانية عن صديق آخر.
( 2 ) الحكاية الثانية عن صديق عزيز آخر
وهى قديمة بدأت بعد أيام من بداية الثورة أنى فوجئت بصديقى " الذى أعرفه جيداً و أثق فى وطنيته " كان صديقى مؤيداً للثورة لكنه و فجأة تحول موقفه من مؤيد لكاره لها لأنه و كما قال لى وقتها ستستبدل مبارك بهؤلاء الأفاقين من أصحاب اللحى المزيفة .. حتى أنه شارك فى إحدى مظاهرات مصطفى محمود المناصرة لمبارك !! .. قلت له يومها أن هذا الخوف لحد المرض أفقده البوصلة و أن شعباً قادراً على الإطاحة بنظام مبارك سيستطيع أن يكشف و يطيح بهؤلاء المزيفين حتى و إن إستغرق ذلك وقتاً !! ... صحيح أن مناقشاتنا إنتهت بشبه خصام سياسى حتى أنى فوجئت بأنه حذفنى من الفيسبوك لأنه أصبح غير قادر عن متابعة ما أكتبه أيام الثورة !! " لكننا أبقينا على علاقة الصداقة الإنسانية ربما فقط لإن كلانا فى هذه السن يصعب عليه التضحية بصديق قديم " .. صديقى "العزيز" هذا أيد شفيق و شارك بالتصويت له لنفس السبب " أحمد شفيق هو آخر رئيس وزراء فى حكومة المخلوع" .. صديقى هذا لم يرتبط يوماً بفساد و لم يشارك يوماً فى فساد و لم يصوت يوماً فى أى إنتخابات لصالح فاسد و لم يكن يوماً عضواً فى الحزب الوطنى .. و أعلم كرهه للفساد بل شاركنى شخصياً و آخرين عدداً من الفعاليات "أيام كنا طلاباً فى الجامعة" لرفض اللآئحة الطلابية، أو لمناصرة الشعب الفلسطينى، أو لرفض هيمنة الحرس الجامعى على الجامعة، أو حتى فى الإعتراض على سياسات مبارك و حزبه!! ... و غير ذلك كثير من هذه الفعاليات الطلابية.

فهل إذا عاد هذا الصديق للتظاهر فى ميدان التحرير اليوم لرفض الإعلان الدستورى أو هذا الدستور الذى يعدونه بليل يمكن إعتباره من الفلول!!؟

فَجَر هذا السؤال "وياللعجب" هؤلاء المتأسلمون من التيارات الدينية المختلفة، فى إتهامهم للثوار بالتحالف مع الفلول!! و محل العجب كون هؤلاء من التيارات المتأسلمة يتم تصنيفهم "فى بعض تفسيرات مصطلح الفلول" أنهم هم أنفسهم من الفلول!! و التاريخ القريب جداً يؤكد ذلك، فحتى قبل ثورة 25 يناير فهناك تصريح لمحمد مرسى بأن الإخوان يخلون بعض الدوائر الإنتخابية لعدم منافسة رموز الحزب الوطنى المنحل!! و كان المقصود بهذه الرموز أمثال: زكريا عزمى و فتحى سرور و غيرهم ممن كانوا يعدون رموزاً "وقتها على الأقل" عند محمد مرسى و جماعته!! و تكرر نفس الأمر بعد ثورة 25 يناير !! فعد و لا حصر من المواقف التى لا داعى لتكرارها الممل فهى معروفة للكافة و من أصحاب هذا التيار المتأسلم نفسه!! بدايةً من فتاوى تحريم الخروج على الحاكم، أو التحالف مع المجلس العسكرى، أو إتهام المتظاهرين بأنهم يتعاطون المخدرات، أو يعطلون عجلة الإنتاج، .... فقائمة الأمثلة و الشواهد على ذلك طويلة!!.
و لعل أبلغ الأمثلة و الشواهد هى سياسات هذا الرئيس نفسه من جماعة الإخوان المسلمين و طريقة إدارته للبلاد، و تكريمه لأعضاء المجلس العسكرى، فحتى الوزارة التى شكلها ففيها ممن كانوا ضد الثورة أكثر ممن ينتمون لها!! و قيامه بترقية ضباط وزارة الداخلية ممن أيديهم ملوثة بدماء الشهداء .. و من ضمن هؤلاء وزير داخلية محمد مرسى!!
و حتى هشام قنديل رئيس الوزراء نفسه فيمكن ببساطة حسابه ضمن هؤلاء الفلول، فهشام قنديل هو الموظف "الخانع" الذى لم يعرف له أى موقف سياسى أو معارض قبل الثورة !! بل إن هشام قنديل كان يشغل منصب مدير مكتب وزير الرى فى الفترة من 1999 و حتى عام 2005 !! و جميعنا نعرف كيف يمكن أن يتم إختيار من يشغل منصباً إدارياً كهذا فى هذا الوقت ممن يزيفون كل الحقائق ويلعبون على كل الحبال!! و لا حديث لهم غير التسبيح بحكمة الوزير و الرئيس!! أو بناءاً على تعليمات الوزير أو الرئيس!! " للتذكرة فقد كان الرئيس وقتها هو المخلوع مبارك!!

فالإخوان و من خلفهم السلفيون يستخدمون اليوم كافة أسلحة المخلوع نفسه، من تشويه للثورة و الثوار و منذ مجلس الكتاتنى من الصمت المخزى على سحل المتظاهرين من الثوار و حتى قتلهم، و إتهامهم بأبشع التهم من العمالة أو تعاطى المخدرات و الترامادول أو حتى الجنس الجماعى!! و تم ذلك تحت قبة مجلس الشعب!! و على عدد من قنواتهم الفضائية "التى لا نعلم حتى الآن من يمولها" ، و الإخوان و من خلفهم السلفيون يتهمون الثوار بأنهم يتحالفون مع الفلول!! و كأنهم هم نفسهم قد نسوا تاريخهم القريب جداً فى خيانة الثورة و الثوار و التحالف مع عمر سليمان مرة و مع المجلس العسكرى مرات!! و لعل أصداء هتاف جماهير الثوار ضد حكومة كمال الجنزورى أو ضد المجلس العسكرى مرات كثيرة مازالت باقية، و هى نفس الحكومة التى أشاد و تمسك بها هؤلاء من الإخوان أو السلفيين و هو نفس المجلس العسكرى الذى هتف بعض هؤلاء المزيفين من أصحاب اللحى بأن "يا مشير أنت الأمير" و هو نفس المجلس الذى كرمه محمد مرسى و عين حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية و يده مازالت تقطر من دماء الشهداء ملحقاً عسكريا بالصين!!
فمن هم الفلول ولأى معسكر ينتمى هؤلاء من التيار الدينى!!؟

الفللول هم كل من تورط فى فساد عهد المخلوع مبارك، أو تكسب من وراء ذلك الفساد أو إستفاد منه، أو حتى رضى بالتعاون مع هذا الفساد و دعمه أو سكت عنه، أو شارك فى تزييف وعى الجماهير بتجميل صورة هذا العصر الفاسد بالكتابة فى صحيفة أو بأى وسيلة من وسائل الإعلام مشيداً به أو عصره أو بقيادات حزبه من الفاسدين أو متشدقاً بهذه المصطلحات التى نحفظها عن حكمة الرئيس و غيرها، و هم كل من شارك فى قتل الثوار أو فقأ أعينهم أو سَحَلهم فى الميادين، أو قام بتشويه صورتهم أو إتهامهم بأبشع التهم و أحقرها، أو تآمر علي ثورتهم بالتحالف ضد ثورتهم مع عمر سليمان مرة أو مع المجلس العسكرى مرة أخرى وتحت الرعاية الأمريكية فى كلا الحالتين.
الفلول ببساطة هم كل هؤلاء ، وأيضاً هم أى من هؤلاء، و هم أيضاً من وصلوا للحكم فإذا بهم يمارسون نفس طريقة المخلوع فى خداع الجماهير بالترويج لشعارات كاذبة! كأن تتحدث عن إحترام القانون و تقسم أيضاً على ذلك فى حين أن هذه الجماعة التى تنتمى لها مازالت خارجة عن نفس القانون!! أو أن تقسم على إحترام الدستور ثم تنقلب عليه بإعلان دستورى يلغى كل ما نعرف من مبادئ دستورية مستقرة أو أعراف قانونية!! و بحجة زائفة عن دماء الشهداء تكرس كل السلطات فى يد رئيس الدولة!! فى حين أن حزبه السياسى و جماعته الدينية شاركت فى المسئولية عن إهدار دماء عشرات الشهداء، وقت كانت تمتلك الأغلبية فى مجلس الشعب "المنعدم"، و ما أن وصلت هذه الجماعة الخارجة عن القانون لقمة السلطة قام الرئيس بتكريم هؤلاء أو ترقية بعضهم!!؟

أحد الملاحظات الجديرة بالتأمل هو توقيت صدور هذا الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى، فقد جاء التوقيت مباشرة بعد تصاعد الرفض الشعبى لأداء حكومة هشام قنديل "الفاشلة و المفتقدة لأى رؤية" و بعد حادثة قطار منفلوط، و الذى راح ضحيته أكثر من خمسين طفلاً، و فى حين كانت القوى السياسية تجهز لفعاليات بغرض المطالبة بإقالة حكومة هشام قنديل "رئيس الوزراء الفاشل" و كذلك محاسبة الرئيس نفسه عن وعوده التى تبخرت كلها فلم يبق منها غير الفشل الذريع و الأزمات المتلاحقة التى عصفت بكل المواطنين، و تصاعد الرفض الشعبى للإخوان المسلمين و للرئيس نفسه، و تحول بعض شيوخ السلفيين و رموزهم لمادة للتندر و الفكاهة ، فجاء هذا الإعلان للتغطية على كل ذلك من مسلسل الفشل لرئيس لم يستطع تقديم أى إنجاز حقيقى واحد للوطن أو المواطن غير هذه الخطب الجوفاء من الجمل الإنشائية الركيكة.

ولأن محمد مرسى و من خلفه جماعة الإخوان المسلمين و التيار السلفى لم يتركوا خياراً للثوار أو للمجتمع كله من التيارات المدنية أو هؤلاء المؤمنين بالحريات و الديموقراطية .. فإما إعلان محمد مرسى الدستورى الديكتاتورى الذى يجعل منه سلطة فوق كل سلطات الدولة .. أو مشروع الدستور الكاره للحريات و الذى ينقلب على مطالب الثورة نفسها فى بعض بنوده، أو يكرس للحكم الدينى. فإن الجميع من التيار المدنى بكل تياراته السياسية و القوى الوطنية و الديموقراطية مدعون لرفض الإعلان الدستورى الذى أعلنه محمد مرسى فيما يشبه الإنقلاب الدستورى، و الجميع من التيار المدني بكل تياراته السياسية و القوى الوطنية و الديموقراطية مدعون أيضاً لرفض مشروع الدستور و الذى هجر جمعيتة التأسيسية ممثلى التيارات المدنية و المستقلين و كذلك ممثلى الكنيسة و النقابات و هو نفس مشروع الدستور الذى تم إعداده بليل!! فيما يشبه إجتماعات رجال العصابات و الخارجين على القانون!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض