الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاض الاتلاف الوطني على المالكي بات مهمة وطنية ملحة

مولود جقسي

2012 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تفاقمت التوترات بين حكومتي بغداد واقليم كوردستان بسبب تنصل المالكي من جميع الاتفاقات والتعهدات والمواثيق الت وقع عليها شخصيا والتي بموجبها اوكلت اليه مهمة تشكيل الحكومة الاتحادية , وبعد تشكيلها لجا المالكي الى اسلوب التمادي والمماطلة في تنفيذ بنود هذه الاتفاقيات واستحقاقاتها و ما تعهد بها للقوى السياسية ومكوناتها الاجتماعية , حتى اشتدت ساعده بعد السيطرة على جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها الحيوية ووضع كافة منظومات وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني تحت امرته الشخصية ليتوجه بعد ذلك الى عسكرة الدولة بتشكيل جيش مليوني من فقراء الشيعة المحرومين من لقمة العيش و الذين لاناقة لهم و لاجمل في الحروب الداخلية العبثية انما يودون الحصول على رغيف الخبز لهم وعوائلهم والحفاظ على كرامتهم والعيش بسلام لا ارسالهم على ظهور المئات من الدبابات والمدرعات ليكونوا حطبا لنار يشعلها المالكي اشباعا لغروره وطموحاته في البقاء والسيطرة على الحكم و التفرد به

وبعد تدخل الوسطاء في مساع حميدة استبشر العراقيون خيرا متمنين ومتاملين بعد ان جمعت الفرقاء طاولة الحوار فعم الارتياح حين تناولت وسائل الاعلام اخبار الاتفاق الذي توصل الفريقان المتحاوران اليه من اجل نزع فتيل الازمة , غير ان ذلك لم يدم طويلا برفض المالكي الاتفاق ليدخل البلاد هذه المرة في نفق مظلم و ازمة تكاد تكون مستفحلة تؤدي بالنتيجة الى اراقة دماء العراقيين وفوضى قد لا ينجو منه اي منطقة فتتهيا الظروف لعهد جديد من الانقلابات ... فهل سيعتبر المالكي من التاريخ العراقي القريب

عندما تحرر العراق من دكتاتورية القائد الضرورة التي اكتوى شعبه بنار حروبه الداخلية والخارجية ارضاء لغروره وشهواته الدموية وروحيته الشريرة الفاشية تحت شعارات كبيرة واهية ليضحك بها على ذقون الناس من البسطاء ... و كانت المحصلة التنازل عن نصف شط العرب و اراضي شاسعة تقدر باكثر من عشرين الف كيلومتر مربع غنية بنفوطها ومعادنها المختلفة الى الكويت والسعودية والاردن وتقديم حوالي مليون ضحية وقرابين من شبابنا ورجالنا على مذبح بقاء القائد المنصور بالشياطين اضافة الى الملايين من الارامل واليتامى والمعاقين ... ظن الشعب بعد التحرير ان ويلات الحروب المزاجية واهوالها قد ولت و انتهت , غير اننا نكتشف مؤخرا ان شبح الحرب يلوح في الافق ثانية ويحوم في فضاء العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم حتى اصبحت قوات الجيش والبيشمركه متواجهان وعلى اهبة الاستعداد وفي انذار دائم تحسبا لاي طارئ لا سامح الله او خطئ غير مقصود او تعمد من جهة مستفيدة ترغب وتتمنى نشوب الحرب والاقتتال بين الاخوة كي تجهض العملية السياسية المتهرئة اصلا .

كان الهدف الرئيسي من تشكيل الحكومة الحالية برئاسة المالكي هو الشراكة الفعلية والحقيقية للكتل الثلاث الرئيسية و التي تمثل مكونات المجتمع , وايجاد الحلول المناسبة للخلافات العالقة بين المركز والاقليم , و بناء مؤسسات الدولة باحتواء كل الطيف العراقي بشكل متوازن ومتناسب , و رسم خطط والسياسات الاستراتيجية الداخلية والخارجية بطريقة الحوار والتوافق داخل مجلس للسياسات الجامعة للقيادات السياسية ومختلف السلطات العليا و بها تختفي الخلافات والتناقضات ويكون للدولة خطابا سياسيا موحدا يعكس جميع وجهات النظر و مصالح الفئات المختلفة , عندها تتقارب الناس وتلتئم الانفس وتنهض روح المواطنة لتنبذ بعدها كل العناوين الفرعية فيكون العراق اولا هو السائد في روح المواطن وقلبه ... غير ان انقلاب المالكي على من اوكل اليه تشكيل الحكومة وترؤسها وتبنيه خطابا سياسيا انفراديا استفزازيا وتسقيطيا موجها ضد جميع الكتل والاحزاب و التيارات والفرقاء بما فيهم المؤتلفة في كتلته مما يعتبر خيانة للعهد والامانة ... وما نتج عنها هو تراجع العملية السياسية وتداعيات كبيرة في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والقضائية وفقدان الرقابة عليها بسبب تفرده و بطانته على مفاصلها الرئيسية والحيوية حتى استشرى الفساد المالي والاداري والاخلاقي فيها وابتداء من هرم السلطة و في مركز القرار تحديدا ... واصبحت البلاد على حافة حرب ضروسة بين الاخوة يراق فيها دماء العراقيين بكل اطيافهم و مسمياتهم لا لشيئ الا الحفاظ على الدكتاتور ودكتاتوريته و يبقى الفاسدون على كراسيهم متنعمين تحت غطاء ومظلة سيدهم .

فهل من مخلص او منقذ لهذا الشعب المسكين فيجنبه الدماء و الدموع ... واذا كان ولا بد فلا اجدر من الائتلاف الوطني ( المنضوي تحت لواء التحالف الوطني ) لينتفض على المالكي و يغيره بشخص اخر بديلا له وفاء و قبل ان ينتفض الشعب كله ويكون الثمن غاليا ... هل من مستجيب ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات