الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومات الإسلامية

حميد المصباحي

2012 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


صوت الشارع العربي,لصالح الأحزاب الدينية,سواء كان ذلك بعد ثورات,أو بدون ثورات وحركات اجتماعية,أو حتى بعد مواجهات عنيفة,المشترك,هو فوز الحركات الإسلامية,وحضورها في المشهد,مما يثير الإنتباه إلى ملاحظات كثيرة وكتابات وتحليلات,أكدت فيها على طبيعة الوعي العربي المحافظ في أغلبه,وقابليته للتأثر بالخطابات الدينية أكثر من كل الخطابات الأخرى,سواء كانت قومية علمانية أو اشتراكية,أو شيوعية,أو حتى ليبرالية متحررة,,فما هي أسباب هذا الفوز وتاكتيكات الحركات الإسلامية لتحقيقه؟
وما هي أوجه الشبه بين كل حركات الإسلام السياسي في سلوكاتها السياسية بعد الوصول إلى السلطة؟وما هي دوافع الحركات المضادة لها,والتي صارت رافضة لسلطة الدينيين,حد التمرد عليها,في كل من مصر وتونس وليبيا؟
1المد الإسلامي
هي فكرة ليست جديدة,سمعنا بها منذ السبعينات,واستمرت مع ما سمي بالجهادالأفغاني,ومفادها أن هناك نهضة دينية إسلامية,اخترقت كل المجتمعات البشرية,بحيث بدأ حتى الغربيون يتخلون عن المسيحية ويعلنون إسلامهم,مما يفرض على الحركات الدينية,الإسلامية الإنخراط في الممارسة الدينية,بدون اللجوء إلى العنف ضد السلطة السياسية في العالم العربي,من خلال أولا,إنهاك الخصوم,و تشويه صورتهم لدى الرأي العالم,والتحامل عليهم,أخلاقيا,بل وصلت حركات الإسلام السياسي,حد الرفض في المشاركة في أية حكومة,بحيث تم الضغط على الأحزاب الدينية بأن لا تشارك,بل عليها انتظار اللحظة المناسبة,ومعناها ترك المجتمعات العربية,تجرب كل النماذج والمشاريع السياسية,لتكتمل فكرة التناوب,بحيث تفشل التجارب الليبرالية ,ثم تليها التجارب الإشتراكية,وبذلك يكون الطريق سالكا للوصول إلى السلطة,تفاديا لنتائج العنف,ومخلفاته,وقد تم الإقتناع بذلك من خلال المراجعات التي عاشتها الأحزاب الدينية الإسلامية,والتي نتجت عنها تيارات جديدة,أهمها السلفيون الجهاديون,بعض الحلقات المغلقة لتيارات دينية أخرى مختلفة حتى مذهبيا عن الحركة الأم,أي حركة الإخوان المسلمين.
2السياسة الإسلامية
هي فكرة مفادها أن الإسلام بإمكان أهله إبداع تصور سياسي مغاير لاجتهادات سيد قطب,في كتابه معالم في الطريق,فبدل الثورة,بعد التغلغل في جسم المجتمع والسيطرة على كل بناه الجمعوية والإقتصادية,يمكن استعلال,حتى التجمعات المدنية,من نقابات ومجالس الأحياء والذكر,ومختلف التمثيليات السكنية والمهنية,لنشر الدعوة الجديدة,أي المرتكزات السياسية للإسلام,الذي لم يعد دعوات للعبادة والذكر,بل تأطير سياسي,لفاعلين جمعويين واقتصاديين وتجار كبار ومحامين ومثقفين وفقهاء صغار كخريجي المعاهد الدينية المعانين من البطالة والتهميش,و هكذا كان العالم العربي مهيئ للتغيرات والتحولات,وكانت كل فئات المجتمعات العربية,سمعت عن الفكر الديني واستعداده السياسي لتغيير نمط عيش السكان والرقي بمستواهم المعيشي,خصوصا بعد العطاءات الزهيد,التي مد بها تجار حركات الإسلام السياسي,الناس الفقراء وخصوصا النساء منهم,بعد أن حرموا الإستدانة من البنوك,فتحوا خزائنهم للمعوزين,بقروض يقال أنها بدون فوائد,في البداية,ثم صارت الفوائد عبارة عن مساهمات للنصرة,والمساهمة في التخفيف عن الإخوة والأخوات من ضنك العيش,مما فسح المجال لاكتساحات,طالما نبهنا لها,وقدمنا الدليل على فعاليتها السياسية,من داخل الحركات اليسارية وحتى بعد الإنسحاب منها,.
3الإسلام السياسي والتواصل
استطاعت الحركات الدينية الإسلامية,الإنصات لبعضها,من خلال التجمعات الدولية,التي حضرت لها,بتمويل دولي وحركي سياسي,أقيمت بتركيا في حلقات,وامتدت ‘لى دول خليجية,وفشلت بالصومال وأفعانستان,وكانت قد تخلصت من فكرة اختراق الأجهزة الأمنية,بعد تقارير من الحركات الجزائرية التي عاشت هذه التجربة,وكانت مكلفة لها,لأن الجيش نفسه مارسها في صراعاته ضد حركات الإسلام السياسي,فاهتدت أغلب حركات الإسلام السياسي,إلى التعبئة السياسية,والتنكر للحركات العنيفة الجهادية,بعد أن فشلت في إقناعها بالتوقف عن العنف داخل المجتمعات العربية وتوجيهه ضد الدول التي تعرف بالعدوة,مع ترك هذه الهمة في العلاقة مع إسرائيل للحركات الإسلامية الفلسطينية وحلفائها في المقاومة الشعبية وحتى اليسارية,مع الحذر من الحركات الشيعية بعد إعلان العداء لها مباشرة,والتعامل السياسي مع بعضها حتى لا يتم إعضاب الدول السنية,خصوصا التي لها صراعات مع إيران.
4بداية النفور الإجتماعي
ضخمت أحزاب الإسلام السياسي من أهدافها,وبدت و كأنها تحمل الخلاص,وهو ما عرضها بعد استلام السلطة,لعاصفة من السخط الجماهيري,مما فرض على قادتها تحصين سلطة الرئاسة,كما يحاول أن يفعل حاليا مرسي,لكن الحركات المدنية تنبهت وبذكاء حاد لغاياته ,في كل من مصر و تونس, وحتى العراق نفسه,رغم أن السلطة فيه لم تتحقق بثورة أو حركات اجتماعية وسياسية,فبدأت الأحزاب الدينية الإسلامية,تشحذ أسلحة المواجهات العنيفة وتستعد لها,بل إن مها ما بدأ يهدد بالحروب الأهلية,يحرض على الكراهية والدفاع عن المشروع الإسلامي,المراد الإطاحة به من طرف العلمانيين والشيوعيين المدعومين من طرف الغرب.
خلاصات
أعتقد أن المشروع السياسي الحضاري,لايمكن لحركات الإسلام السياسي,الإخوانية بالخصوص,أن تنجزه,وتحقق غاياته التنموية والعلمية والثقافية,رغم الإنتصارات الخادعة التي حققتها انتخابيا,باستغلال خطاباتها الدينية,ووضعية الفئات الفقيرة المحتاجة لدعم ونصرة مالية كما سمتها الحركات الدينية,فهي لا تشيد,لكن قدرتها عل التخريب وإعاقة التطور السياسي و الإقتصادي كبيرة وخطيرة.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ