الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب الثورة ينبض، علي مرسي و حکومته‌ الرحيل!

كامل احمد

2012 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



مر اکثر من اسبوع علي التظاهرات و الأحتجاجات الجماهيرية و العمالية العارمة في ميادين اغلب المدن المصرية ضد سلطة محمد مرسي وحزب‌ الأخوان المسلمين. ان تفاقم هذه‌ الصراعات واندلاع الأحداث ونزول عشرات الآلاف من الجماهير الي ميدان التحرير و ساحات مدن مصر الاخري کانت اثر الأعلان الدستوري ومايتضمنه‌ من صلاحيات مطلقة ممنوحة للرئيس مرسي والتي اعلن عنها في الخميس المنصرم. ان الصلاحيات التي منحها مرسي لنفسه‌ تفوق السلطات التي تضعها العديد من ديكتاتوريات العالم، واقربهم لمرسي هو مبارك نفسه.
ان جماهير مصر غاضبة ومستائة من سلطة الأسلام السياسي و مرسي و حکومته‌ البورجوازية. نزلت الجماهير الميدان ليقولوا "لا" للأخوان المسلمين و سلطته‌ رافعين راية اسقاط هذا النظام. ان استياء و غضب الجماهير المحتجة لهو‌ بدرجة من القوة حيث ان جماعة الأخوان اضطروا الي اخفاء لافتات مقراتهم و مکاتبهم بالسجادات مفزوعين، لکي ينجوا برقابهم من سخط الجماهير المحتجة. و قد جوبهت هذه‌ التظاهرات و الأحتجاجات الجماهيرية بعنف مفرط من قبل السلطات البورجوازية القمعية المتخلفة و البعيدة كل البعد عن اي افق وبديل انساني. ‌هذا وقام مؤيدوا الأخوان کقوة بلطجية دموية معادية للجماهير وشارکت بقمع الجماهير جنبا الي جنب القوات الرسمية.
وکممثل لسلطة بورجوازية وحشية و متخلفة، حاول مرسي ومن اولي ايام حکمه، ‌ان يسلب من الجماهير المکاسب القليلة التي حققوها من سقوط مبارك وحرية التظاهر الي الأضرابات العمالية وجو من الأنفتاح السياسي من خلال الهجمات الشرسة والسجن و اصدار القوانين التعسفية. بدأت هذه‌ المحاولات البائسة للاخوان بأصدار الفتاوي و تقييد الحريات السياسية والمدنية وحتي الهجوم علي النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في المدن المصرية. کما وصلت الحالة الي الأعتداء والتحرش الجنسي علي النساء اللواتي شاركن في التظاهرات و الأعتصامات و امام انظار الجميع.
بعد سقوط مبارك، قامت القوي البورجوازية، وخصوصا الأخوان المسلمين، باعادة تنظيم قواهم کقوي الثورة المضادة وتمکنوا من بسط نفوذهم وسيطرتهم بدعم من امريکا والغرب والقوي الأقليمية لکي يتمکنوا من اطفاء وهج ولهيب الثورة والتخلص من مئات بل وآلاف الأضرابات العمالية التي ادت الي اسقاط نظام المبارك. ان البورجوازية و سلطتها واعية و مدرکة لدرجة، و انها علي علم تام بانه اذا لم تقم بالقمع فسوف تواصل الجماهير ثورتهم التي لم تضمن اي من اهدافها، ماعدا الاطاحة بمبارك. ان شبح قوة وسيطرة العسکر لايزال يحوم فوق رؤوس الناس و لم ينتهي، کما وان اوضاعهم المعيشية والأقتصادية لم تتحسن، بل في تدهور يوم بعد يوم. هذا ناهيک عن تدهور الأوضاع الأمنية لجماهير مصر. و من جانب اخر، يحاولون وبشکل منظم ومن خلال سن القوانين بان يتنصلوا من کافة حقوق العمال ومنع عمل الأتحادات والنقابات العمالية المستقلة واضفاء الشرعية على نقاباتهم الصفراء التابعة لجماعة الأخوان.
ان المسألة الهامة و المحورية هي ان الجماهير المحتجة في مصر اکدت مرة اخرى بان قلب الثورة حيا ينبض. وانهم لم يقوموا بالثورة فقط للأطاحة بمبارك ومجيء مرسي. اثبتت الجماهير المحتجة في مصر مرة اخرى بشکل ساطع بان ألامل بحياة افضل لم ولن يتحقق فقط بسقوط مبارك واعوانه. اثبتت هذه‌ الصراعات مرة اخري ان الجماهير و الطبقة العاملة المصرية و الفئات المحرومة لم يقوموا بالثورة فقط لتغيير وجه‌ مبارك وحکم العسکر والبرجوازية القومية العربية بالبرجوازية الأسلامية. بوسع هذه‌ النضالات ان تکون بمثابة درس وتجربة غنية للجماهير والطبقة العاملة بان البرجوازية رغم تلاوين الوانها و اشکالها ليس في جعبتها الا الفقر و الجوع و الحرمان و الأستبداد لترسيخ اعمدة نظامها. و لکن في الوقت ذاته، عليها ان تکون واعية بان ليس بامکان تحقيق النصر النهائي و نيل حياة افضل لائقة بالانسان في مصر الا بوجود حزب شيوعي مناضل لقيادة احتجاجاتهم يطرح افق اخر امام المجتمع.
ان هذه‌ الصراعات، وبرغم انها کشفت عن الوجه‌ الحقيقي لمرسي و حکومته‌ تماما، کشفت ايضا اي حکومة قمعية برجوازية هم، وکيف يتعقبون مصالح طبقتهم. ومن جهة اخرى، يساعدفي فضح کل أساليب القمع والرياء والنفاق الذي يقوم به مرسي والأخوان في مصر باسم الثورة وتنفيذه‌ تحت لواء الثورة. من المهام الفورية والملحة في هذه‌ المرحلة للقوي الثورية وجبهة اليسار والتقدمية والطبقة العاملة في المجتمع ان تفهم کل هذه‌ المعادلات والوضعية بسرعة وبدقة وطرح التكتيكات المناسبة بهذا الصدد.
ان ما يبعث على الأمل هو ان الأتحادات و المنظمات العمالية، وفي مقدمتهم مؤتمر عمال مصر، وقفت تماما بوجه ‌کل القرارات الصادرة من قبل مرسي، ومن المقرر ان يواصلوا نضالهم لحين اسقاط کل سياسات مرسي واولها الاعلان الدستوري. ولکن رغم هذه‌ التقدم، لا تزال الطبقة العاملة والکادحين لم تخطوا طوات جدية ومؤثرة في ان يحولوا کل مصنع و محلة في مصر الى ميدان من ميادين صراعهم الطبقي والوقوف بوجه‌ هذه‌ السياسة وکافة سياسات مرسي وان يستمروا في النضال لحد اسقاط نظام مرسي والأتيان بسلطتهم المجالسية.
لاتزال جبهة اليسار في المجتمع لاتتحلى بوضوح کاف لعملية الدفع بالأوضاع. نري في بعض الأحيان بقاء درجة وان تكن محدودة بالجيش، ان رفض افراد من العسکر او الداخلية في اطلاق النار علي المتظاهرين، و لو ان هذا بامر ايجابي، لن يجعل من هذا‌ الجهاز القمعي بجانب الجماهير، وانما هو جهاز‌ في خدمة النظام الحاکم و حفظ رکائزه. انه‌ من واجب قطب اليسار في المجتمع والعمال الواعين و المدافعين عن الحرية ان يربطوا کافة ميادين النضال وان يعمموا نضالاتهم ضد هذا‌ النظام الأسلامي الفاشي لحد اسقاطه‌ عن طريق رص صفوفهم من اجل اکتساب حقوقهم الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية. کم قام مبارك بالأجابة علي مطاليب الجماهير، لا ينتظر المرء من مرسي اكثر من ذلك الا بحضور الطبقة العاملة والجماهير الثورية الميدان وتدخلها وتعميق احتجاجها وممارسة الضغط من كل جانب عليه، لحد الاطاحة به وانهاء عمره المشؤوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -