الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مقدس من فضلكم ...

عادل الشامي

2012 / 12 / 1
الادب والفن


قبل بضعة اعوام ومع الحراك والبحث الواضح والمستمر في اليات الاشتغال في فن المسرح وجه الكاتبان اريك مورس و جوان هوتشكيس من خلال مؤلفهما (لا تمثيل من فضلكم) دعوة الى الممثلين الباحثين في الاليات الحديثة لتقنية التمثيل في العالم ان يغادروا منطقة التمثيل المطلق وترك العالم الافتراضي والولوج في عوالمهم الحقيقية المعاشة المكتظة بالهموم الانسانية ,فهي دعوة لتحقيق الذات ومحاكاتها على اسس العالم المعاش آنياً بعيدا عن الافتراضات الاخرى ومن خلال هذه الدعوة يتضح ان الكاتبان لا يعطوا للتمثيل اهتماما بقدر تحقيق الذات وتقديمها على معطيات الآمُها وهمومها فما فائدة ان تقدم نصا ادبيا رائعا خالي من الخطاب الانساني او محاكات الذات الا يعتبر ذلك نفيا للمتلقي والممثل؟ هنا تكمن اهمية الدعوة في خطاب اريك مورس و جوان هوتشكيس.
يبدو ان علاء قحطان مخرج مسرحية باسبورت التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي قد ادرك خطاب الكاتبان اريك مورس و جوان هوتشكيس فقد وضف مخرج العرض ذوات الممثلين (حيدر عبد ثامر,قصي شفيق,ياسر قاسم,ذو الفقار خضر) في طرح فرضية العرض حيث اشتغل على ألآم الذات ليكون نصا كتبه (حيدر جمعة )لينطلق نحو فضاءات اكثر انتماءاً للمتلقي مُحدثا في ذلك شقاً بين جيلين, جيل تعلم وتربى وهو يسمع ويردد (وطني ليس حقيبة وانا لست مسافر)هذا الجيل القومي الذي افنى عمرهُ في جبهات الحرب والقتال من اجل شيء اسمه وطن ,وجيلاً ولِدَ في جبهات ابائهِ كارهاً رافضاً كل معالم الحرب ولسان حاله يقول (الوطن خلف اسوار القلعة).
ومن خلال هذا الشق فتح المخرج لممثليه الاشارة الخضراء داعيهم لمغادرة اسوار وطنهم او بحسب الجيل الاول مغادرين مقدسهم!!!
لم يكتفي مخرج العرض بخلق صراع بين المتلقي بجيليه بل تعدى اكثر من ذلك وباسلوب ساخر قد خلق صراعا بين شخصياته التي اتعبتها الايديلوجيات المختلفة فمنهم من بقى يعاني حتى نهاية العرض من التطرف الديني المفخخ دائما ومنهم من يبحث عن حياة مثالية تسودها القيم والاخلاق لتتحول من خلال ذلك الى ان تكون حياة كأنها حلم شبابي مليئة بالحب والانسانية ومنهم من حمل هم ابيهِ وامه ايام الجبهات التي لاتنقطع و طالما تمنى ان تأتي رصاصة تائهة في قلب الوطن كي ينتهي القتال افضل من ان يموت ابيه دفاعا عن الوطن !! وهنا يعلن وبكل جرئة حالة انسانية تنفي قداسة الوطن !!
ومنهم من مزج الابتسامة بالدمعة كما في حوار صموئيل بكيت(ان تمتزج الابتسامة بالدمعة تلك هي ميزت الحداثة) هذه الشخصيات الاربعة تتصارع من اجل العيش على ارض وطن رمادي لكن سرعان ما اعلن المخرج حلا لينهي به العرض وقد يرضي بذلك جميع الاطراف المتنازعة ملوحا بالباسبورت الذي ياخذ بهذه الشخصيات الى ارض اخرى تنسجم معهم اكثر واكثر.
وهنا تُطرح مشاكسة كبيرة لفرضية العرض يقدمها جاك دريدا الكاتب الفرنسي ذو الاصول الجزائرية ففي دراسة طرحتها الكاتبة اللبنانية امينة غصن تضمن حديث دريدا ومفادهُ (أن المكان اكثر ثبات من الايديلوجية)هنا تحددت مدة صلاحية الجيلين في التقديس والتدنيس وفي الصراع الذي يحدد البقاء لفكرة واحدة في مكان ثابت يدعى الوطن رغم تغير الايديلوجيات,ولأننا في وضع متغير بأستمرارعلى سطح هذا الكوكب يتحتم علينا ان نغادر كل شيء مطلق بقداسته او بتدنيسه ,معلنين تقبلنا لكل فعل ناتج عن فكرة ومحاكاتها وفق التلقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?