الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروف الوجود

مها الجويني

2012 / 12 / 1
كتابات ساخرة


لا أقصد من خلال عنوان مقالي قصيدة أو نثر أو مقال فكري أو نص أدبي ، إني سأتحدث عن حروف وجود الشاب العربي ... التي لا تتعدى حروفه الحرفين الشهيرين بين المحيط و الخليج ألا وهما الزاي و الباء . هذان الحرفين يكونون كلمة *زب* (أعتذر لوقاحة قلمي ) . و هذه الكلمة لا تفارق لسان شبابنا العربي ، عندما ينزعج الشاب يقول :* أوه يا ...بي * عندما يريد أن يقارن شيء بشيء يقول :* كي الزبي * و عندما يريد أن يثبت رجولته يقول : هذا هو ... زبي.
بطبيعة الحال للرجال الحق في الحديث عن أجهزتهم السفلية بكل حرية و راحة و ورفاهية و لا أحد يسمح له بالتدخل في الأمر .و لكن ما يلفت نظري ليس حديثهم المتواتر عن أنصافهم السفلى بل اعتمادها كمرجع و مثال للإستشهاد . يعني في الزمن الماضي كان الرجل العربي يفخر بعديد الأشياء مثل النسب و القبيلة و العائلة و المدينة و الأصحاب . ولكن في هذا الزمن غدى الجهاز التناسلي مرجعا و قسما و شهادة يتفاخر بها هذا الرجل . و لا أدري هل أصبح جهاز النكاح مقياسا للإنسانيتهم ؟ هل غدى ذلك العضو محدد لوجودهم ؟
عديدة هي الأسئلة التي تراودني عندما أمشي في الشارع و أسمع هذه الكلمة ، أذكر مرة في شهر يوليو بالصيف الماضي حضرت على مشاجرة دارت بين شابين حيث أنزل أحدمها سرواله ليظهر جهازه للأخر قائلا :* أهوا ...* بالعامية التونسية أي هذا هو ، ونفهم من الأمر أن ذلك العضو ليس بالأمر الهين أو العادي فهو أساس الوجود و الكرامة أيضا .
و بما أن حديث الشاب العربي يدور بين فخذيه و كيانه مرتبط بحجم خصيته ، كيف ستعامل المرأة هذا المهووس بجهازه ؟ وكيف ستتواصل معه ؟ وكيف ستروضه ؟ إنه ليس برجل القرون الماضية سي السيد الذي يزمجر و يسيطر و يرفع سلاحه أمام المعتديين ، إنه فتى كجوال ، ينزل بطلونه أمام من يشاجره .
نعود للبنت التي تمشي في الشارع و وفق منطق تكريم القضيب ، فهي ستكون معرضة للتحرش و القذف و لسماع كل الكلام البذيء في إطار رحابة صدر المجتمع مع ممارسات الشباب و عيوبهم و حتى إن كلف ذلك المس بكرامة البنت و خدش حيائها فالأمر ليس بمهم . المهم في المسألة طبعا راحة الشباب في الحديث و في التعبير . و إن استنكرت أي بنت كلمة سمعتها سيكون الرد كالأتي :* من قال لك إطلعي من بيتكم ؟ كان الأجدر بك الجلوس بالبيت أو تغيير طريقك . فالشارع الذي فيه شباب من الأفضل العدول عن السير فيه .
و في المقابل الشارع الذي فيه البنات هل على الشباب العدول عن السير فيه ؟ أكيد لا بل على البنات تغيير المكان لأجل أصحاب القضيب . و لأجل العرف و الحياء و خوفا على البنات من أن يسمعن كلمة بذيئة قد تقال من طرف أحد الشباب سهوا أو عن قصد ...
شعبي العزيز ألا تلاحظ أن المجتمع الرجالي إنحدرت قيم الشهامة و الكرامة و الأصالة فيه ؟ ألا ترى أن كلمة رجل بالمنطق الفروسي القديم غدت عملة نادرة أو بالأحرى جزء من تراثنا الجميل .؟
و في ظل هذه التغيرات لما تعيد النظر في تربية النصف الأخر ، أصحاب القضيب ؟أولئك الذين جعلوا من عورتهم أساسا لوجودهم ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?