الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على قرار بناء 3000 وحدة استيطان جديدة

خالد عبد القادر احمد

2012 / 12 / 2
القضية الفلسطينية




في تناغم ووحدة اتجاه, تحاول حكومة نتنياهو والاعلام الصهيوني رفع المعنويات الصهيونية واحباط المعنويات الفلسطينية, في نفس الوقت, بادعاء ان الانجاز الفلسطيني في الجمعية العامة في الامم المتحدة لا قيمة له على ارض الواقع, وهي عملية حرق سياسي للانجاز والقيادة الفلسطينية معا, ومحاولة لحرف الانظار عن الصفعات المتتالية التي الحقها الفلسطينيون بهذه الحكومة في اقل من نصف شهر, هزيمة عملية عمود السحاب وفشل الضغوط التي مورست من اجل ثني القيادة الفلسطينية عن التوجه للامم المتحدة, فكانت النتيجة اعتراف عالمي بدولة فلسطين على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية, وحالة التفاف عامة فلسطينية رافضة للعدوان الصهيوني على غزة ومؤيدة للتوجه الدولي الفلسطيني, انتجت حالة تقارب فلسطينية غير مسبوقة في موضوع المصالحة السياسية مثلت هي ايضا صفعة اخرى لخطاب السفير الصهيوني امام الجمعية العامة للامم المتحدة, اما التلاوم الداخلي الصهيوني فكان نصيب حكومة نتنياهو من كل حراكه السياسي الاخير, وقد توجه باراك باعلانه اعتزال الحياة السياسية فور وقف اطلاق النار في غزة
ان نيل اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة, بفلسطين دولة غير عضو في المؤسسة الدولية, على اهميته, الا انه من منظوري الخاص يبقى ثانوي الاهمية, ازاء حالة استقلال القرار السياسي الفلسطيني الذي اخذ شكل الاصرار على التوجه للجمعية العامة, والتي اجهضت كل الضغوط والاغراءات والتهديدات, الصهيونية والعربية والعالمية, والحقيقة انها استقلالية لم تبدأ مع قرار التوجه للامم المتحدة فهذا كان تتويج لمدى من الاستقلالية بدأ مع اتخاذ القيادة الفلسطينية قرارا بالعودة المشروطة لمسار المفاوضات, ومن حينها اثبتت القيادة الفلسطينية للاطراف الاخرى وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني و الدول العربية والولايات المتحدة انها تقدر جيدا ما تملك, وانها ايضا تستطيع توجيه صفعات مؤلمة لهذا التحالف, فنحن الفلسطينيون ورغم اعلان الدول العربية تاييدها للمسعى الدولي الفلسطيني, الا اننا كنا نقرأ جيدا الضغوط التي يمارسونها لثني القيادة الفلسطينية عن هذا التوجه, الى درجة ان كل وزراء خارجية دولهم لم يجدو وقتا لديهم لحضور جلسة تصويت الجمعية العامة على القرار, لكنهم رؤساء وزارات ووزراء يجدون الكافي من الوقت لزيارة غزة في محاولة حرق سياسي للشرعية الفلسطينية ولوحدانية عنوانها وللقيادة الشرعية الفلسطينية,
ان قرار حكومة نتنياهو بناء 3000 وحدة استيطان جديدة , الذي اتخذه مباشرة بعد تصويت الجمعية العامة لصالح فلسطين, لا قيمة سياسية له, غير انه محاولة لبعث ايحاء في النفسية الفلسطينية ان ( سوء سلوكهم ) دوليا هو السبب, وهذا لن يحدث, فالاستيطان غريزة صهيونية غير قابلة للتهذيب, وهي اصلا مبرر وجود الفكر والحركة الصهيونية, نموذجها في ذلك غريزة الاستيطان الاوروبي التي سبقتها في بقاع متعددة من العالم, والكيان على كل حال يحتل كامل فلسطين ويستطيع بالقوة الغاشمة تقرير وتنفيذ ما يريد, ونحن لا نحمل مسئولية عدوانيته وتوسعيته واحلاليته لا الى قوى اتجاه ثقافة المقاومة المسلحة, ولا الى قوى ثقافة التفاوض, الفلسطينية, اما تلاومنا مع هذه القوى فهو قطعا ليس بتوجيه صهيوني, وانما يعود لاسباب اخرى,
ان الكيان الصهيوني لا يعرف ثقافة السلام, ولا يعرف سوى ثقافة السيطرة والاخضاع, وهي ثقافة تبدأ مع قرار الهجرة الى الكيان وقبل ان يركب المستوطن الطائرة متجها لسرقة ونهب قطعة اخرى من فلسطين وطننا, لذلك لا نجد في الكيان الصهيوني سوى حضارة صفراء الدرجات, فرضت نفسها ليس على الطوائف الاسلامية والمسيحة الفلسطينية فقط بل على الفلسطينيون اليهود ايضا وها هي هويتهم الاصيلة تتلاشى الا من كان منهم وطنيته اقوى من الصهيونية, وهم موجودون ولهم منا كل التحية والتقدير, حيث نعلم ان معاناتهم جزء لا يتجزأ من معاناتنا
بالطبع نحن لا نحتاج لا بيبي ولا اعلامه, ليقيم لنا قدر الانجاز الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة, فمردود هذا الانجاز علينا بدأ قبل نيله, وهو بذاته احد مردودات نهج تدويل الصراع, قبر العزلة الصهيونية, وها هي الية تفاعله وانتاجيته بدأت منذ اشهاره, وحتما ستتسارع وتتسع فاعليتها في قادم الايام, اما محاولة حكومة بيبي واعلامه تخدير الكيان الصهيوني فهذا شانه, لان حبل الكذب قصير وليس هناك من لا يكذب داخل البيت طالما انه يكذب خارجه, فالصدق في الانسانية مبدأ لكنه عند الصهيوني بيبي حالة وظرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ