الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمعة أبلج والسبت لجلج

صلاح عبد القادر

2012 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شتان بين النور والظلام بين الحق والباطل بين الرشد والغى, شتان بين ثائر وثائر شتان ما بين من ينهض من أجل مصلحته ، وبين من ينهض من أجل مصلحة الوطن .وشتان بين من يريد لقاء الله بنفس راضية ، وبين من يريد الحكم والحكومة .شتان بين من يبحث عن المنصب والتاج والصولجان ، وبين من يريد تحرير الشعب من ظلم الحاكم حقاً, شتان بين مليونتى الجمعة والسبت, فالجمعة أبلج والسبت لجلج.
إن الذين يخرجون ضد الحاكم نوعان :نوع يخرج للإصلاح ومن ثم فكل أعماله وأساليبه تتأثر بالهدف الذى خرج من أجله .ونوع اخر يريد أن يكون في مكان الحاكم لا يهمه كيف يصل الي مبتغاه. ولا شك أن هذين النوعين يختلفان في الأهداف والوسائل جميعاً .
إن الذين قاوموا حكامهم كثيرون ، بعضهم انتصر وكثير منهم انهزم ، وليس كلهم سواسية بل الذين قاوموا الباطل لتحقيق الحق هم أهل الصلاح ، أما الذين قاوموا الباطل لكي يكونوا في مكان من سبقهم ، يسكنوا قصورهم ، يركبون سياراتهم, ويتمتعوا بامتيازاتهم بل وينتهجون نهجهم فليسوا أهل حق ، ولا يختلفون عمن يثورون ضدهم في أي شيء .
ها وقد وصلنا الى مفترق الطرق وانقسم من ثاروا على النظام السابق الى فريقين وتعالت الأصوات بين مؤيد للنظام الحالى يستخدم شعارات دينية تمثل استقطابا" حادا" لجموع ابناء الشعب المصرى وفريق معارض مازال يعيش حلم ميدان التحرير يبحث عن ما خرج من أجله فى 25 يناير 2011 ومتمسكا" بالميدان الذى أضحى قبلة المصريين ورمزا" للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
حبس الشعب أنفاسه فى انتظار أن يمر يومى الجمعة 30 نوفمبر والسبت 1 ديسمبر على خير بعد أن أثيرت مخاوف من اندلاع حرب أهلية. وتمسك الفريق المعارض بميدان التحرير تمسك الطفل بأمه لايبرحها معلنين الاعتصام حتى تتحقق مطالبهم فى حل الجمعية التأسيسية والغاء الاعلان الدستورى الذى حصن رئيس الجمهورية فيه قراراته بدواعى الاستقرار والاستمرار. وكذا تحصين القضاء وعدم العبث بسلطته المعتبرة. وبعد أن طلب المؤيدون أخلائه لحشد أنصارهم من جماعة الاخوان والسلفيين المتحالفين معهم فى مليونية التأييد المثيرة للجدل فليس هناك من يحشد للتأييد إلا لتمرير مابه عوار .
ولمليونيات الجمعة والسبت ما لها وماعليها فقد تميزت الأولى بأنها تحمل إرادة كل من شارك فيها فلم يكن هناك من يحشد إليها وامتلأت ميادين عدة فى محافظات مصر بشكل سلمى إلا من أحداث شغب لا يمكن اعتبارها مؤثرة على سلمية اليوم. إلا أنها امتلأت بالأفكار الإقصائية التى أثرت على الأعداد التى توافدت على الميدان وتناسى المنظمون قوة مؤيدى أحمد شفيق التى لا يستهان بها والمتمثلة فى الأعداد الغفيرة التى كانت تملأ منصة مدينة نصر لعدة مرات دفاعا" أيضا" عن الدولة المدنية فخرج اليوم أضعف مما كان علية فى مليونية الثلاثاء السابقة عليها. لكن بالرغم من ذلك كانت الميادين متملينه تشتم فيها أنفاس الحرية فيها شباب يبحثون عن الحق والأمل يبحثون عن الوجه الحسن لرفقاء الميدان الذى خلى منهم مابين شهيد ونازع لقناع ارتداه فى الأيام الخوالى وكشف بعدها وجها" فبيحا" لتابع دون عقل.
ظهر الأخوان وأتباعهم محتشدين فى اليوم التالى فى ميدان صرح محافظ الجيزة بأنه لايسع أكثر من خمسين ألفا" أظهرته الكاميرات الصديقة من تصوير منخفض وكأنه يوم عرفه فقد جاء اليه الحجيج من عدة محافظات مختلفة بأتوبيسات تعودت على تلك الرحلة المقدسة مع أو بعد كل قرار للسيد الرئيس وكأن الرئيس كان خائفا" من أن يمنعه أحد من أن يتسلم نسخة مسودة الدستور أو يخطفها من يده فحشد الحشود يتلمس فى لحاهم الطمأنينة وربط الجأش وتلفحت المنصة بعباراة الشريعة والتشريع رمزا" لتعانق الاخوان مع السلفيين وكأنها الهلال والصليب أبان ثورة سعد زغلول وفى محاولة استقطاب حادة مع ربط الدستور والاعلان الدستورى القائم بالجنة والنار .
حقا" ما أشبه الليلة بالبارحة فقد فعلها تيار الاسلام السياسى من قبل فى مارس 2011 مستغلا" كل الظروف التى مرت بها البلاد ووجه عملية التصويت نحو أبواب الجنة والنار










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في