الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة حول مشروع النشر و الإعلام و التواصل.‎

مصطفى لغتيري

2012 / 12 / 2
الادب والفن


قبل تجميد عضويتي داخل المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب ،كنت قد قدمت ورقة مشروع للنشر و الإعلام و التواصل كما أتصوره ، و يسعدني أن أنشره الآن لتعميم الفائدة.
مصطفى لغتيري

لا جدال في أن اتحاد كتاب المغرب يجتاز مرحلة فارقة في تاريخه ، عنوانها الأساسي القطع مع كثير من السلوكات السلبية، التي وصمت جبين الاتحاد في الماضي ، فأطلقت الألسن من عنانها ، معيبة على الاتحاد كبواته ، رغم الإشراقات البارزة ، التي لا يمكن لأحد إنكارها ...
و تفترض هذه المرحلة الجديدة اجتراح سلوكات جديدة مؤطرة برؤيا مختلفة للتدبير الثقافي ، انسجاما مع الشعار الذي ارتضاه المؤتمر الثامن عشر لنفسه: #نحو تعاقد ثقافي جديد# ، رؤيا منفتحة على المستقبل ، كفيلة بإعادة الثقة إلى جل المنتسبين إلى منظمتنا العتيدة ، و لكل الذين يطمحون للانتساب إليها مستقبلا ، و لعموم فئات مجتمعنا التي تخندقنا ضمن هيئات المجتمع المدني ، المفترض أن تكون الأكثر نظافة ، و الأكثر حرصا على بلورة أفق فكري ينتصر للحداثة و الديمقراطية و التدبير العقلاني الشفاف ، الذي يقدم القدوة لباقي هيئات المجتمع.
لقد تجاوز الاتحاد بامتياز العقبة الكأداء في طريقه نحو التجديد و التجدد ، و المتمثلة في محطة المؤتمر الثامن عشر، التي راهن البعض عليها لإقبار الاتحاد ، غير أنها كانت بحق محطة انبعاث و ولادة جديدة لاتحاد كتاب المغرب حتى أنني أتوقع أن التأريخ للاتحاد مستقبلا سيصبح بما قبل و ما بعد المؤتمر الثامن عشر ، لقد فاجأ الكتاب المتتبعين بدفاعهم المستميت على منظمتهم ، و لعل في ذلك جوابا كافيا و شافيا لمن يسألون عن جدوى وجود الاتحاد و مبرر استمراره ، و قد استطاع الكتاب بتكاتفهم أن يسمحوا لنسائم الربيع العربي أن تهب على الاتحاد ، فانخرط المؤتمرون بقوة في الجو الديمقراطي المرغوب ، و استطاعوا انتخاب الرئيس مباشرة من قاعة المؤتمر ، كما حددوا محاصصة قوية للنساء في نوع من التمييز الإيجابي الخلاق ، الذي يقدم رسائل واضحة إلى كل من يعنيهم الأمر ، مفادها أن الاتحاد كمنظمة حداثية يثق في الدور القيادي للمرأة الكاتبة.
هذا علاوة على المكانة التي احتلها الشباب داخل المكتب التنفيذي للاتحاد ، الذي يبدو أن معدل عمر أعضائه يسبح في سنوات الأربعين.
و قد تأكد نجاح المؤتمر في تقديم وجه جديد للاتحاد انعكس على التغطية الصحافية غير المسبوقة التي حظيت بها أشغاله و نتائجه،
و حفاظا على هذه الأجواء الإيجابية التي طبعت أشغالنا منذ انعقاد المؤتمر حتى الآن ، و تكريسا للصورة المشرفة التي قدمناها لحد الآن عن الاتحاد ، يتعين علينا أن نسير في نفس الدرب عاضين بالنواجذ على الروح التضامنية ، و العمل الخلاق و الأفكار المبدعة ، التي تقطع مع الكثير مما اعتاد الملاحظون أن يتخذوه كذريعة لانتقاد الاتحاد.
و انطلاقا من مسؤوليتي على النشر و الإعلام و التواصل سأحاول تقديم تصوري للمجالات الذي شرفتموني بالإشراف عليها ، و سأكون وفيا في ذلك لمقترحات صغتها سابقا و قدمتها خلال اليوم الدراسي الذي نظمه الاتحاد قبيل المؤتمر ، كما ضمنته لورقتي التي شاركت بها في الكتاب، الذي نشره الاتحاد احتفاء بمرور خمسين سنة على تأسيسه.
ففي مجال النشر أنطلق من تصور واضح أتمنى أن يلقى القبول لدى أخواتي و إخوتي داخل المكتب التنفيذي و يؤمنوا بجدواه و يدافعوا عنه من أجل أن يعانق النور ، لأنني أتوخى من وراء ذلك تحقيق إشعاع حقيقي و قوي للاتحاد ، أو على الأقل إعطاء إشارة قوية للأعضاء مفادها أن المكتب التنفيذي يسعى إلى خلق تدبير جديد لمسألة النشر، و يرتكز تصوري على ترجيح النشر الجماعي بدل النشر الفردي دون إقصاء نهائي لهذا الأخير ، و أقصد بالنشر الجماعي السعي نحو طبع كتب يساهم فيها عدد من الكتاب إبداعا و نقدا و حوارات ، أو كتب تتناول تجارب عدد من الكتاب و الكاتبات يقوم بتنسيقها كاتب أو أكثر .

و لتحقيق هذه الغاية ربطت الاتصال بعدد من الكاتبات و الكتاب قصد الحصول على مشاريع كتب تستجيب لهذا الأفق الذي أومن بجدواه و فعاليته ، فحصلت على مشاريع كتب جاهزة و مشاريع كتب لازالت قيد البحث و التمحيص و منها:
- أنطولوجيا القصة القصيرة جدا في المغرب للكاتبين جميل حمداوي و عيسى الدودي.
- الرواية المغربية الحداثية بأقلام كتابها .. تنسيق نورالدين محقق.
- شعراء مغاربة : شهادات و قصائد إعداد محمد سعيد الريحاني.
- حوارات بصيغة المؤنث - عبد الله المتقي
- نماذج من القصص المغربية الجديدة مترجمة إلى الفرنسية - إنجاز نادي القصة القصيرة - تنسيق هشام حراك
-أنطولوجيا الشعر العربي المغربي باللغة الفرنسية - ترجمة

حسن الغافل.

- تفاحة نيتشه ( شذرات لكتاب مغاربة) إعداد وتقديم عمر علوي ناسنا
_ كتاب بيبليوغرافي حول حفريات في ذاكرة الجنون العبدالي... بورتريهات، حكايا، سير مجنونة... لإبراهيم الحجري
و انسجاما مع نفس التصور سعيت و سأسعى إلى نشر كتب تتناول شخصيات مغربية من خارج الأدب ، يهمنا كثيرا في الاتحاد الانفتاح عليها و ربط علاقات قوية معها من قبيل السينمائيين و التشكيليين و المسرحيين ، و قد حصلت لحد الآن على تصور واضح لكتابين قابلين للتنفيذ و هما:
- ضوء الملامح - بورتريهات - لمحمد شويكة.

- تشكيليون و مسرحيون و أدباء - شكيب عبد الحميد.
و اعترافا بقاماتنا الأدبية و خاصة منهم رواد الأدب المغربي أو من بصموا مسيرة تاريخنا الأدبي من الأدباء اللاحقين فكرت في اقتراح كتب للنشر تتناول شخصية أدبية مغربية من عدة زوايا بأقلام عدد من الكتاب ، و هذه الكتب ستكون في تصورها قريبة من الكتاب الذي أنجزه الاتحاد عن الأديب عبد الجبار السحيمي و حصلت الآن على كتاب شبه جاهز للنشر تحت عنوان:
#عمنا بوزفور # قراءات و شهادات و حوارات .. إعداد عبدالله المتقي و مصطفى لغتيري.
و هناك اقتراحات أخرى سيأتي أوان عرضها عليكم حين تنضج مشاريعها.
كما يسعدني أن احيطكم عاما أن دار النايا السورية للنشر في شخص مديرها السيد صافي علاء الدين مستعد للتعاون مع الاتحاد و نشر هذه الكتب كلها أو بعضها إذا ما اقترح الاتحاد ذلك و ساند الدار في الترويج لهذه الكتب.

و تفعيلا للشراكة مع اتحاد كتاب تونس يعرب هذا الأخير في شخص رئيسه الدكتور محمد البدوي عن استعداده لنشر كتب ذات طابع مغاربي كأنطولوجيات تهتم بمختلف الأجناس الأدبية.
أما بخصوص مجلة الاتحاد آفاق فلا يفوتني التنويه بمستواها و قيمة ما ينشر فيها ، لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى ملاحظة سمعتها تتكرر على أكثر من لسان و تتعلق بحجم المجلة ، فالكثير من الكتاب يستحسنون حجما أصغر، حتى تصبح المجلة أكثر إغراء تجاريا.. و يسعدني أن أقترح بعض المحاور المستقبلية التي يمكن بعد مناقشتها أن تكون محاور للأعداد القادمة للمجلة :

- الربيع العربي و الأدب.
-محور الدولة الديمقراطية في ظل وصول الإسلاميين إلى السلطة.
- محور الأدب في عمق الفعل الديمقراطي.
- محور مواكبة القصة القصيرة المغربية للتحولات السياسية و الاجتماعية منذ فجر الاستقلال.
- الميتارواية أو السرد الشارح في الرواية المغربية
محور قصيدة النثر و إيقاع الصورة الشعرية ؟
القصيدة الحداثية بين البعد الكتابي و البعد الشفهي.
- الرواية المغربية في بداية الألفية الثالثة.
كما أقترح أن يختم كل عدد بجرد للإصدارات الجديدة للكاتبات و الكتاب المغاربة .
أما بخصوص النشر الالكتروني فلا يخفى على أحد أهميته المتنامية في لحظتنا الآنية و في المستقبل القريب و البعيد ، لذا يتعين علينا أن نوليه الاهتمام المستحق ، و ذلك بتحيين موقع الاتحاد باستمرار و دعمه بأفكار جديدة من قبل خلق صفحات للأعضاء ، يلجونها بأنفسهم و ينشرون فيها سيرهم و إنتاجاتهم .
كما يمكن إغناء الموقع بمواد منتقاة من المجلة ، حتى يكون الوجه المشرق للاتحاد داخل المغرب و خارجه.

و انسجاما مع كل ذلك يتوجب الاهتمام بالجانب الإعلامي للاتحاد ، و ذلك بربط علاقات قوية مع الصحافة الوطنية و العربية خاصة الصحافة الثقافية ، و المبادرة إلى نشر كل ما يتعلق بالاتحاد من مستجدات و أخبار ، و أقترح في هذا الإطار تكريم مجموعة من الصحفيين المسؤولين على الصفحات الثقافية في الجرائد و المجلات و الإذاعات و التلفزيون و المواقع الالكترونية بشكل جماعي أو فردي من خلال تكريم صحفي بالموازاة مع إحدى فعاليات الاتحاد.

و لا يفوتني في ختام هذه الورقة المتواضعة أن أشدد على أمر في غاية الأهمية و دون تحقيقه سنكون كما لو أن نحرث في الماء ، و أقصد به الشفافية في التعامل مع معضلة النشر ، و لن تتحقق هذه الشفافية دون الإعلان عن فتح باب النشر أمام الجميع بشتى الوسائل الممكنة ، حتى تكون الحظوظ متساوية لدى الجميع.
و في انتظار الدعم و المساندة اللذين يبدوان لي تحصيل حاصل بالنظر للأجواء الأخوية السائدة بيننا و روح التضامن و التعاون، التي عبر عنها كل منا تجاه باقي الإخوة بطريقته ، تقبلوا صديقاتي أصدقائي كل التقدير و الاحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب