الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
افتتاحية العدد الجديد من طريق الثورة .
حزب الكادحين في تونس
2012 / 12 / 3مواضيع وابحاث سياسية
مـــا العمـــل ؟
تحتاج الشعوب و الأمم المضطهدة في كفاحها إلى أدوات تنظيمية ثورية ، منها الحزب الثوري و الجبهة المتحدة ، التي تجمع سائر طبقاتها المضطهدة ، كما يمكن إن تنشأ الائتلافات و التحالفات الواسعة و اللقاءات الظرفية حول مهمات محدودة في المكان و الزمان ، فالثورات و خاصة في المستعمرات و أشباهها لا يمكن أن تكون من فعل طبقة واحدة و حزب واحد ، مهما كانت درجة ثوريته .
و في تاريخ كفاح الشعب في تونس قامت جبهات و تحالفات ، غير أنها في معظمها كانت ذات طابع رجعى و إصلاحي ، و مع انتفاضة الشعب الأخيرة طرحت على جدول أعمال النضال الثوري هذه المسألة بحدة ، و سرعان ما نشأت بعض الجبهات ، و لكنها تفككت سريعا مثل جبهة 14 جانفى ، أو ظلت دون ممارسة سياسية تذكر مثل الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية . .
و في الآونة الأخيرة شكلت بعض القوى السياسية ائتلافا واسعا ، أطلقت عليه اسم الجبهة الشعبية و قد تناولنا في عدد سابق من جريدة طريق الثورة أرضيتها السياسية بالنقاش ، و يهمنا هنا القيام بوقفة نقدية سريعة أخرى لكن تجاه بعض أنشطتها العملية هذه المرة .
قامت الجبهة الشعبية بمسيرات في عدد من الجهات ، و كونت تنسيقيات جهوية في بعض الولايات و عقدت الاجتماعات و أصدرت البيانات ، و شكلت مجلسا لأمنائها العامين الذي اختار حمة الهمامى ناطقا رسميا باسمها ، كما كونت كتلة نيابية داخل المجلس التأسيسي و في علاقة بذلك نلاحظ ما يلي :
أولا : ادعت الجبهة في عدد من بياناتها أنها الخيار الأوحد و الوحيد و قال الناطق الرسمي باسمها أنها جبهة للحكم ، و هو ما يذكر بالخطب الانتخابية التي يبحث أصحابها عن التموقع في صلب المؤسسات السياسية للنظام القائم .
ثانيا : ربطت الجبهة بعض تحركاتها بتحركات نداء تونس مثل ما جرى يوم 22 أكتوبر 2012 عندما التحم الندائيون و الجبهويون ببعضهم البعض للتنديد باغتيال أحد أعضاء نداء تونس في تطاوين و رفض العنف مهما كان مأتاه ، و عندما رفع البعض شعار لا السبسي لا الجبالى ثورتنا ثورة زوالى تبرأ حمة الهمامى من هذا الشعار و هو ما ذكرته جريدة الشروق و لم يصدر أي تكذيب رسمي لذلك . و لا يخفى على هذا الصعيد أن هناك صراعا ضمن مكونات الجبهة بين من يريد التحالف مع المسار و نداء تونس والجمهوري على قاعدة المفاضلة بين الظلامية و الحداثة ، و بين من يرى أن التحالفات يجب أن ترتكز على قاعدة الكفاح ضد الامبريالية و عملائها بغض النظر عن الاختلافات الإيديولوجية .
ثالثا : كان لافتا اختفاء الجبهة تماما يوم 23 أكتوبر إذ لم تدعو إلى أي تحرك للاحتجاج على مواصلة الحكومة و المجلس التأسيسي و رئاسة الدولة العمل ، و الحال أن المدة القانونية الممنوحة لهذه المؤسسات قد انتهت ، و هو ما عزز الرأي القائل أن للجبهة توافقاتها مع أركان السلطة القائمة ، و هى ملتزمة بمبادرة حسين العباسي التي عبر عنها خلال مؤتمر حضره بعض رموز الجبهة و من بينهم حمة الهمامى و شكري بلعيد ، و قد ثمن منصف المرزوقى في خطابه حول الانتفاضة في سليانة هذا التوافق الذى تجلى يوم 23 أكتوبر و ذكر اتحاد الشغل بالاسم .
رابعا : شكلت الجبهة كتلة نيابية بقيادة أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في مجلس تأسيسي قال راشد الغنوشى نفسه إن صلاحيته تنتهي يوم 23 اكتوبر 2012 ، فهي عوضا عن الدعوة إلى رفع غطاء الشرعية عن ذلك المجلس و مغادرته نهائيا و الاعتراف بخطأ بعض مكوناتها التي شاركت في انتخابات 23 أكتوبر 2011 تواصل التزامها بالمشاركة في أنشطته المثيرة لسخط و قرف أغلب طبقات الشعب .
إن هذا الذي ذكرناه لا ينفى بأي حال أن الجبهة قامت بدور ايجابي في حشد الطاقات و استنهاضها للنضال و أن من بين من انخرطوا في علاقة بها في الكفاح الثوري مصممون فعلا على الكفاح و النصر ، غير أن هذه الوقفة النقدية السريعة و غيرها من الوقفات لا بد منها فالثورة تتطلب أيضا إطلاق يد النقد حتى يؤدى مهمته في تعديل البرامج و الممارسات .
جريدة طريق الثورة عدد ديسمبر 2012
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة
.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز
.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب
.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف
.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ