الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحةِ منْ هذه الحشود على إقليم كردستان؟

بلقيس حميد حسن

2012 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا أدري إن كان مكتوبا على الشعب العراقي,أن تسيرهُ حكومات تحاول تغطية الخطأ بأفدح منه, وتحاول أن تعمي شعباً قصرت بتحمل مسؤولياتها إزاءه حتى ما عاد يشعر بأبسط حق له في الحياة نتيجة ما يرى من إهمال, وإجحاف, وظلم. وعدم إحساس للمسؤولين بكل معاناته.
عجبتُ من هذا الكرسي العراقي المروّع!
هذا الكرسي القادر بسرعة فائقة أن يحول الضحية إلى جلاد, وأن يجعل الحرب حلاً لاخيار له, وكأن هناك إرادة ورغبة جامحة للقضاء على بقايا شعب أنهكته الحروب ودمرته السياسات الخاطئة التي تعاقبت عليه, وما أشبه قادتنا ببعضهم, حين يتفاخرون بعضلات الجنود وموتهم, وذلك بالزج بهم بغزوات وحروب لامعنى لها كما فعل المقبور صدام معإايران والكويت, وكان يمكن بأقل حكمة وحوار أن تحل الأمور, لا أن تستحق كل الموت والاحتلال الذي كان الشعرة التي قصمت ظهر العراق والحلقة التي ربطت سلسلة الأحداث لإبادة الملايين من ابنائه..
هل غاب العقل ليصبح التدمير حلاً ورغبة مجنونة لا رادع لها بالحكمة؟
أين عقلاء القوم؟
كأنني اليوم أرى وحشاً على شاهقٍ يصرخُ:
لا, لكل بناء, ونعم للموت والهدم والدمار..!
نعم هذه هي صورة الحكومة العراقية اليوم بعد أن فكرت بتحشيد قوات دجلة على إقليم كردستان الذي برغم كل مابه من تناقضات وعذابات وإرث حرائق مرعبة, إستطاع أن يكون الوجه المشرق للعراق, والمكان الآمن والبهي الوحيد لكل من يذهب اليه من العراقيين وهو يفتح أرضه للعيش الحر لكل راغب بالحياة هناك. إقليم سائرٌ نحو الحضارة بتعقل وتوأدة وصبر وقناعة بحق الإنسان بحياة أفضل.
أسمع اليوم صوت بعضٍ من أحبتي الهاربين من الموت في بقية محافظات العراق, وهم يصرخون: ألا يشبع الموت من مطاردتنا؟
ليعلم السيد رئيس الوزراء المالكي ومن يختار خيار المواجهة العسكرية, إنه لو وضعت اللعقول العراقية النظيفة التي تخلصت من أثر البداوة والشوفينية المقيتة والحسد واستعباد الآخر أما خيارين, فجميعها ستختار الوقوف مع كردستان ولا يريد تدميرها.
كردستان, حيث الإرادة الصادقة بالحياة الآمنة والتعايش الأخوي, برغم الكثير من القصور المنطقي في بدء كل بناء وتجربة أولى, لكننا نرى الرغبة الحقيقية ببناء حضارة حديثة قائمة على أساس مباديء حقوق الانسان, وهذا ما لمسه كل من ذهب الى كردستان وعايش أهلها واحتك بالمسؤولين هناك واطلع على نواياهم الحقيقية وتعاطفهم مع بقية أبناء الشعب العراقي.
هل هناك رغبة بإخلاء المحافظات العربية من العقلاء ليرتع الجهل وليستطيعوا قيادة الخراف كما شاؤوا وبصمت لا يسمعه أحد في العالم, وليقضوا على الأصوات المعارضة تماما؟
إن هذا الوضع يذكرني بإخلاء العراق من اليسار والمثقفين والعقول النيرة حين إستلام صدام حسين السلطة وذلك بالتهجير, والاعتقالات, والاضطهاد, والاغتيالات, حتى صار لدينا أربعة ملايين لاجيء في الخارج قبل سقوط النظام حيث ازداد العدد, وهي أكبرهجرة للعراقيين في التاريخ, وليلعب المجرم بالبلد ماشاء وليوصله لأحط وأسوء وأفقر مستويات العيش, وليفتح له كل أبواب الجحيم برعونته وجنونه.
الغريب أن أجد يعض الأصوات ممن يدعون الثقافة والوعي, ينظرون بحسدٍ الى ماتوصلت اليه كردستان, من سلام وأمن وخدمات أسعدت كل انسان سوي, يحب الخير للجميع.
هل هذه هي النفسية العراقية المحطمة التي استطاع البعث المجرم أن نكونها لنكره بعضنا؟
لمَ الحسد والرغبة بتدمير بنيان أخ وشقيق كان معنا في حفرة الموت الواحدة وعلى خط النار الواحد؟
حتما, وكعادة أغلبية أهلنا في العراق سوف يتهمُ قائل الحق ويـُرمى بشتى العلل, لذلك أعلن ُأنني لست ممن استلم مالاً من أحد, أو حظيَ بجاهٍ أو سلطة, وأقول قولي إيمانا بمبدأ التعايش السلمي بين الشعوب والذي كنا نثقف الآخر به طوال حياتنا ونحن نقارع أعتى دكتاتوريات العصر.
اقول قولي هذا بحق الشعب العراقي من عربه وكرده, ومنعا لإراقة الدماء, بحق الشعبين فالشعب الكردي ليس أقل معاناة من بقية مكونات شعب العراق, إنما هو شعبٌ عانى مالم يعانيه شعب بالتاريخ الحديث, شعب أريد له أن يباد كما أبيد الهنود الحمر, حيث كان الطاغية صدام حسين يتلذذ بمحاولات فنائه ومسحهِ من خارطة الوجود.
إذن يبقى السؤال:
لمصلحة منْ يـُزج بعسكرٍ منهك لأتون حرب جديدة وهم لم يشفوا بعد من موت يومي يحصد الأبرياء في الشوارع والطرقات والمدن والقصبات؟
هل ينقص العراق أرامل وثكالى وأيتاما وخرابا بعد؟
من هنا أدعو كل انسان عاقل, أن يضم صوته لصوت العقل ويرفع شعار:
يا مسؤولي العراق أرفعوا أيديكم وحشودكم عن كردستان, واسمعوا صوت العقل الذي بدونه ستكون نهاية مروعة لحرب أخوةٍ, تمزق العراق وأهله من الشمال الى الجنوب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة