الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان

يوسف العادل

2005 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لقد ذهب بوش الابن إلى أوربا طالباً نجدتها لحل مسألتين تتفرعان عن غرق الإدارة الأميركية في المستنقع العراقي:
• تضييق الخناق على النظام السوري من خلال الورقة اللبنانية التي أراد الحلف الأميركي الأوربي المستحدث أثناء الزيارة حرقها بين يدي هذا النظام، ولا شك أن أداة الحرق كانت القرار 1559الذي ساق الوجود العسكري السوري في لبنان إلى المصير المرتقب ( الانسحاب)،ولا شك أن النظام السوري هنا يخسر.
• ملاحقة النظام الإيراني لثنيه عن متابعة إجراءات برنامجه النووي.
وإذا كانت الإدارة الأميركية قد زعمت أنها تعالج الأزمة العراقية من خلال وضع حد للنظامين السوري والإيراني اللذين يغذيانها، ورغم أن هذه الإدارة قد وضعت هذين النظامين في حرج، وأظهرتهما وسائل الإعلام في ضائقة، إلا أن عجز هذه الإدارة بات جلياً هو الآخر في ميزان الصراع وأظهرته الوقائع التالية:
1. المظاهرة الحاشدة التي دعا إليها وأشرف على تنفيذها في لبنان حزب الله في 8/3/2005 والتي أظهرت النفوذ السياسي والشعبي الذي يرتكز عليه هذا الحزب داخل لبنان والذي سيجعل منه البديل اللبناني للوجود العسكري و السياسي السوري في لبنان، سيما وأنه يملك مرتكزات معنوية( تحرير جنوب لبنان عام2000)، ومرتكزات اجتماعية( قاعدة شيعية واسعة قياساً بعدد سكان لبنان) ومرتكزات عسكرية( آلاف المقاتلين من ذوي الخبرة والعقائدية المتطرفة).
وأعتقد أن أحداً لن يستطيع تجاوز هذا الحزب فيما لو أراد في إطار التحاصص السياسي اللبناني ترجمة نفوذه العسكري إلى مكاسب سياسية ونفوذ في البرلمان والحكومة اللبنانية المقبلة ، وهذا بالطبع لن يروق للإدارة الأميركية التي أدركت أن هذا الحزب يشكل العائق الأكبر أمام القرار1559في بند نزع سلاح المقاومة التي لقيت حضانة شعبية ورسمية واسعة لبنانياً في وجه هذا القرار، وبالطبع سيعرف النظامان السوري والإيراني كيف سيسربان له الدعم المطلوب وسندخل لاحقاً بعد الانسحاب السوري ( النهائي إن حصل ولم يبق مسمار جحا السوري في لبنان) في قصة ضبط الحدود السورية اللبنانية تماما كقصة ضبط الحدود السورية العراقية.
2. إمعان النظام الإيراني في تحديه للإدارة الأميركية ولحلفائها الأوربيين غير مكترث بسياسة العصا والجزرة المزمع تطبيقها على هذا النظام، حيث الحوافز المعروضة عليه والمتمثلة بالرفع الجزئي للحظر المفروض على إيران ، وتسهيل دخولها في منظمة التجارة العالمية الخ ومن جهة ثانية يتم التلويح بنقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، ويرى المسئولون الإيرانيون أن هذه الحوافز من حقهم بدون ربطها بقصة الملف النووي وهم لا يزالون يديرون الظهر للضغوط الأميركية الأوربية.
هذا ولا تزال الإدارة الأميركية وجهاً لوجه أمام هذين الملفين( تطبيق القرار1559 والبرنامج النووي الإيراني)، ويبدو أن هذه الإدارة قد خلعت النظام العراقي خطأً( على طريقة خلع الأضراس عير المصابة بالخطأ) مادامت لم تعثر لديه على أسلحة دمار شامل، وكان يجب أن تخلع النظام الإيراني( المتورط ببرنامج نووي كما هو مقرر الآن أميركياً وأوربياً بدون لبس).
ويبدو كذلك أن قرار حماس بالاشتراك في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لتتبوأ النفوذ غير المرغوب فيه أميركياً، سيسجل عجزاً آخر في الميزان الأميركي وهكذا سنسأل الأميركان السؤال التالي:
إن أحداً لاينكر جبروتكم العسكري وهاأنتم في العراق بآلاف المقاتلين منذ سنتين من أجل مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل لكننا نرى أن العراق قد انتقل من جحيم صدام إلى جحيمكم وجحيم السيارات المفخخة والقتل الجماعي اليومي ، وانتقلت الساحة الفلسطينية من قبضة ياسر عرفات إلى قبضة أبو مازن وقريع إضافة إلى الوافد القادم حماس بكل مايعنيه هذا القدوم في القاموس السياسي الأميركي وكذلك سينتقل لبنان من النفوذ السوري إلى نفوذ الموالاة إضافة إلى حزب الله هذا القادم الآخر ،وكذلك فإيران النووية بالطبع في الميزان الدولي غير العراق.
إنكم أيها الأمريكان ولاشك غير رابحين وكذلك النظامان السوري والإيراني.
لكن من دفع حزب الله وحركة حماس إلى واجهة المشهد السياسي؟.ألستم هنا في منطقتنا العربية وأقنعتم الرأي العام الأميركي بذلك لكي تقتلعوا هؤلاء.
فعلاً: لقد ذهب الحمار بأم عمرٍ فلا رجعت ولا رجع الحمار
يوسف العادل
13/3/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟