الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأخر سن الزواج و الجوع الجنسي

مجتبى حسن

2005 / 3 / 14
العلاقات الجنسية والاسرية


الصداقة في الغرب هل تكون الأنموذج الجديد في الشرق
بنظرة ديمغرافية بسيطة إلى واقع حال السكان في الشرق عموما وفي البلاد العربية ضمناً يرى الناظر أن سن الزواج قد أضحى عند الشاب في الخامسة والثلاثين ، وعند الفتاة في الثلاثين – وهناك دراسات إحصائية كثيرة - تؤكد ذلك ، إذاً الفترة الطبيعية للزواج لكلا الجنسين تعدى حدوده الطبيعية .. وعندما يتعدى أي أمر الحد الطبيعي ، يكون هناك مشكلة ، لها أبعدها ، ومسبباتها ونتائجها ، وما يطرأ من جديد قد تزيد هذه المشكلة أو تحلها...!
في الشرق لدينا مشكلة تأخر سن الزواج، مما ينجم عن هذا التأخير إشكاليات كثيرة منها :
الجوع الجنسي لدى الطرفين ، ومروده من شبق
المرأة وسن الإنجاب المحدد وفق قانون البويضة والحاجة الطبيعية للأمومة
العّـقد النفسية إثر الجوع إلى الآخر إن كان من الناحية العاطفية أو الجسدية أو الفكرية
والكثير من المنعكاسات اليومية للشعور بالحاجة والفقد ....
لست بصدد التحليل النفسي المعمق لهذه الظاهرة الجديدة ، بقدر ما أنا مشاهد يطرح الأسئلة ويضع ملاحظات على ما يرى ، وقبل الخوض في المشاهدات والملاحظات في الشرق ، يتوجب النظر إلى القرين الغربي لهذه الظاهرة ، وليس في مقاربة ، بل نظرة شمولية لها ...
" الغرب والزواج "
قد يخرج إلى ذهن احدهم أنه في الغرب لا يوجد زواج ، لكثرة علاقات الصداقة والحميمية ، ولكثرة الأشخاص الذين يعيشون وحدهم ، خارج نطاق الأسرة وفي سن مبكرة ..
وقد يتهم البعض هذا الغرب بالفجور ، وقد يرى البعض الأخر إن العلاقات والحميمية في الغرب هي الحضارة المنشودة ، وقد .. وقد ..
وليكن بكلامنا شيء من الوضوح، ولننظر لقرينة الظاهرة في الغرب ،وهنا تحكمنا بعض التساؤلات :
هل في العقلية الغربية شيء ضد الزواج ، وخاصة الزواج المقدس الذي يربط بين شخصين إلى الممات ، وهل الطلاق وأثاره المدمرة على الأقل مادياً هو نتيجة أم سبب في النفور من الزواج ... هل علاقات الصداقة" الحميمة" بنت ظرف أو أحداث تاريخية أم هو انفلات من عقلية الالتزام وفقط .. وهل .. وهل ..
من أيام الثورة الفرنسية وحتى الحرب العالمية الثانية وهناك تخبطات وأحداث عصفت بالعقلية الغربية عبر حياة معاشة حدث بحدث مروراً بالهجرة إلى العالم الجديد أمريكا والحروب والأحداث التي وقعت على الأرض الجديدة وأهمية الهجرة من فرار الشباب والشابات إليها ..
الحرب تودي بالرجال دوماً و النساء الباقيات توجّب عليهن العمل وإخراج المال من فم الظلم ، وهكذا دواليك كلما نشبت حرب وقع العبء على النساء في العمل لكسب المال لتربية الأولاد أو الإخوة ، وأضحت المسئولة ، كما أضحى لديها الكيان المادي المستقل عن الزوج أو الأب أو الأخ في حال عاد من ميدان المعركة سليماً ، والاهم من هذا وذاك أنها هي من ترّبي الأطفال في غياب الأب، حتى وبعد عودته أضحى لشخصيتها الدور الرئيس في البيت .. ناهيك عن الاحتياج الجسدي لها في ظروف قل عدد الرجال ، مما أبح لجوعها التعاطي كلما توفر لديها الإمكانية مُغضّةً الطرف عن أي التزام يبعدها عن إسباغ جوعها ، والطفل ينظر ما يفعل الكبار وهو مقلد جيد .. . ومع تتالي الأحداث القاهرة التي تبعد الرجال إلى الموت أو العاهات الدائمة ، وبقاء الأسر بدون رجال ترسّخ تقليد الطفل للكبار، وهكذا إلى أن أضحى من الطبيعي في عقلية الطفل هذه النشاط الجنسي .. ويكبر الطفل وتبقى لديه هذه الأفكار.. ويأتي وقت السلم ، ويحاول المجتمع لمّ شتاته بعد المآسي ، ولا يفلح فيضع الضوابط والقوانين الجديدة على ما هو من واقع حال .....
من الأحداث عبر التاريخ تبلورت عادات هي اليوم نمط حياة الغربي منها الصداقة "الحميمة " التي ينظرها البعض بالفجور وينظرها آخرون بالحضارة ، وبين هذا وذاك ليست إلا عادات درجت مع تطور الأحداث ..
" الزواج في الشرق"
درجت العادات على أن تتزوج البنت على مهر مُقدر على أساس جمالها ونفوذ عائلتها وغناه إضافة إلى شروط الأهل ومقدرتهم على المساومة ، كما درجت العادة أن يتزوج الرجل من نفس المرتبة الاجتماعية والاقتصادية لعائلته ، وإن شذ القليل عن هذه العادة لمصلحة الحسن بأن تكون الزوجة فائقة الجمال ...
في الريف الذي تحكمه عادات اقل قسوة من عادات المدن المحافظة ، نرى البنت تُزوج برضا الأب أو الولي الجبري ، ومع ذلك فقد تأخر سن الزوج ، وإن كان هذا التأخر يفيد أكثر مما يضر لأنهم كانوا يزوجون بناتهم في سن مبكرة جداً ، إلا أن هذا التأخير له عواقب نفسية كثيرة ، إذ سوف يوصّمن بالبنات العوانس ، وما أدراك بنفسية العوانس ، إنها نفسية كرّب دائم ..
أم بنت المدينة ، وتطورها الدراسي ، فكان سبب أيضا بتأخير سن الزواج ، النضج المعرفي جيد ، لا وبل من المطلوب جداً ، إلا انه من الأسف أن نرى من تحمل شهادة دكتورة في العلوم تقبل أن تقايض شهادتها وعلمها بزوج ، كيف بمن لا تحمل شهادة ولم تلمس أو يلمسها رجل ..كيف ستكون نفسيتها ..
أم بالنسبة للرجل فلا يخفى على احد أن المجتمع الشرقي ذكوري ،أي للرجل الحق في أن يشبع جوعه من هنا وهناك دون أن تتأثر سمعته كثيراً، بمعنى أوضح ليس الجوع لديه بنفس الدرجة عند المرأة ، فهو بذلك اقدر على الصبر من المرأة ، وإن كان ليس حلاً ، وهذا لا يشمل الجميع، فهناك العفيف ..
أما الفقر الذي يلمّ أغلبية المشرقيين تحت وطئته دوره عظيم في تأخر سن الزواج، وفساد كثير من العلاقات الإنسانية الجميلة ، وهنا لن اتهم الفقر المادي وأنام مرتاحاً لإتهامي ، بل ا قصد الفقر الوبائي الذي يصيب العقل والفكر والعاطفة وكذاك الجيب ...
من هذه المشاهدات وكثير كثير غيرها.. لم يتعامل المجتمع مع الظاهرة على أنها مشكلة يتوجب حلها وإبرازها والبحث عن مسبباتها وعن طرق لحلها بشكل علني لا عيب فيه ، بل راح كلٌّ وتشرزمه ينبري للمسألة على هواه ، منهم من مارس الزواج العرفي، والذي يحرم المرأة من حقوقها –ولست بصدد النقد لهذا الحل أو ذاك - ، ومنهم من قال بزواج المتعة ولهم به أسباب ، ومنهم من قال بزواج" السيّار" ولهذا أسماء كثيرة حسب البلد والمنطقة .. ومنهم من قالوا بالصداقة "الحميمة " دون أن تلبس أقنعة الأشكال السابقة ، وأصرّوا بان الحل بها .. ويبقى التساؤل ما هو الحل ؟ وكيف يأتي ؟ خصوصاً في بيئة تحترم مؤسسة الزواج ..
هل نتجه إلى الصدقات" الحميمة "على الأنموذج الغربي ؟أم يخرج المجتمع بأنموذج له طابع شرقي ؟ أم يبقى الجوع والعّـقد هما النفسية للشباب في الشرق أم ماذا وكيف ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | مستجدات مرعبة في قضية شبكة اغتصاب الأطفال في لبنان


.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام




.. روسيا تعلن اعتقال جندي أميركي دخل إليها من كوريا الجنوبية بت


.. شرطة نيويورك تنقذ امرأة قبل سقوطها من برج مكون من 54 طابقاً




.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني