الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً

هفال زاخويي

2012 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


على الأرض هناك تطورات ميدانية وتحريك للقطعات العسكرية من الجانبين (الجيش العراقي) و(البيشمركة) ، على المستويات الرفيعة في الجانبين(بغداد وأربيل) هناك تصريحات نارية تصدر عن نفوس متهيجة محتقنة ومتحاملة على بعضها ، وهناك من الجنرالات من تجار الحروب من يسيل لعابهم ويرقصون فرحاً لإندلاع حقارة أسمها حرب ، فهم فعلاً تجار مبتذلون يسمنون على حساب الحروب والأزمات ، نظاراتهم السوداء ورتبهم وميدالياتهم ومظاهرهم تبعث على التقزز ، هؤلاء الذين يعيدون الى الأذهان بمظاهرهم التهريجية ثقافة العسكرتاريا التي عانينا منها ومن ويلاتها ومن طبقة الجنرالات الذين تكون وجبات طعامهم خراف محشوة بالرز ، في حين قد يتضور الجندي المسكين جوعاً او يتناول الخبز اليابس ... الحديث عن الحرب في هذا البلد الخراب محض حماقة ... فنحن لسنا في حاجة الى المزيد من الخراب والى المزيد من قبور الضحايا من هؤلاء الشباب الذين يلوحون من خلال اصابعهم بعلامة النصر امام الكاميرات وهم لا يعلمون ولا يدركون معنى الحرب وويلاتها ومعنى الموت والخراب ... انهم مساكين وكم اتمنى لإصابعهم ان لاترى طريقها الى الزناد .
المشكلة الكبرى التي نعانيها والأزمة الخطيرة التي ندفع ثمنها هي غياب الرأي العراقي ، ان احتضار الرأي العام ومنذ عقود في العراق وبهذا الشكل السريري لم تفد كل أنواع العقاقير لإنتشاله من هذا الداء الخطير (السبات والإنهزامية والتفرج) بما في ذلك العقاقير الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني ومواقع التواصل الاجتماعي وكأن الحالة جينية وراثية متأصلة ومستفحلة ... شعب يذم حكامه في المقاهي والجلسات الخاصة وفي الباصات لكنه يرقص أمام نفس الحكام ويقدم لهم الولاء في أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية ! انه شعب البيعة وليس شعب اختيار نمط الحياة الصحيحة.
إن كارثة الرأي العام في العراق تكمن في تهلهله وحالته المتهرئة وشكله الساخر المصاب بداء الشيزوفيرنيا الذي يطغى على العقل الجمعي ... أليس الرأي العام مسؤولاً عن كل ما يحدث؟ أليس الرأي العام مسؤولاً عن الفساد ؟ أليس الرأي العام مسؤولاً عن سوء الخدمات؟ أليس الرأي العام مسؤولاً عن جزء كبير مما يحدث حالياً بين بغداد وأربيل ؟ كونه مفقود وصامت ونائم !
من المستفيد من حرب قذرة ان وقعت بين بغداد وأربيل ؟ بالطبع ليس الا تجار الحروب من المطبلين والمزمرين ... وكم هو مؤسف ان يتقوقع بعض المثقفين واجهزة الاعلام لهذا الطرف او ذاك في محاولات سخيفة لتأجيج المشكلة... كل دعوة الى الحرب صدرت من بغداد أو من أربيل ومن أي طرف كان ستكون دعوة الى الجنون والى التسافل ليس إلا ...فساحة المعركة تكمن فقط على طاولة الحوار وبرعاية الدستور وتحكيم العقل ... وكل حديث عن حرب عربية كردية في العراق هو حديث عن مس من الجنون اصاب عقول بعض الساسة أو أنصاف الساسة.

لذا ينبغي بالرأي العام العراقي بكل شرائحه ومكوناته التعبير عن رأيه ورفض منطق عسكرة هذه المشكلة ورفض منطق الحرب او حتى التلويح بها ... وإن فعلى هذا الشعب ان يندب حظه على حد قول الشاعر
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد له أن يهاجر فوراً
مع الاعتذار للشاعر الكبير ابو القاسم الشابي فالكاتب المصري المرحوم جلال عامر هكذا تلاعب بالبيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا