الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حوار جريء جدا مع اليمنية الهام مانع
احمد محمود القاسم
2012 / 12 / 5مقابلات و حوارات
ضمن برنامج لقاءاتي مع سيدات عربيات، في الكثير من الدول العربية، اتواصل باقامة لقاءات وحوارات مميزة، مع سيدات عربيات مميزات، لمعرفة رأيهن في الكثير من الموضوعات الهامة، خاصة المتعلقة بوضع المرأة العربية، وعن دورها وما يحدث في المنطقة العربية من احداث وتطورات، في هذا اللقاء والحوار، التقيتُ مع سيدة يمنية مقيمة في العاصمة السويسرية (جنيفا)، هي د. الهام مانع، والمعروف عنها بأنها مفكرة من المفكرات العربيات الرائعات والجريئات والصريحات جداً، وتتمتع بالشخصية القوية، والافكار الحرة الموضوعية والمستقلة، تؤمن بما تقول، بدون حَرجْ، وتقول بما تؤمن به بشجاعة ايضاً، ولا تخاف في ذلك لومة لائم، خاصة، فيما يتعلق بحقوق المرأة، لها الكثير من الكتابات الرائعة والخلاقة والابداعية، تعبر بها بجرأة منقطعة النظير، عن افكارها وقيمها ومفاهيمها، بكل صراحة وصدق، وهي بحق وحقيقة، ممثلة لصوت المرأة العربية في كل مكان، كان لي لقاء معها صريح وجري، وواضح كل الوضوح، كعادتي، كان اول اسئلتي لها هو:
@ من هي د. الهام مانع؟؟ ارجو توضيح كافة المعلومات عن شخصيتها؟؟
افضل وصف هو أنني بدوية عالمية. العالم بأسره وطني. لي هويات متعددة. أنا إنسانة أولاً، لا اقول ذلك لأن وقع ذلك جميل على الأذن. أقول ذلك لأني أؤمن بذلك. أرى الإنسان في كل من أقابله وأقابلها. واؤمن أن هناك قيم تجمع بين البشر بغض النظر عن عرقهم، ولونهم، دينهم، او جنسهم، أو هوياتهم الوطنية. واؤمن أن هذه القيم، تمكننا من أن ننظر إلى بعضنا البعض، ونرى في هذا الإنسان، قيمة كريمة، قيمة نحترمها ونعتز بها. واهوى المشي، والقراءة، والكتابة.
بعد هوية الإنسان، تتداخل هويات عديدة في كياني، عربية، يمنية مصرية، وسويسرية. عشت في ثمان بلدان بسبب عمل والدي في السلك الدبلوماسي، وهذا ترك أثره في نفسي. ولأني في كل مكان ذهبت إليه قابلت بشر أحببتهم وأحبوني، أدركت أن الهوية إنسان. كان ذلك كنزي، الذي أنهل منه إلى اليوم.
عملت في مجال الصحافة لمدة ثمان سنوات، ثم تحولت إلى العمل الأكاديمي، وحالياً أعمل كاستاذة مشاركة في العلوم السياسية في جامعة زيوريخ، في سويسرا. أعمل كخبيرة لعدة منظمات سويسرية ودولية، وعضوة في اللجنة السويسرية الفيدرالية لشؤون المرأة. لي كتب، نشرت بالعربية والإنجليزية والألمانية، وروايتان صدرتا عن دار الساقي، ومقالات رأي اكتبها بالعربية.
@ ما هي القيم والمباديء والأفكار التي تؤمن بها الهام مانع؟؟؟
اؤمن بالإنسانية كقيمة تجمع بين البشر. بأن الإنسان خلق حراً، ويتحمل مسؤولية قرارته. بأن جميع البشر يولدون احراراً، متساوون في الحقوق والكرامة. تماماً كما أؤمن بأن الوقت قد حان لإصلاح الدين الإسلامي وتوفير رؤى بديلة للتفسير القائم الحالي. الرؤية البديلة التي ادعو إليها، اطلق عليها إسم الإسلام الإنساني. وهي تتعامل مع الدين ككيان عضوي، كشجرة إذا أردت تعبيراً اخر. ترفض الرؤية الحالية التي ترى في الدين حجراً صلدا لا يتغير لا يتزحزح. والجوهر الأساسي لفكرة الإسلام الإنساني هو القول إن الخروج من الدائرة المظلمة التي نعيش فيها اليوم، يتطلب منا مواجهة الطبيعة البشرية للقرآن. لأننا لا زلنا نطرح نفس الأسئلة التي طرحناها قبل مائتي عام، ولم نجد أجوبة لها، لا لشيء، إلا لخوفنا من الإقرار بالطبيعة البشرية للقرآن. وما أعنيه هو أن القرآن كتبه بشر، وأن الإقرار بذلك سيمكننا من الخروج من دائرة "لكن القرآن قال ذلك". أنا أؤمن بالله سبحانه وتعالى، ولم أفقد إيماني، عندما أدركت بشرية القرآن. بالعكس زاد إيماني.
@ هل ممكن القول ان د. الهام شخصية قوية وجريئة وصريحة؟؟؟
أترك لغيري الحكم على شخصيتي. لكني أود هنا أن اشير إلى نقطة اظن أن لها صلة بهذا السؤال. في رواية (صدى الآنين)، التي نشرتها دار الساقي في بيروت عام 2005م، قلت أن جريمتي كانت دوماً الصمت. ويوم كتبت تلك الرواية، ونشرتها كسرت ذلك الجدار. من يومها قررت أن اعبر عن رأيي، وأكتب كما أفكر، كما أعتقد. لا أجمِّل الكلمات، لا أجمَّل الأفكار. وعندما فعلت ذلك، شعرت اني حرة. البعض قد يعتبر أن صراحتي جارحة. لكن الشيء المؤكد أني في كل ما أقوله، اعبر عن حبي. أحب وطني وعروبتي وديني. لا أكره. ورغبتي في التغيير نابعة من هذا الحب.
@ ما هو سبب ابتعادك عن اليمن مدة طويلة من الزمن، مما حرمك من المشاركة الشعبية في نضالات المرأة اليمنية والشعب اليمني بشكل عام ؟؟؟
لا أعتقد أني مبتعدة عن اليمن. فاليمن قائمة في الكثير مما اكتبه، خاصة فيما يتعلق ببحوثي المتعلقة بواقع المرأة أو النظام السياسي والدولة اليمنية. تماماً كما اني ازورها بشكل دوري، فلا يمكن أن اكون مختصة بالشأن اليمني، وأبتعد عنها. هذا جانب.
الجانب الأخر يعطيك الحق فيما تقول. نعم أنا خرجت من اليمن عام 1993م لإكمال دراساتي العليا في الولايات المتحدة، وكنت أدرك أني لن أعود إليها. دوَّنتُ ذلك في رواية (صدى الآنين)، عندما قلت إني انهزمت في الوطن. كانت لي تجربة مؤلمة في اليمن، جعلتني أدرك أن هناك خطوطاً حمراء لا أتجاوزها، واني قادرة على تحقيق طموحي في ان اكون، ولكن خارج وطني. كان قراراً. وكان علي أن أختار، أما أن اكون جزءاً من النظام، وافقد نفسي واحترامي لذاتي، أو أخرج. وقد خرجت ولم أندم يوماً على قراري هذا.
خروجي لم يعن أبدأ، ان اليمن مات في قلبي. هو نبضي، يعيش فيَّ طالما تنفست. وستجد أن أسمي أصبح في الواقع معروفاً في اليمن، بعد خروجي، خاصة، بعد أن بدأت في نشر مقالاتي في صحيفة النداء اليمنية. لازلت إلى اليوم، ممتنة لصحيفة النداء، وإلى المساحة التي أتاحتها لي.
طبيعة هذه المقالات كانت تتحدث عن المرأة، حقوقها، الحريات الإنسانية، والإسلام الإنساني. تماماً، كما أني كنت دوماً اربط بين الإصلاح السياسي، والإصلاح الديني. ورؤيتي التي عبَّرتُ عنها ولازلت، أن الاثنان، الإصلاح السياسي والإصلاح الديني، يأتيان معاً. رغم ذلك، فأني في كل ما أكتب، لا اقصر نفسي على اليمن. مشروعي له طابع حقوقي إنساني، وديني، أوسع.
@ هل ممكن اعطاؤنا فكرة عن ثقافة المرأة اليمنية، وطموحاتها وأحلامها والعراقيل التي تحول دون تحقيقها؟؟؟
نسبة الأمية لدى النساء في اليمن، تصل إلى السبعين في المائة. وهي نسبة تظهر لنا حجم التحدي الذي نواجهه نساءاً ورجالاً في اليمن. في مقابل هذا الواقع، نجد ناشطات وكاتبات وروائيات يمنيات، رفعن رأس اليمن عالياً في داخلها وخارجها. أذكر على سبيل المثال لا الحصر، نادية الكوكباني، نبيلة الزبير، هدى العطاس، اروى عثمان، ووميض شاكر، وأطياف الوزير... هذا عدا توكل كرمان طبعاً، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وأمل باشا رئيسة منظمة الشقائق، والمتحدثة الرسمية بإسم اللجنة الفنية للحوار الوطني. هذه النخبة من النساء اليمنيات المتميزات، تظهر لنا بوضوح، أننا متى ما أتيحت لنا الفرصة، قادرات على البروز والنبوغ.
@ماهي أمال وطموحات المرأة اليمنية؟
اكره التعميم، لكن المؤكد، أننا نرغب في أن نحيا بكرامة، في دولة توفر لنا الخدمات الإساسية كالصحة والتعليم والأمن الغذائي، نتمتع بحقوقنا التي كفلتها لنا المواثيق الدولية، وعلى رأسها المعاهدة الأممية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، السيداو. باختصار، أظن أن حلم المرأة هو أن "تكون"، "كما تشاء".
@ما هي العراقيل التي تقف امام تحقيق هذه الآمال؟
لا. ليس فقط التقاليد والعادات المجتمعية، أو المجتمع الذكوري، أو الرؤية الدينية الضيقة للمرأة. بل الأهم، هو القناعة السائدة، بأن المرأة "أقل" من الرجل في القيمة والمكانة، وتشُّرب أساليبنا التربوية بهذه القناعة التي تغسل عقل الرجل والمرأة معاً.
@ شعاري على الشبكة هو: وراء كل عذاب امرأة رجل، ووراء كل امرأة متخلفة رجل، ماذا تقول د. الهام تعقيبا على ذلك.؟؟؟
قناعتي أن حال المرأة، لا ينفصم عن حال الرجل في مجتمعاتنا، وكلاهما نتاج ثقافة مجتمعية تعيد إنتاج نفسها. الاثنان، المرأة والرجل، ضحية ثقافة ذكورية، وتفاسير دينية ضيقة، وتنشئة أسرية اجتماعية تصر على الرجل أن يلعب دور الجلاد.
@ يقال ان كل من المرأة والرجل يملك جسده الخاص به، كونه ملكية خاصة، ولكل الحق بالتصرف بملكيته الخاصة، فهل انت مع المرأة بالتصرف بجسدها كما تشاء ؟؟؟
نعم. أنا مع حرية المرأة الجنسية، إذا كان هذا ما تعنيه. لي مقال بعنوان "جسدها، حقها، مسؤوليتها"، كان له صدى واسع. أنا أعتبر أن المرأة كالرجل مسؤولان عن تصرفاتهما، ويتحملان نتائج هذه المسؤولية.
@ هل انت مع حرية المرأة اليمنية المطلقة اقتصاديا واجتماعيا ؟؟؟
لا اظن أن هناك حاجة لتمييز المرأة اليمنية عن النساء في البلدان الاخرى. أنا مع حرية المرأة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في اليمن وغير اليمن. هي إنسان مستقل وله إرادة.
@ هل للدكتورة الهام ان تعطينا فكرة عما يحدث في اليمن الآن، وأين تتجه الأمور فيه؟؟؟
ما حدث في اليمن، هو ثورة شبابية لم تتمكن من تحقيق أهدافها في تغيير مدني فعلي. الانتفاضة الشبابية، حدثت في وقت تداخلت فيه اربع دوائر للأزمات: الدائرة الأولى تتعلق بصراع قوى بين جناحين في النخبة التي حكمت اليمن على مدى العقود الثلاثين الماضية. الدائرة الثانية تتعلق بحراك جنوبي يمني، برز بسبب هيمنة قيادات الشطر الشمالي على مقاليد الحكم في الوحدة، وهو يدعو إما إلى الانفصال او الفيدرالية؛ الدائرة الثالثة تتعلق ببؤرة حرب اهلية في إقليم صعدة، وترتبط بتهميش مذهبي، سياسي، اقتصادي واجتماعي لسكان المنطقة، التي تعتبر مهد المذهب الزيدي؛ والدائرة الرابعة هي استغلال حركات إرهابية متطرفة لضعف سيطرة الدولة على بعض مناطق اليمن، للتحرك والتنظيم منها. في ظل هذا التعقيد كان هدف المجتمع الدولي، عندما حدثت إنتفاضة الشباب والشابات، هو السيطرة على الوضع بصورة لا تؤدي إلى إنهيار الدولة الشامل. حالياً يمكن وصف الوضع بعبارة "يبقى الحال على ماهو عليه". لكن هذا التجميد للوضع خادع. لأن إنفجار الأزمة في حرب أهلية ممكن.
@ هل تعتقد د.الهام ما حدث ويحدث في اليمن، من مصلحة الشعب اليمني والمرأة اليمنية بشكل خاص؟؟
الشيء المؤكد هو أن بقاء الأمور على ما كانت عليه، من قبل كان غير قابل للاستمرار. السؤال هو هل سيتمكن النظام القادم من تحقيق احلام الشباب والشابات، الذين واللوااتي خرجوا و خرجن إلى الساحات والشوارع، مطالبين ومطالبات بالتغيير. قناعتي أن الواقع السياسي اليمني، مشوب بتعقيد كبير، يجعله غير قابل للمقارنة مع الدول العربية الأخرى، وأن أي حل لا يأخذ في الاعتبار أخطاء الماضي، ويسعى إلى عقد مصالحة وطنية جامعة، ويوفر إمكانية لحل فيدرالي، سيؤدي إلى إنفجار الوضع على المدى البعيد.
@ بصراحة هل تعتقد د. الهام ان وضع الشعب اليمني افضل من الوضع السابق في ظل على عبد الله صالح.
نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، هو الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية. تحولت الدولة في عهده إلى حارس شخصي لمصالح عشيرة واحدة، وأعتمد فيها سياسة فرق تسد، والنتيجة نراها اليوم. إذن، كان التغيير ضروري حتماً. لكن السؤال هو أي نوع من التغيير نسعى إليه؟ ماحدث كما ذكرت سابقاً أن جناح من النخبة التي حكمت اليمن، على مدى الثلاثين عاماً، وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية، ركب عربة الإنتفاضة الشبابية، ثم حول إتجاه الإنتفاضة عن مسارها، الدافع إلى التغيير. ومع صراع القوى الذي لازال قائما بين الجناحين المتناحرين، اصيبت مفاصل الدولة بالشلل، والنتيجة أن الأوضاع ساءت كثيراً. يكفي ان الأمم المتحدة، اعلنت مخاوفها من وفاة اكثر من نصف مليون طفل في اليمن، هذا العام بسبب سوء التغذية.
@ هل ترى د. الهام ان التغيرات في انظمة الحكم العربية التي حدثت، تصب في مصلحة شعوبها والمرأة بشكل خاص؟؟؟
أغلبية أنظمة الحكم العربية لم تضع يوماً مصالح شعوبها في إعتبارها. ولذا فإن ثورة الشباب والشابات، كانت متوقعة، وفي الواقع ضرورية. لكن التغيير في حد ذاته، لا يعني ان النظام السياسي السابق قد تغير. هذا ما نراه في اليمن على سبيل المثال، تماماً كما أن الدولة العميقة لازالت تعمل من وراء الستار في مصر. وفي غياب مؤسسات دولة مستقلة، نظام تعليمي يغرس مفاهيم التداول السلمي للسلطة، والتسامح والقبول بالأخر، فإن مستقبل المنطقة العربية لازال يكتنفه الغموض.
فيما يتعلق بالمرأة، فإن تاريخها قد اظهر دوما،ً انها كانت دائما سباقة إلى المشاركة في الثورات العربية وحركات الإستقلال، إضافة إلى حركات مقاومة الاحتلال، كالإحتلال الإسرائيلي والعراقي للكويت. كانت تلك المشاركة تدفع عادة إلى تلاشي القيود الإجتماعية التقليدية بصورة مؤقتة. لكن متى ما بدأت الأمور في العودة إلى الإستقرار، ترتفع تلك القيود والجدران من جديد وفي أوقات كثيرة، عانت المرأة من ردة محافظة قمعية. إذا ما تحولنا إلى الواقع اليوم، المرأة في ظل أنظمة إسلامية ستكون الخاسرة، لأنها لن تواجه فقط قمعاً مجتمعياً، بل سيتم تأطير هذا القمع والتبرير له بالدين. رغم ذلك أثق بأن المرأة في المنطقة اليوم، غيرها قبل عقود ماضية. فهي كسرت جدار الخوف، وتطالب بحقوقها، ولا تقف صامتة. نيأس فقط عندما نكف عن المطالبة بحقوقنا.
@ كيف ترى د. الهام وصول الاسلاميين الى سدة الحكم في بعض الأنظمة العربية، وهل تتوقع تسيدهم للوضع، وما توقعاتها لمستقبلهم السياسي؟؟؟
وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في بعض الأنظمة العربية، كان متوقعاً، بسبب خبرتهم في الحشد التنظيمي، توافرهم على دعم مالي ضخم خارجي، خاصة، من دول الخليج، إضافة إلى عملهم في المناطق الشعبية التي رفعت الدولة يدها عنها. إذا اضفت إلى ذلك، خطابهم السياسي الملتحف بالدين، إضافة إلى تشرذم القوى الليبرالية المدنية، فإن نجاحهم كان تحصيل حاصل. السؤال هو هل سيتمكنون من تغيير الأنظمة السياسية، بصورة يستحوذون فيها على السلطة؟؟؟؟ هذا السيناريو لا يبدو قائما في تونس، بفضل تكوينها المدني، تاريخ الدولة العلماني، وقانون الأسرة المدني، الذي تم تطبيقة منذ عام 1956م.
في مصر يبدو الأمر ملتبساً وغامضاً. لكن القرارات التي اصدرها الرئيس مرسي، تثير القلق كثيراً، لأنها توحي برغبة في الإستفراد بالسلطة والقضاء على هيبة السلطة القضائية. أنا لا أثق في الأخوان المسلمين، ربما لأن ادبياتهم تقف على طرف نقيض مع مفاهيم الدولة الديمقراطية التي تحترم مفاهيم المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان. ربما لأنهم نكثوا بكل وعودهم. وربما لأن خطابهم في رأيي رجعي، يريد أن يأخذنا إلى الوراء.
@ما هي نظرة د. الهام للمرأة الفلسطينية؟؟؟
المرأة الفلسطينية بالنسبة لي، نموذج فريد. فهي تعيش في مجتمع يعيش تحت وقع احتلال إسرائيلي، ونتائج هذا الاحتلال، تستشعرها هي أولاً قبل غيرها ضمن إطار المجتمع الذي تعيش فيه، خاصة وان العديد من الدراسات اظهرت أن العنف الأسري ضد المرأة يتزايد تحت وطأة الاحتلال. فكأنها بذلك تعاني من تمييزين لا تمييز واحد. ولذا، فإن المرأة الفلسطينية تظل رمزاً لنا جميعا، كالصبار، يحيا رغم القهر، ويتحدى العدم بالإصرار على البقاء.
@ هل لدى د. الهام كتب ومؤلفات خاصة بها منشورة او مطبوعة؟؟؟
نعم، لدي مؤلفات عديدة. بالعربية لدي روايتان "صدى الآنين" و"خطايا" نشرتهما دار الساقي في عام 2005م و2008م على التوالي. أخر مؤلف بحثي لي، صدر باللغة الإنجليزية عن دار روتلدج لندن عام 2011م بعنوان "الدولة العربية وحقوق المرأة: فخ الدولة المستبدة (اليمن، الكويت، سوريا)". ولي مؤلف باللغة الألمانية عن دار هيردر بعنوان "سأكسر جدار الصمت: من أجل إسلام إنساني"، نشر في فرايبورغ، المانيا عام 2009م.
@ كلمة تود توجيهها د. الهام بشكل عام ؟؟؟
أسمح لي أن اقتبس من ختام روايتي (صدى الأنين)، هي رسالة تدعو إلى عدم اليأس والإصرار على أن نكون: "حُلمي فيَّ حتى لو تعثرت. أملي في يقيني حتى مع الشك. ووطني أنا ولو أنهار الوجودُ من حولي.وطني حيثُ أكون، وطني حيثُ أتنفس، وطني الإنسان".
أنتهى موضوع :حوار جريء
جداً، مع اليمنية د. الهام مانع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا