الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟

سعد سامي نادر

2012 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟

أخيرا تكلم "أبو الهول": (( ان أعلى صوت في اللجنة - لجنة النزاهة- دفع مبلغ خمسة ملايين دولار لتعطيل عمل لجنة التحقيق في شبهات الفساد التي تحوم حول عمل البنك المركزي وهناك من دفع اكثر ))
قبل أسابيع وحول قضية البنك المركزي ذاتها، كتبت عن استغربي من تباكي التيار الصدري على "موظفات البنك العفيفات االمعتقلات، وقلت المثل :" الجَوَ أبطه عنز، يمعمع"، فالسيد المالكي لم يكذب الخبر، فقد فسر لنا سبب معمعة التيار الصدري، وعرفنا منه قيمة المعمعة بالدولار !!

أمر كهذا، غير مسبوق من دولة الرئيس ! فهل هو جاد حقاً بفضح كل بؤر الفساد ؟ فقول الحق وحده دون محاسبة ليس كافيا ! يحتاج الى إرادة سياسية لا تساوم ملف فساد بآخر. فالفساد أبو الإرهاب. وحملات التسقيط السياسي والمكاشفة المتبادلة المخجلة لم تعد تكفي للدفاع عن نزاهة وشرف سياسي حاز يوما برضا الكثير.

السيد المالكي في مؤتمره الصحفي الأخير وكعادته، لم يحدد لنا اسم صاحب "اعلى صوت في النزاهة". لكنه بساعات وكعادته أيضا، أوعز لصانع أزماته "الفتنة الكبرى - سامي العسكري" ليعلن إسم الراشي بملأ الفم :"ان دولة الرئيس يقصد بتصريحه، النائب بهاء الاعرجي".
دعونا نتخيل مهزلة النزاهة في حكومة وبرلمان يتعارك فيها الساسة على أهمية وأسبقية الحجيج، ويتباهون بعلامات السجود على جباههم. فالمتهم الذي ساوم بدفع رشوة الملايين الخمسة، هو رئيس لجنة النزاهة البرلمانية. فأين المفر من الفساد وتابعه الإرهاب ؟ وأين الحل وصاحب الحل ساكت عن الحق دهرا ؟! إنا أمام أزمة ثقة كبيرة تطال جميع الساسة حتى الشرفاء الخُرس منهم.

سوف لا نسمع سوى تهم فساد، يقابلها نفي وتكذيب، أما الأدلة وكما تعودنا، ستختفي بحرائق متعمدة أو بتسويات خلط ملفات فساد بأخرى، تجبر هيئات النزاهة وشرفاءه على التساوم أو الصمت. لقد خـُلقت النزاهة وهيئاتها لمحاسبة صغار الموظفين اللصوص فقط. لكنها لم تبق من ثقة ولا احترام لهيبة الحكومة، ولا لنزاهة هيئاتها المستقلة، ولا لبرلماننا الموقر .؟
من على فضائية البغدادية، كان بهاء الاعرجي يثير الشفقة. فلم تعد المشاركة بشعائر اللطم والحج وعلامات السجود تكفي وحدها دليلا للنزاهة و السمعة الحسنة . فقد بدا غاضبا متلعثماً وهو يرد على التهمة. مرة يحابي "دولة الرئيس" ومرة يخلط أوراق فضائحية لا تليق بنزيه :" لم يقصدني دولة الرئيس.. لم أرَ بعمري خمسة ملايين !! . ان سامي العسكري عميل بريطاني!! ويعثي سابق و و و!" ثم أمام الملأ فقد صوابه: انا لا أرد على أشباه الرجال !! لكنه اعترف ان السيد المالكي هدده بضرورة ترك لجنة النزاهة !! انه اتهام وتسقيط خطير لدولة الرئيس ! لكن دون أدلة أيضا !!

لا جديد ولا غريب في ملهاتنا السياسية ! فنحن على ابواب الانتخابات، وبها ستنتهي قبلات الولائم الدبلوماسية، وتوزيع الحصص وابتسامات السم المتلفزة، ليبدأ الجد وحملات التسقيط السياسي، لتحسين سمعة وصلت للحضيض، ولتثبيت مصالحهم الشخصية والفئوية العليا! وتذكروا ان ما جرى من خراب وموت ودم مجاني خلالها، هو جزء من العاب وعار تحسين السمعة تلك. انهم يقايضون أمننا الأهلي بصمتنا!
ان صراع وتسقيط سياسي بمكاشفات بذيئة لا تليق كهذه ، تذكرنا بمعارك بائعات الهوى للدفاع عن سمعتهن وشرف المهنة في الافلام المصرية. فهن كبعض ساستنا بلا "منجزات " بطركَـ المتعة.. فبعض ساستنا الكرام يدافعون عن منجزات عهرهم وفشلهم السياسي، بتشويه رفاق دربهم الغارقين مثلهم بالمنافع والملذات وذل الفشل. لكن هناك ثمة اختلاف وفارق في المنفعة والضرر العام بين كلا العهرين، فما يجري في منزول العاهرات، متعة صرفة لا تضر الوطن بشيء، وشجار المسكينات لا سوى على فلسان للعيش أو ربما طلباً الستر وتحسين ما فات. ! فما بالنا من عهر سياسي بلا حياء لم تستره المليارات! عهر لا يبالي بحياة الناس، ولا بوحدة وبناء الوطن. لقد جعلوا الوطن أشبه بوليمة ذئاب. مشروع فرهود مفتوح لسرقة المليارات!. فهل ثمة غسيل انتخابي وسخ آخر سيتحفنا به ساستنا الأفاضل عمّا قريب..؟

فيما يتعلق بالنزاهة وفساد صفقة الاسلحة ، فقد أشيع مؤخرا ما سُرب من داخل لجنة النزاهة البرلمانية نفسها، ليكون هو الحل ! : ان هناك ثمة شبهات فساد ليد امريكية مخربة !! لافشال الصفقة..!! يا للهول ! لقد عرفوا تواً ، ان يداً هناك لراعي "البقر" الأمريكي، وان ثمة رؤوس متنفذة تشاركه فيها.! يقينا انه سيناريو الحل و مفتاح الفرج، وسيقوم الراعي الامريكي باخراج بقره من حظيرة الفساد، ومن كل صولات النهب العام. فقد أتم تحضير كبش فداء ملائم مغمور. كبش لديه جواز سفر دبلوماسي وجنسية امريكية، يرضى بحفنة ملايين تصم فمه !! فترقبوا ما يخبأه ساحر العصر !
لقد افلح فرسان 2003 بتسقيط الوطن، وهذا لعمري هو مشروع الإسلام السياسي الجديد والفاسد من البيضة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي