الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور البديل

مها الجويني

2012 / 12 / 6
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


عندما يسافر الرجل من بلد إلى بلد و لا يأخذ معه أهله ، يمحنه الشرع و العرف الحق في الزواج من أخرى و لا حرج عليه في ذلك ، و يساهم هذا الزواج في إبعاد الرجل عن الحرام و عن فعل الزنا . و لدينا أنواع عديدة من الزواج : كالعرفي ، المتعة ، و تعدد الزوجات ، و المسيار و غيره . كله هذه الأصناف نراها بين صفوف رجالنا و نسائنا العرب المسلمين و هم في المهجر و بالأخص لو كانوا في بلد عربي . حيث تكون النتائج كلأتي : حمل ، أطفال بلا جنسية ، أم مطلقة ، إمرأة بلا عقد شرعي ، فضيحة ... و تخلص القضية في العبارات التي تقولها إخوتي العربيات في مثل هذه المواقف : لعنة الله على الرجالة ... و على سننهم ... ظلم ...حيف تركني و رجع لأهله ... و عندما أسأل لما لا تعودي معه ، الإجابة تكون : إنه متزوج و لديه عائلة في بلده . و ماشاء الله لديه حبيبة و عاشقة و أهل هنا في بلد الغير !!!
عديدة هي التعاليق و الإستكارات التي تبعثها كل إمراة كانت لها علاقة مع رجل مهاجر مثلها . ونتيجة الإرتباط كلفها الكثير و الكثير ... عديدة هي القصص التي نسمعها من المهاجرات العربيات و تأتي المصائب دائما فوق رأس المرأة ليس لأن المجتمع يحمي الرجل من كل عيب و من كل نقص ، بل لأن القوانين العربية لا تعرف إنصاف و لا تهتم لأمر المرأة . فكما منح العرف للرجل رخص التعرف بأخريات عندما يكون في حالة سفر ، يسحب نفس العرف تلك الحقوق و الامتيازات من المرأة .
لأن في مثل هذه الحالات المرأة في نظر الرجل و المجتمع لا تتعدى كونها ألة لمتعة الرجل ، أو *بديل* ، يستعمله فقط في حالة السفر و ينساه عندما يعود إلى وطنه الأم . و أغلب الظن أنها تعامل كمجرمة لأنها مارست علاقة مع رجل و ارتبطت به دون علم أهلها و أهله . و في النهاية يبقى رجل ! و القانون لا يحمي المغفلين ! من تصدق كلمات الحب و الوله و العشق ، و بالأخص تلك الأبيات : و عيناك وطني و عيناك سلام ... في مرفأ عينيك ... فالرجل في نظرها الوطن ، و مصدر الحنان ، لي صديقة تونسية مرتبطة بشاب تونسي تركها و رجع لتونس ة مرتبطة بشاب تونسي تركها و رجع لتونس عندما سألتها لماذا و أنت مستقلة و لا تحتاجين لأي شيء .. أجابتني : *إنه بالنسبة لي كسلاح محارب ، أحس بأنه حمى و ملاذ لي ، أعلم أني لا أتعدى أن أكون صاحبة . و لكن الله غالب حب في الهجرة ... أحتاجه .
كلماتها إستفزتني فقلت : كيف ترضين بدور البديل ؟ كيف تقبلين بدور عاشقة لفترات ، يأتيك أيام تواجده في ليبيا ثم ينساك ما إن تلمس قدماه مطار تونس قرطاج ؟ لم تجبني ، بل صمتت ، و نظرت إلى السماء و إبتسمت قائلة : لا نستطيع العيش بلا حب و إن كان وهم .
كم هو محظوظ ذلك الرجل التونسي يتخذ لنفسه بديل عاشق، أنثى مجروحة و مغتربة فيجعل من نفسه أمامها كسلاح المحارب ، يغير من نفسه ، يتحول أمامها إلى أرض و إلى سماء ، يحملها إلى زمن الوطن الجميل مع وعود بالوفاء و الحب . ثم يرميها على قارعة الطريق . بعد أن يمتص رحيقها و يطفئ نورها . و تستفيق الحزينه بوجع إبن بين أحشائها ،أو بعذرية فقدتها ، أو بدموع رفضت أن تجف من على مقلتيها ... و إن أرادت أن تستكنر سيقول : مالك ؟ أنا لم أعدك بالزواج ثم أنت تعلمين بأن القانون التونسي يمنع تعدد الزوجات . بصراحة لا حل عندي ...
كأنما يقول لها :إرتضي بدور البديل ...و أقنعي . و لكن هل سترضى بدور عشيقة لمدة معينية ؟ ثم تكتفي بالدعاء عليه و بالصمت و بإخفاء الأمر عن أهلها ؟ كيف تقبل بدور أم بدون حقوق أمومة ؟ كيف تقبل بدون حبيبة بدون حب ؟ كيف ترضى بذل الشرق و تنحني لشروطهم ؟
إنهضي و إستفيقي ، لست بالديل ... و لا يمكن أن يكون الوطن في أحضان رجل عاشق ... إنها بلدك كيف تبحثين عنها في لحظات عشق فورية ؟ و كيف تنسين كرامتك لأجل علاقة عابرة ؟ متى تفهمي أن العقل العربي لا يفهم إنسانيتك و لم يحن بعد ذلك الوقت الذي سيكون فيه الرجل مرفأ لك ؟ تعلمي و تيقني أنهم لا يروننا سوى أراضي و هم لنا غزاة ... أرى أن الله لم يكتب الحب للكادحات ، للمهاجرات ، للاواتي يبنين أنفسهم من عرق الجبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد


.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد




.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع


.. المحامية بركة بودربالة




.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط