الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما السبيل الى الخلاص من هذا المأزق...

سومه حساين

2012 / 12 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قديماً كنت أعتقد أنَّ الدولة الوحيدة التي لا زالت ترزخ تحت الإحتلال هي فلسطين.. ولكن بعد انطلاق الثورات وتفجّر الأوضاع في الدول العربية تبين لي أن جميع الدول مُحتلة من قبل حكومات دكتاتورية قامعة.. وحتى هذه الحكومات المُستبدة هي أيضاً مُحتلة وتخضع لقوى أكبر منها.. واليوم وبعد مرور شهور وسنوات على انطلاق الثورات العربية، التي هلل لها الكثيرين من المقموعين وخصوصاً الشباب التواقين للحرية والخلاص واللذين وجدوا في هذه الثورات بريق أمل يغير أحوالهم ويجدد حياتهم، أخذوا يتساقطون الواحد تلو الآخر ولا زالوا يتساقطون الى اليوم.. واليوم تبيّن أن الخلاص من الإحتلال الديكتاتوري الذي جثم على صدور الدول العربية سنين طويله وعمل على ترهيب الناس وقمعهم، فالخلاص من هذا الإحتلال ليس بالأمر السهل، فقد عمل على طمس العقول وتجهيلها وتكميم الأفواه ونشر الفساد والأمراض الإجتماعية المُتخلفة كالتشدد الديني لشغل الناس وضربهم ببعض، لكي يستأثر بخيرات البلاد ومدخراتها.. ومثل هذا الإحتلال الديكتاتوري العقلي لن ينتهي في أيام وشهور، ولا حتى في سنين.

وبعد مرور هذه المدة على انطلاق الثورات.. فقد أصبحنا في مأزق بعدما وجدنا أنفسنا عالقين في عنق الزجاجة، نبحث عن سبيل للخروج منها ومن هذا السرداب المُظلم الذي حُشرنا فيه، فاليوم وقد غرقنا في بحر الثورات العربية، أصبحنا كالغريق الذي يبحث عن قشة يمسك بها لينحو من هذا المستنقع المُظلم، وقد امتدت لنا الكثير من الأيادي التي تحمل لنا طوق الإنقاذ ولكن على طريقتها الخاصة، التي تخدم مصالحها وتساعدها في الإنقضاض على الحكم والإستئثار به، ولأننا توّاقين للنجاة وللحرية والخلاص من الديكتاتورية، لم يجد البعض أو المعظم أفضل من التمسك بطوق الإسلاميين اللذين تواجدوا بقوة على الساحة، ولم يقصروا في الدعاية الإنتخابية والترويج لأنفسهم والتغطية على ما ظهر من عيوب بعضهم، (وتمسكنوا حتى تمكنوا)، ولكن اليوم وبعد مرور مدة على استلامهم الحكم، فبدلاً من العبور بالبلاد الى بر الأمان، أصبح كل همهم هو أسلمة الدولة وإحكام السيطرة عليها، وإسكات كل من يخالفهم بالقوة، وقد تبين لنا أنهم أكثر قوة وأشد بطشاً ممن سبقوهم.

وها هم الثوار يعودون مرة أخرى الى الشارع ولكنهم مُنقسمين بين مؤيدين ومُعارضين، وهذا هو المطلوب بالنسبة لأمريكا والدول الغربية التي لا يهمها إلاّ مصالحها في المنطقة، فما فتئت تراقب المشهد عن بعيد وبإهتمام وحذر، محاولة توجيه الصراع بالريمونت.. والعمل على تأجيج الصراع وتأزيمه، ولا يهم كم يقع من ضحايا طالما هي سالمة، المهم القضاء على هيكل الدولة وتفتيتها من الداخل.. وجعلها أحزاب وطوائف مُتناحرة مُتصارعة، ليسهل السيطرة عليها، ولن تعجز الدول الغربية في هذه اللعبة.. فعندها ورقة الأحزاب والطوائف، فقد جربتها في عدة دول وأتت بنتائج مذهلة، وبها تمكنت من إحكام سيطرتها جيداً ومن بعيد، فاستعمار العقول العربية ودفعها باتجاه التحيز الطائفي و الحزبي ومن ثم رفض الآخر وبالتلي نشوب الخلافات والنزاعات، فيصبح من السهل للدول الغربية احكام السيطرة على الدول العربية وتقاسم خيراتها، وإستعمار ها استعمار غير مباشر وبأيادي عربية.. فنحن في عصر الذرة والريمونت.. وها نحن اليوم قد علقنا.. فما السبيل الى الخلاص.

سومه حساين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ