الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان صادر عن المنبر الديمقراطي التقدمي بمناسبة الذكرى الأربعين لانتفاضة مارس 1965 المجيدة

المنبر الديمقراطي التقدمي

2005 / 3 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تمر هذه الأيام الذكرى الأربعون لانتفاضة مارس المجيدة التي انطلقت في الأساس احتجاجاً على الإجراءات التعسفية التي اتخذتها شركة نفط البحرين " بابكو" بتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها، مما يعني وضعهم هم وأسرهم وأطفالهم في حال من الفاقة والفقر، وهو الأمر الذي هبت الطبقة العاملة البحرينية محتجة عليه، وتضامن معها في ذلك طلبة ومثقفو البلاد وكافة الشرائح والفئات الاجتماعية الكادحة، في الانتفاضة التي استمرت شهورا قدم خلالها شعبنا تضحيات غالية، حيث سقط الشهداء الأبرار من مختلف مناطق البحرين بدءا من المحرق مرورا بالمنامة وصولا إلى الديه ونويدرات وسترة وسواها من مناطق البلاد في دلالة عميقة على الوحدة الوطنية للشعب في السعي نحو تحقيق الأهداف المشتركة، وهذه كانت إحدى التقاليد الإيجابية التي تكرست في العمل الوطني في البلاد منذ حركة الهيئة، والتي استطاعت القوى الوطنية المنظمة التي نشطت في البلاد بصورة سرية ومن مختلف الاتجاهات والتيارات الوطنية الديمقراطية والقومية أن تعززها وترسخها في وجدان الشعب من خلال خطاب وطني وديمقراطي عام يربط النضال الوطني بأبعاده الاجتماعية وبالقضايا المعيشية المباشرة للمواطنين، حيث لم تعد قضية ضد النضال الهيمنة البريطانية على البلاد مفصولة عن النضال ضد تعسف الشركات الأجنبية وضد الاستغلال الطبقي. كما بات النضال الوطني أكثر صلة وارتباطاً وتفاعلا مع نضال حركة التحرر الوطني العربية من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية.
واذا كانت انتفاضة مارس 1965 قد عكست الثقل العددي والنوعي للطبقة العاملة في المجتمع البحريني على خلفية الحراك الاجتماعي – السياسي الذي نشط منذ الخمسينات خاصة، فأنها قد تحولت إلى انتفاضة وطنية شاملة كل المناطق والفئات دون استثناء، واستطاعت أن تحقق بعض أهدافها في إعادة العمال المفصولين إلى أعمالهم، لكن الآثار العميقة لهذه الانتفاضة ستمتد لاحقاً وستظهر في بنية وأداء الحركة الوطنية البحرينية وفي خبراتها النضالية والتنظيمية وفي تعزيز خطابها السياسي والفكري وازديادها نضجاً. وانعكست روح انتفاضة مارس ودروسها في مجمل المسيرة الوطنية اللاحقة التي أدت إلى نيل البلاد إستقلالها الوطني وفي سَن أول دستور في البلاد وإقامة حياة نيابية عام 1973، التي سبقها مباشرة التحرك العمالي المجيد في مارس 1972 بقيادة اللجنة التأسيسية لإتحاد العمال والمستخدمين وأصحاب المهن الحرة. ولا يمكن فهم التطورات السياسية الإيجابية التي بلغتها البحرين في المرحلة الراهنة بفضل خطوات الإصلاح مفصولة أو معزولة عن سياق التاريخ الكفاحي المجيد لشعبنا بإنتفاضاته وهباته وتحركاته الجماهيرية، بما فيها إنتفاضة مارس بالذات.
بعد مرور أربعين عاماً على هذه الانتفاضة المجيدة يظل مهماً الحفاظ على أهم ما جسدته وهو الوحدة الوطنية، وحدة فئات الشعب وطبقاته الاجتماعية بصرف النظر عن الطائفة او الانتماء السياسي أو الفكري، وصيانة مكاسب الشعب والعمل على تطويرها وتعميقها بالمزيد من الحريات السياسية والنقابية والحريات العامة، خاصة حرية التعبير عن الرأي بمختلف أشكال الاحتجاج السلمية، وحرية الصحافة والتنظيم وقيام حياة حزبية عصرية وبلوغ توافق وطني بين الدولة والمجتمع في القضايا الوطنية الرئيسية ومن بينها التوافق على الشأن الدستوري.

عاشت ذكرى انتفاضة مارس المجيدة
المجد والخلود لشهداء الشعب

مارس 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه