الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة عن الهجمة الأمريكية على المنطقة.

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2012 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ حلت على البشرية وتطور مجتمعاتها مرحلة الإنتقال إلى الرأسمالية كنظام اقتصادي وما يستتبعه بالضرورة من هياكل سياسية وأخرى اجتماعية شهدت الإنسانية ويلات مريرة تمثلت بمجازر جماعية وفناء مدن وتقسيم بلدان وتطهير أعراق وشعوب بكاملها.
فبين البحث عن أسواق لتصريف الإنتاج الرأسمالي وبين ضرورات الحصول على مصادر للمواد الأولية وبين ضمان أمن واستقرار الأنظمة الرأسمالية وبين كسب معارك المنافسة الإلغائية شهد التاريخ حربين كونيتين مدمرتين عانت ولا زالت تعاني البشرية من ويلاتهما الكثير الكثير. ففي ظل هاتين الحربين قتل الملايين من الناس واحتلت أراض وألغيت بلدان وشردت شعوب وقسمت دول وأمم وزرعت بذور القتال والإختلاف المزمن والصراع الدموي المستدام.
وإذا كان كل منصف ومتابع ومؤرخ علمي متوازن لا يمكنه أبدا فصل الحربين العالميتين الأولى والثانية عن مطامع حقيقية كامنة في قلب النظام الرأسمالي الغربي ولا زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ولا تقسيم الأمة العربية إلى شعوب وقبائل فإن المنطق لا يسمح لنا أن نستثني سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة –منطقتنا العربية وافسلامية خصوصا - منذ عشرات السنين عن هذه الحقيقة حقيقة مطامع الرأسمال الأمريكي والمتحالف في كثير من المفاصل مع الرأسمال الغربي والذي معه يكونان ما يسمى بالنظام الرأسمالي العالمي والمغطى بثياب قذرة مدماة بجثث الفقراء والمساكين تسمى بالعولمة..
فالوقوف بشراسة إلى جانب الكيان الصهيوني لم يكن لا حبا باليهود ولا كرها بالعرب إنما عشقا للدولار وتفعيلا لاستثمار متزايد للأموال اليهودية الأمريكية وتكرير فائضها في الأسواق المملوكة من قبل عتات الرأسمالية الأمريكية واليهودية على وجه الخصوص.
وقدر تعلق الأمر في العراق هل حقا أن أمريكا حبا منها للشعب العراقي ولأمنه واستقراره وحرصا منها على حقوق الإنسان والتزاما منها بنشر الديمقراطية في العراق والمنطقة وخشية من امتلاكنا للأسلحة الفتاكة وعلاقة العراق بتنظيم االقاعدة وأسامة بن لادن أقول هل حقا لهذه الأسباب أقدمت أمريكا على عبور المحيطات والقارات واحتلال العراق؟؟
وإذا كانت هذه هي الأسباب الحقيقية وراء احتلال العراق فلماذا دمرته تدميرا شاملا لم تبق فيه على شيء قابل للحياة ولم تذر.؟؟ ولماذا لم يسلم من يدها الوحشية الفتاكة إلا وزارة النفط تاركة النيران تلتهب في كل مفاصل الدولة التي اصلا خربتها هي قبل الإحتلال بعشرة أعوام بحصارها الإقتصادي المجرم على شعبنا ؟؟
وإذا تمكنت أمريكا من تضليل البعض وشراء ذمم البعض الآخر بمختلف السبل فإنها لم تتمكن من ذر الرماد في عيون الأغلب الأعم من شعبنا الذي يعرف اليوم أن هذا هو ديدن الرأسمالية وجشع أصحاب الأموال الكبرى الذي لا يحول دون تحقيق أهدافه لا حقوق الإنسان ولا حقوق البلدان ولا حقوق الشعوب وحتى لو أريقت أنهار من الدماء فإن الدولار هو السيد المرتجى وما عداه ليذهب إلى الحجيم.
إن منابع النفط هي الهدف الأول والأخير للوجود الأمريكي في العراق وفي كل المنطقة. فهي لا توظف كل الطاقات دفاعا عن قطر والإمارات والخليج العربي وتضحي بجنودها وحياتهم وعوائلهم من أجل عيون العرب بل من أجل النفط وضمان ديمومة دوران عجلات المصانع الأمريكية.
وهي لا تدافع عن إسرائيل حبا بأهلها بل لتبقى حجة لبقائها وتواجدها في المنطقة وتبريرا لتدخلها السافر في شؤوننا الداخلية إلى حد التدخل العسكري.
وإذا تذكرنا أن اصحاب الرأسمال الأمريكي هم ساسة بلدهم فإننا يجب أن نعترف لهم بذكائهم العالي جدا إذ تمكنوا من خلق نظام سياسي شامل يكون في خدمة رؤوس أموالهم. واستطاعوا أن يخلقوا ثقافة اجتماعية تخفي جشعهم وتدفع بالجندي الساذج بل والغبي لمغادرة أهله وبيته وبلاده ليموت هنا على أراضينا مضحيا بأعز ما يملك من أجل ماكنة الرأسمالي الأمريكي أو ليقتل الناس الأبرياء ويسلبهم حياتهم ومستقبلهم ويدمر مستقبل بلداننا.
ألإخطبوط االرأسمالي يحتضر وقبل أن يموت سيدافع عما تبقى من أنفاسه. ونحن الهدف في اللحظة الراهنة من تاريخ سقوطه وشعبه وجنوده أدوات نيرانه وشعوبنا حطبها. وعلينا أن نتوقع ممن يحتضر وهو ينتظر ميتة الشيطان أن يفعل ما لا يأتي في الحسبان. فهل نرعوي؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع