الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاوز الظالمون المدى

دينا قدري
(Dina Kadry)

2012 / 12 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


**تأخر المصريون كثيرا في كشف حقيقة هذه الجماعة الدموية التي انتشرت كالسرطان في جسد الأمة العربية وليس مصر وحدها ....ومما يؤسف له أن الأمر لم يقتصر على البسطاء من الناس الذين قد نمنحه بعض العذر بعد أن سلبهم النظام السابق كل أمل في حياة حرة كريمة جعلتهم يتعلقون- مخدوعين - بأول بارقة أمل لاحت لهم وانطلى عليهم حيل وألاعيب الجماعة التي خرجت من جحور الظلام والسجون فأعمى قوة الضوء عينيها فصالت وجالت وتكبرت وتجبرت....نقول نأسف للنخبة الصالحة من بعض الإعلاميين ورجال السياسة ورجال الدين الذين انساقوا وراء بائعي الوهم – هذا إذا افترضنا حسن النية – وهم الأولى إدراكا بأن المرء لاينقلب ما بين عشية وضحاها من مصاص دماء إلى حمل وديع وأن التاريخ وعبره هو صاحب الكلمة الفيصل إذا غب علينا الأمر.....
** يسقط الآن أبناء مصر الشرفاء ما بين قتيل وجريح بأيدي مصرية غافلة تسوقها جماعة مشبوهة لاتنتمي إلا للجنسية "النفعية" حتى كلامهم عن الخلافة الإسلامية المزعومة هو ضرب آخر من الاحتيال والتدليس فلا هم مسلمون فكرا ولا عقلا ولا حتى قلبا...هم عملاء لمن يدفعون...لقد قاموا بدورهم المرسوم لهم خير قيام إلى أن تملكهم حمق الغرور فصدر عن طريق مندوبهم (رئيسهم المنتخب ) الإعلان الدستوري المستبد الذي كشف النقاب بصورة واضحة عن الجماعة الفاشية المستبدة ...فأعلنوا من أنفسهم آلهة لاتمس... وهنا بدأ كل من كانت تساوره شكوك حول إخلاصهم ووفائهم بعهودهم وكذبهم الذين يؤدونه كما يؤدون حاجتهم البيولوجية من أكل ومشرب...ينقل هذه الشكوك من مرتبة الشك إلى مرتبة اليقين......
** واندلعت شرارة سرعان ما تحولت إلى غضب عارم وما سكت عنه قبلا لم يعد مسكوتا عليه وكادت تضيع هيبة مصر مع ضياع شرعية وهيبة الرئيس المنتخب الذي أتصور أنه أول من سيقدم كقربان من أهله وعشيرته لامتصاص الانطلاقة الجماهيرية العارمة...فهم الآن على المحك إما أن تضيع مكاسبهم وما حققوه من سيطرة شبه كاملة على أجهزة الدولة وتذهب وآمالهم وأهدافهم أدراج الرياح وإما أن يكشفوا النقاب عن الوجوه الكالحة... فأعلنوها حربا على الشعب المصري وأتوقع أن غرورهم صور لهم أن السيطرة سرعان ماستعود فهالهم أن الشعب الأعزل من السلاح اللهم "مصريته" هذا السلاح الذي لايصنع ولا يشترى وقف وقاوم وصمد في معركة الحياة الأزلية بين قوى الشر وقوى الخير... وأصبح الآن لامناص من الاختيار مابين أن يضحوا بعضو "مطيع" انتهت صلاحيته قبل أوانها ، أو أنهم يستمرون مع مزيد من العنف و البطش والإرهاب ...والدفع بتنظيماتهم الجهادية التي تمارس أفظع ما عرفه التاريخ من وحشية لا تقل عما ذكره من وحشية المغول والتتار لا يفرقون في ذلك بين طفل ورجل أو امرأة وشيخ...
** هي اللحظة الفاصلة عند "الجماعة " فهل يقامرون بوقت إضافي يكثفون من قمعهم وهم يعلمون جيدا أن الوقت لم يعد في صالحهم؟؟؟
وهي اللحظة الفاصلة لدى المصريين ..الذين يقابلون مواجهة شديدة مع قوى الظلم والبغي التي وإن كانت الأقل عددا إلا أنها هي صاحبة السلاح والصلاحيات ؟؟؟
....إنه الثبات هذا هو ما علمنا إياه التاريخ المصري...فإن هذا الشعب المدهش الذي تتابع عليه العصور الظلامية والذي تظن أنه استمرأ الخنوع واستأنس تحت قبضة الظلم ...سرعان ما ينتفض كمارد سئم حياة الهوان فيملأ هديره المكان....إنه الثبات والصبر للشرعية الحقيقية أمام شرعية زائفة....إنه الثبات والصبر الذي يعود به الحق إلى أصحابه....لقد جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح