الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟

حسن خليل

2012 / 12 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


1 – أن النظام الإخواني وصل للحكم بدعم إمبريالي رجعي بهدف سحق الثورة – تأمين إسرائيل – استمرار سياسات التقشف و الإفقار. و قد قام هذا النظام بدوره فيواصل سياسات الإفقار عبر قرض الصندوق و يتورط في سياسات صهيونية لتهجير الفلسطينيين و مزيد من التواجد الأمريكي في سيناء. و العنصر الثالث في سياسته و هو سحق الثورة يتمثل في الدستور الرجعي الفاشي الذي يراد تمريره غصبا

2 – أن ثورتنا لها طبيعة خاصة و هي أنها ثورة سياسية شعبية يحركها الشعور العام أكثر من القيادات و المنظمات . هكذا كانت ثورة يناير و مذ ذاك تزايدت عناصر التنظيم -في شكل أحزاب و نقابات – لكنها ما زالت أضعف من أن تمثل قيادة للحركة الثورية . و بينما تمثل القيادة رافعا للحركة الثورية إذا كانت قيادة ثورية حقا فأنها تمثل أيضا خطرا علي الحركة الثورية أن كانت قيادة مهادنة. و يترافق مع هذا أن العنصر الأكثر فاعلية في الثورة هم الطبقة المتوسطة و فقراء المدن.

3 – أن صعود الإخوان للسلطة يعنى أن شرائح من نفس طبقتهم الحاكمة أصبحت مستبعدة. و هذه الشرائح قد تشارك في الحراك الشعبي بهدف استعادة مراكزها القديمة. كما أن الخطاب الديني المنفلت للإخوان يستعدي قطاعات معينة تلك التي لا تتوافق مع هذا الخطاب – السياحة و الترفية و الفنون الخ -و من ناحية أخري فأن العسكر يعتبرون أنهم الجواد الرابح في النهاية بحكم التاريخ و المركز الاقتصادي و القوة العسكرية فيختارون "الحياد" و هم يدركون أن سيناريو عكسي لصعود الإخوان يمكن أن يحدث أي أن تنهك قوي الثورة و الإخوان بعضهما البعض و ينفتح المجال لبروز عسكري سافر جديد.

4 – أن الإخوان بحكم تركيبتهم و تاريخهم و المهمة الملقاة علي عاتقهم -سحق الثورة- يسعون إلي أخونة الدولة و السيطرة الكاملة عليها و هم في هذا يستعدون أقسام مهمة من الطبقة الرأسمالية و خصوصا الطبقة المتوسطة.

5 – أن أصدار الإعلان الدستوري ثم سلق الدستور و الدعوة للاستفتاء تأتي في هذا السياق كي تمثل هجوما عاما شاملا من الإخوان علي كل القطاعات و الطبقات و لذا تشتعل المواجهة العنيفة بين الثورة و قواها الحية و بين الإخوان. و أمام الإخوان طريقين أما التراجع المهين و بالتالي فقد القدرة علي تحقيق الهدف – سحق الثورة – أو الاستمرار في المواجهة بما ينزع عنهم الشرعية و يجعل أسقاطهم قضية وقت . و ربما تكون هناك مناورة سياسية هنا أو هناك تؤخر أي من المصيرين لكنها لن تمنع حدوثه بشكل كامل.

6 – أن القوي الثورية المكونة أساسا من شباب الطبقة الوسطي و فقراء المدن لا تلتزم بجبهة الإنقاذ و لا تعتبرها قيادة لها إلا بمقدار تحركها في الاتجاه الثوري. مع تباينات مهمة بين شخوص جبهة الإنقاذ – فارق كبير بين عمرو موسي و بين البرادعي مثلا. و من زاوية أخري فأن القوي الثورية حينما ترفع شعار "الشعب يريد أسفاط النظام" فهي لا تطرح نفسها بديلا لهذا النظام و لا تدعم طرفا بعينه كي يتولى السلطة. و ربما تكون جبهة الإنقاذ أقرب من منظور القوي الثورية لتولى السلطة لكن هناك تحفظات كثيرة عليها خاصة لجهة الفلول.

7 – أن الشعب كما أوضحت المليونيات المتتالية و أخرها المظاهرات الحاشدة حول القصر الرئاسي و المواجهات العنيفة أمام مقار الإخوان في المحافظات يعتبر أن القوي الثورية قائدا في هذه اللحظة الحرجة. و أن قضية "الوطن" و "مصر" علي المحك و لذا نشاهد بوضوح الشعارات الوطنية تسود و ليست الشعارات الطبقية

8 – أن هناك تطورا مهما في سياق العملية الثورية و هو الدور الأكثر فاعلية التي تلعبه المحافظات و شبابها كما أتضح من المواجهات العديدة و لأشك أن هذا يعني أتساع رقعة الثورة و ذياده نفوذها كما يعني أن قضية القيادة أصبحت أكثر تعقيدا

9 - أن القوي اليسارية دورها محدود في الثورة و نفوذها كذلك و هو ينمو بقدر أقترابه من نبض الشارع و تعبيره عنه. أن أنضمام القوي اليسارية لجبهة الإنقاذ هو من باب السير منفردين و الضرب معا و عليها ألا تلتزم إلا بما يمليه عليها ضميرها الثوري و تحليلها للواقع العياني فلا يجب أن يشكل وجود اليسار ضمن جبهة الإنقاذ عائقا سياسيا لها.و في نفس الوقت تحافظ علي هذه الجبهة حتي تكمل مهماتها

10– بناء علي كل ذلك فأننا نتوقع أن تستمر المواجهات بين القوي الثورية و بين النظام الإخواني و أن تتصاعد المواجهات. و علينا أن نحل قضية كيف يمكن أنتقال السلطة. و حجر الزاوية هنا هو "فترة أنتقالية ثورية" أن المطلوب هو أعادة بناء أجهزة الدولة و القانون لتتماشي مع منجزات ثورة يناير – دستور - تطهير أو مقرطة - أنتخابات – و أن أي سلطة جديدة يجب أن تكون سلطة مؤقتة مرتهنة بهذه الأهداف مثلا لمدة سنة واحدة. و من هنا قضية الحكومة المؤقتة أو المجلس الرئاسي أيا كانت التسمية. و لن يستجيب الإخوان لمثل هذا التوجه بالتأكيد و لن يكون أمام القوي الثورية سوي الإطاحة بهم في نهاية المطاف. و مثل هذه الإطاحة ربما تستغرق بعض الوقت تبعا لتعقدات العملية و المناورات لكن يجب علينا أن يكون واضحا لنا و لقواعدنا أن هذا هو الطريق الذي يمضي فيه الصراع السياسي الاجتماعي

11– أن قوي اليمين الديني سوف تحارب بشراسة دفاعا عن ما تعتقده تكليف ألهي و أنطلاقا من قاعدة اجتماعية و قوي ضخمة منظمة و مسلحة و دعم خارجي من جهاديي العالم.و لا يوجد مقابل لهذه القوة وسط الشعب الثائر سوي الشعب نفسه. أن هذا يفتح الباب أمام حرب أهلية / عمليات فاشية واسعة النطاق و يعنى خسائر ضخمة في الأرواح. و هذا في حد ذاته يجب تجنبه بكل وسيلة ناهيك عن تأثيره علي القوي الثورية و علي الوضع الثوري عموما

12– لذا فأن الفترة الانتقالية يجب أن تتضمن كل الأطياف السياسية بما فيها الإخوان أنفسهم و يجب أن تكون مفتوحة بحيث يمكن أن تستوعب العملية السياسية كل الأطياف بشكل متساوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف