الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان في طريقهم إلى إجهاض ثورة 25 يناير .

الطيب آيت حمودة

2012 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



قد يكون الإمام مالك محقا في صياغته لقانون [حرمة الخروج عن السلطان] وإن فسق وضرب ظهرك بالسوط ، فما آلت إليه ثورات الربيع العربي الذي ما هو بربيع بقدر ما هو شتاء الدم والدموع ، نكسة في عدم استقرار الشعوب ، نكسة في افتراقها، نكسة في سفك دماء المتظاهرين ، من صنعاء اليمن إلى حلب سوريا ، ومن طرابلس الشرق إلى طرابلس الغرب ، ومن قاهرة مصر إلى سليانة تونس ، ..... مخاض عسير وعاصفة هوجاء أثقلت العقول وعطلت الإقتصاد وعلمت الناس الفوضى والإنقسام .

°°° نكسة الثورات العربية .

ما نشهده ونتابعه بالصوت والصورة بكثرتها وتنوع تحاليلها يثبت أن أمة الإسلام بدولها العديدة أصابها [ساندروم الإفتراق والإختلاف] ، فالجدال الفكري والإديوبوجي يؤدي فعلا إلى تخمرات ذهنية ستؤدي حتما إلى خلق أعداء وهميين افتراضيين ، وترسم لوجود عداء مستحكم بين المواطنين الذين فرقتهم السياسة .
ثورة 25 يناير المصرية انجاز شعب مصري ، صيحتها القضاء على الحكم الإستبدادي ، .وتحقيق العدالة ، والتمتع بحق التنوع والإختلاف ، وبناء دولة مدنية يتناغم فيها الجميع دون اقصاء لطرف من أطرافها مهما كانت نشازا أو مختلفا ، ذلك هو المطمح المبتغى ، فهل تحقق الحلم المبتغى ؟ أم وقع انتكاس لذلك الحلم الكبير الذي سقط جراءه أرواح وأرواح .

°°°نرجسية الإخوان ....والإعلان الدستوري ... أججا المعارضة .

استفاد الإخوان - بفضل استخدامهم للدين كمطية لتحقيق حلمهم السياسي القديم -، فركبو ا الدين والوطن تمكينا لأديولو جيتهم الإخوانية ، واستغرب كيف أن بعض السلفيين سايروا منطق الإخوان رغم الإختلافات العقدية العديدة بينهما ؟
الإخوان في مصر وتونس لم يوفقا في حكمهما ، فكان غرضهما ليس تطوير البلدان ورخاء الشعوب بقدر ما كان توجههما نحو التمكين (للإسلام السياسي ) الهيمنة بفرض منطق خير القرون قرني الذي ساد بفعل طقوس الفقهاء ، فالشعوب تنشد التطور والرخاء والإزدهار ، والنظام الجديد يجرهم وراء حيث القرن الأول الهجري حيث السلف الصالح ! .
في الوقت الذي كان ينتظر الشعب الإنفراج السياسي ، والإنفتاح الإقتصادي ، فاجاء الرئيس ( محمد مرسي) الشعب بإعلانة ( القانون الدستوري ) الذي أعطى فيه لنفسه صلاحيات وسلطات وصفها البعض بأنها سلطة [ربوبية ] ، فكثيرا ما قال فلاسفة السياسة بأن تجميع السلطات في شخص واحد يعني ( الإستبداد ) وهو ما أثار الإعتراضات وخلق جبهة صد قادها اللبيراليون الوطنيون ، وأنذر بانقسام مصر إلى معسكرين كبيرين هما التيار الإسلاماوي ، والتيار اللبيرالي الوطني ، ونفسه وقع في تونس ، ف(حزب النهضة) أثبت فشلا في التسيير ، وثبت أن الإسلامويين يصلحون في المعارضة أكثر ما يصلحون للحكم ؟ .

°°° الإستحواذ الإسلاموي على السياسة .... مستنكر .
.
إن التطورات التي تسهدها الساحتان المصرية والتونسية في مجال الإنتفاض على الحكم الإسلاماوي بيان على أن حلم الثورات قد أفلس وأجهض ، فقد أستغل الإخوان سذاجة الناس في قيادتهم الى تشكيل دولة ثيوقراطية اتضحت معالمها في النهج السياسي الذي سلكه القائمون على الدولة ، فإن لم ينتفظ الجميع فإن مصيرنا سيكون كحال دولة الملالي الإيرانية ، أو و دولة آل سعود العميلة لأمريكا وإسرائيل .
حقيقة القوى الديمقراطية واللبيرالية أبانت عن قوة شعبية من خلال اعتصاماتها في ميدان التحرير و حول القصر الجمهوري ، وأبان الإخوان وجههم الدموي الفج في الهجوم المباغت على خيام المعتصمين ، وأخطأ من أخطأ في الهجوم على مقرات الحزب الحاكم ، وتبين للشعب أن اليوم شبيه بالأمس ، وما عهد ( محمد مرسي ) سوى نسخة مكررة لعهد ( حسني مبارك) أو أشد .

خاتمة : الساحة السياسية المصرية تشهد شدا وجذبا قد تتعمق جراحه في اعتصامات ومسيرات يوم الجمعة ( الكارت الأحمر ) ، في ظل ردود باهتة للرئيس الذي يفترض أن يستجيب لتطلعات شعبه قبل حدوث شروخ وجراح يصعب معالجتها وبرؤها ، فالسياسة تستدعي استحضار قول معاوية بن أبي سفيان القائل : ( لوكان بيني وبين رعيتي خيط من الشعر لما انقطع ... فإن جذبوه رخوته .... وإن رخوه جذبته ..) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في رأيي أن الإسلاميين قد ركبوا الموجة
عقبة بن سعد ( 2012 / 12 / 27 - 14:46 )
رغم تحفظي على بعض الملاحظات التي تفضلت بها، إلا أن خلاصة مقالك هي في محلها، وفي صميم الحدث، وأريد أن أذكرك بان الإخوان المسلمين يصنعون رجالهم منذ الصغر لان فكرهم المتخلف ( وأنا هنا لا اقلل من قيمة الإنسان في حد ذاته بل اشخص واحلل فقط) هو عاجز عن إقناع أشخاص راشدين بالانضمام لصفوفهم، كما أن فكرهم مبني على عنصر التربية وفي الحقيقة أن هذه التربية ليست إلا برمجة فكرية، حيث يحجب على الأخ المسلم العناصر الفكرية التي تشجعه على التمرد و يتم التركيز على العناصر الفكرية التي تدفعه للانصياع و الانقياد، على عكس سيرة النبي (ص) حيث ربى أصحابه (رض) و هم رجال راشدين و كان يشجعهم على الحفاظ على شخصيتهم الفردية، في رأيي أن الإسلاميين قد ركبوا الموجة، أما الذين صنعوا هذه الموجة هم أناس بسطاء تعرضوا للظلم فرفعوا أيديهم لله عز وجل و قلوبهم صادقة، فانتقم الله لهم و أبرهم

اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام