الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..واثق الواثق

واثق الواثق

2012 / 12 / 7
الادب والفن


(النخلة والعصافير ...في شاهدة قبر) ...يحيى السماوي ..

لم يكن الشاعر المؤرق بحب الوطن والناس والأم أول شاعر يستنطق الأشياء والحواس وكل شي..لكنه ربما الشاعر الذي وضع الإصبع على الجرح الذي يتلذ بالملح ..أنه السماوي بأفكاره وهواجسه وأحاسيسه التي ترجمها على دفتر من الطين الحري ,وبجريد النخل العراقي ,وخطها بإحساس مرهف مثقل بهموم الوطن والناس .
ببساطة المفردات وعفويتها ,استطاع السماوي أن يقفز على الذات الإحساس وهو يستنطق ويستجوب الهواجس في دائرة التحقيق السري ,.في زنازين المعتقلات لنعيش معه القصة التي لازالت حبلى بالكثير من المفاجئات التي لم يفصح عنها إلى ألان ..
وما النخلة إلا رمز من رموز قليلة كثيرة في شعر السماوي..فلم يعودنا على مااعتدنا عليه من أن النخلة هي رمز للعطاء والشموخ والكبرياء من هذه المصطلحات التي مللناها لكثرة التكرار ..قد فر بنفسه نحو هذه الأنثى الأم الرمز المقاومة التي توصلنا إلى الرب رابطا إياها بعصافير البيت او البستان ,وهي تمد جذورها الطاهرة إلى رحم قلبه المقدس ,حتى أن ضلوعه قد شيدت من سعفها , فالتردد والتكرار لمفردة النخلة في شعر السماوي لم يكن مصادفة أو إغراقا أو فنا بديعيا بقدر ما يكون رسالة او نبوءة بان النخلة هي الحبل الموصل إلى الرب ...ذكرها بقوله .(عصافير نخلة بيتنا, بنخيلي أعمدة كونكريتيه , نخلة جذرها في قلبي,ضلوعي تساقطت نخلة نخلة ,مثل نخيل بستان واحد,اليوم الذي يحتفل يه نخيلنا ,ولنا من النخل ,ليشع قوس القزح نخلة جنب نخلة ,حتى أخر نخلة في جيكور ,والنخيل حليق الرؤوس ,.نخلة في صحراء ,انا من جريد النخل ) هكذا استحوذ النخل على بستان الشاعر السماوي وهو يصف مرة ويشبه بأخرى ,ويعطف ويستنطق ويكسي ويصوغ ..كان موفقا فيما ذهب دون تكلف او اغرق ,ولذلك استحقت النخلة الرمز الأم العطاء أن تكون في إحدى قصائده مبعوثة الرب ..
ولم تكن النخلة الوحيدة التي وظفها الشاعر السماوي بتوظيف الحاذق المطبوع بل كانت العلاقة والملازمة للنخلة والعصافير في بستان السماوي دور في إضفاء طابع القرية النقي الصادق الذي طالما ألهب وأمطر مشاعر الشاعر الملتهبة والمثقلة بالهموم والحنين إلى حلم تخلى عن رغده قد لا ينفع النوح في رده .
.ولذلك ملازمة العصافير للنخلة كملازمة الشاعر لها أكسبت عينيه اللون الأخضر وهي علاقة أكثر من علاقة غزل أو حب وما يدلل ذلك إن الشاعر في بلاد الغربة والمنفى ,حاول مرارا وتكرارا زرع النخلة في المنفى ( استراليا) وان لم يفلح وبهذا حاول الشاعر أن يستعيد أو يعيش أجواء الطفولة في عرس يتيم حتى قال إن مثلي لا يصلح للفرح كون الحنين إلى الماضي لازال يطارد السماوي في غربته ويلح عليه حتى صار همه الأول والأخير ولذلك كانت علاقته بالنخلة والعصافير على قدسية ربانية ,فنجد تكرار مفردة العصافير في عدة قصائد ومواضع منها(عصافير نخلة بيتنا ,عيون الققراء العصافير ,تخاف على العصا فير ,أمي تحب العصافير ,فللعصافير حصتها ,من عش غزالتي البرية لعصفوري,ولاثمة عصافير في الأفق, وأسراب من عصافير الطفولة ,على عصافير بستاننا .للعصافير التي سقطت في فخاخي ,مصاصي دماء بمناقير عصافير ؟,كونوا كالعصافير ..مني العصفور ومنك العش)فبهذه التشبيهات والاستعارات والإيماءات استطاع السماوي أن يزاوج ويوفق ويبتعد من الوقوع في كماشة التكلف والتصنع والترميز اللا منطقي و,.فكانت النخلة الأم المعطاء الموصلة إلى الرب وكانت العصافير الأهل والجيران والألفة التي طارت منذ أن جف الماء على النخلة وغادرت الحياة ..فصار بقائها مجرد إطلال في ذاكرة الشاعر تترقرق في عينيه كلما بكى وذكره خضار عينيه بخضرة سعفها ..الذي صاغ منه الضلوع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه