الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!

محمد عبعوب

2012 / 12 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


حكى لي صديق تلقى تدريبا أكاديميا في مجال البحرية بإحدى أكاديميات البحرية في دول اوروبا الشرقية أواخر سبعينات القرن الماضي وعمل لفترة كضابط على قطعة بحرية ، حكى أن ربابنة القطع البحرية في محاربتهم للجرذان التي عادة ما تتسلل الى القطع البحرية عند رسوها في الموانيء البحرية وتحدث تلفا في خطوط وتجهيزات القطع وفي تموين طاقمها، يعتمدن على طريقة جهنمية يستخدمون فيها إحدى الجرذان التي يتم اصطيادها في القضاء النهائي على بقية فريق الجرذان بالقطعة!!!!

كيف يتم ذلك؟؟ رديت عليه باستغراب..

أوضح بانهم في البداية يصطادون إحدى الجرذان ويحبسونها في قفص لمدة يوم بدون اكل، ثم يلقون لها بجرذ ميت، تتردد في التهامه في البداية، لكنها أمام قرصة الجوع تقبل عليه وتلتهمه، ويكررون معها نفس التجربة مع تمديد مدة الحرمان من الغذاء لإذكاء نهمها للحم الجرذان ويدفعون لها بجرذ ميت في كل مرة.. وبعد أن يلاحظوا نهمها وإقبالها على أكل بني جلدتها بدون تردد ، يدفعون لها بجرذ حي الى داخل القفص تفترسه بعنف.. وهكذا يتأكدون من أنها ستطارد بقية الفريق الأحياء وتلتهمهم حتى آخر جرذ، فيطلقون سراحها لتقوم بدور تطهير القطعة من كل الجرذان التي قد تختبئ في المناطق الضيقة من القطعة، وفي نهاية المطاف يتربصوا لها عندما تخرج بحثا عن جرذان لا وجود لها فيقتلونها.. وهكذا وبقتل هذا الجرذ الذي درب على قتل بني جلدته والتهامهم يتم تطهير القطعة من كل الجرذان بدون اي تكاليف..

هذه القصة استدعتها ذاكرتي وأنا أراقب وأحاول تحليل دور قطر وبقية مشيخات الزيت في الخليج في إدارة ما يعرف بثورات الربيع العربي، وأتأمل تفاصيلها، بعد انجلاء غبار بعض معاركها.. تصوروا معي كيف يمكن لهذه المشيخات ان تصبح نصيرة للحرية والديمقراطية فيما تمارس هي على شعوبها سياسة إقطاعية بدائية، مستفيدة من ريع الزيت في تغييب وعي هذه الشعوب وتنويمها وتحويلها إلى مجتمعات استهلاكية لاتضيف للحضارة الانسانية بل تدمرها!!

إنني أرى في هذه المشيخات صورة ذلك الجرذ المسكين الذي حجز في قفص وجوع ليلتهم إخوته المفسدين، ولن يختلف مصير هذه المشيخات عن مصير ذلك الجرذ.. فبعد ان تجهز هذه المشيخات بدعمها المالي والسياسي للثائرين على شركائها في صناعة التخلف والفقر والمرض الذي نعانيه، سيجهز عليها قادة هذه الثورات غير المرئيون في الصورة ، فأمراء وملوك وشيوخ الزيت لايقلون فسادا في الارض عن بقية الدكتاتوريات التي أزيلت والتي في طريقها للزوال.. بل إننا يمكننا ان نقول إن بعض الدكتاتوريات العسكرية قد حاولت بناء القوة لكن خطأها أنها لم تبن الانسان بل دمرته، فيما تمارس مشيخات الزيت سياسة تجهيل وتدمير للانسان والاوطان وتهدر فرصة ذهبية لا يمكن أن تتكرر لبناء دولة حقيقية تضيف للانسان في منطقتهم وللانسانية جمعاء دعما حقيقيا بما يدره عليها النفط من أموال طائلة..

لقد عوى ذئب قطر منذرا ببداية نهاية الجرذ الصياد ولم يفهم امير قطر عواءه .. أكاد ارى أمامي الآن مؤشرات تدل على أن نظرية اصطياد الجرذان على الارض العربية في فصلها الأخير، وان الجرذ الصياد ممثلا بشيوخ الزيت، قد حان الوقت للتخلص منه بعد ان يكون قد أجهز على بقية شركائه في إفساد المركبة المبحرة الى شواطئ الليبرالية، حيث ستستنفذ آخر قواها ويتم تحولها بعد ذلك الى مخزن للخردة والمخلفات التي لا نفع منها.. هذا إذا لم يسيطر عليها ربابنة مخلصون ويديرونها بروح وطنية ويرسون بها على شواطئ الأمان والحرية والديمقراطية الحقيقية التي يتطلع لها ركاب هذه المركبة من الشعوب العربية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن