الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساحة المصرية أسيرة الغموض!!

كاظم الحناوي

2012 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الساحة المصرية أسيرة الغموض!!


لم يكن للاسلام من قاعدة سوى الايمان، لكن اسلام الجاهلية الحديثة اظهر أن هناك حركات تستغل الاسلام مادام يؤمن لها القدر الاكبر مما لا يؤمنه الكفر.
يتلبس هؤلاء اشكالا شتى، لكن الشكل الديني او النسق الديني المرتبط بعقيدة الانسان هو المؤثر الاقوى حين تعلو الاصوات في عزف سيمفونية الحاجات، وأخطر ما في ذلك حين يتلبس وجه الدين ويقوم بانزال احكامه وينسبها الى الله.
كانت التجربة الافغانية صفحة مريرة في تاريخ هذه البؤر التي وضعت على عاتقها تطبيق لاسلامها الخاص،لا اسلام محمد (ص)،وحين تقوضت اركان هذه الامارة الطالبانية التي كان من اولى مميزاتها الانغلاق على كل ماهو حديث ولايمت بصلة الى تاريخ السلف الصالح شكلا ومضمونا.
باتت الشعارات وأسماء المنظمات التي يدلون بعناوينها مثار للاشمئزاز ودافع على رفض المسلمين الاصلاء لها . فهي شعارات تسيء للدين الحنيف وتشوه دعوته الإنسانية . فالإسلام دين الرحمة والالفة والتواضع والتسامح والاخوّة بينما من يغرر بالبسطاء من الناس بعيدون كل البعد عن الإسلام .
رغم كل ما تشهده الساحة المصرية من تناقضات وانعدام للامن والاستقرار في بعض مناطق البلاد مع ما يشوب العملية السياسية من تعقيدات وتجاذبات تبدو أسيرة الغموض في بعض جوانبها الا أنه ليس من الانصاف ان ننكر على الوضع العام في وصفه ومنذ سقوط الدكتاتور حتى الان .لأن عجلة الحياة وديمومتها في دوران وان كان يبدو ثقيلاً أو بطيئاً، الا انه لم يتوقف وثمة أكثر من دلالة على ان الحياة عادت تدب في عروق الاغلب من المفاصل المصرية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بل وفي جميع المجالات الاخرى سواء ما يتعلق منها في اعادة بناء المؤسسات او تفعيل الانشطة المجتمعية والشبابية والرسمية.
ان المتتبع الراصد لمستوى التحسن الحاصل في اعادة اعمار البنية التحتية في مصر يدرك دون جهد أو عناء ان ذلك التحسن كان سيغدو اسرع وأفضل بدون ما يواجهه من اعمال الهدم والتخريب المتعمد المتمثلة بوقف عجلة الانتاج وما يقوم به البعض من عرقلة التقدم وايقاف عجلة النمو والتطور بدءاً من استهدافهم الحلقات الرئيسة والملحّة في مجال الطاقة كانابيب الغاز ومروراً باستهداف مؤسسات الدولة المصرية والعقول والرموز الوطنية والعلمية وانتهاء ببث الرعب والدمار وسفك دماء الابرياء من أبناء الشعب المصري وبالقدر الذي نجد فيه انفسنا ملزمين بالاعتراف لما كان لهذه الاعمال من اثر سلبي واضح على مجمل عجلة التقدم والبناء في مصر فاننا وبالوقت نفسه لا نجانب الحقيقة ان حلمنا في رد الفعل الايجابي المباشر لعموم ابناء الشعب واستمرار الهمة وتزايدها في الاصرار على اعادة بناء البنية التحتية وتحسنها. إن أيام هذه الحركات باتت معدودة وانكشف أولئك الذين يحرضون على العنف ويقدّمون المال والمعنويات ويجندون الفضائيات المغرضة لخدمتهم وسيُجر أولئك القتلة إلى أقفاص العدالة وسيبقى المصري منتصباً شامخاً بينما يؤولون هم ومحرضيهم إلى مزبلة التاريخ ولن يذكرهم التاريخ إلاّ بنكران الإعمال وسوء الفعال . وسيبقى المواطن المصري متشبثاً بموقفه الوطني الأصيل مرفوع الرأس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال