الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور «تيك أواى»

رفعت السعيد

2012 / 12 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


فى الزمن الأمريكى البغيض اخترعت عبارة «تيك أواى»، وهى تعنى اختطاف ساندويتش ليس مهماً أن يكون جيداً، فلا مجال لتذوقه إنما المهم أن تختطفه بسرعة. وحتى هذا المثال لا يصلح لوصف ما كان يوم الخميس المشهود الذى تجمع فيه الاخوان والسلفيون ليجهضوا الدستور، وليس ليصدروه.

أمر مخجل أن تجلس أمام التليفزيون لتجد رئيس الجلسة الذى حاول عبثاً أن يستظرف ففشل، لكنه نجح بامتياز فى الدخول إلى موسوعة «جينيس»، فما من بلد فى العالم أهله عقلاء أو غير عقلاء يمكنهم مجرد تصور أن يتم التصويت على دستورهم فى يوم واحد. ثم أشهروا قراراً غير عاقل.. ليس مسموحاً بالحديث وإنما فقط أوافق أو لا أوافق. والحجة الساذجة أن الأعضاء ناقشوا ثم أرسلت المواد إلى لجنة الصياغة.

وصاغت اللجنة وخلاص. فماذا لو أتى خطأ فى الصياغة أو جاءت وبها خلل أو خبل ؟ لا إجابة. وكلما فتح أحد فمه شخط أحد قادة الإخوان «قلنا مفيش كلام» تصويت بس. فإذا اعترض أحدهم على الصياغة شخط رئيس الجلسة شاهراً سيفه قائلاً «رئيس مجمع اللغة العربية عضو فى لجنة الصياغة». وكأن الصياغة هى فقط التزام برفع الفاعل ونصب المفعول به. بينما النصب الحقيقى أن تتجاهل أن تركيبة الصياغة قد تكون مختلفة أو مخالفة للفهم العام المتفق عليه، أو ملغومة بكلمة ماكرة تفسد المعنى كله.

المهم أن الأمر كله جرى تحت وطأة التعجل. فلماذا؟ هم كانوا يخشون من حكم المحكمة الدستورية يوم 2 ديسمبر. ولهذا يجب «سلق» الدستور وبسرعة.. المهم هو تحدى الحقيقة ومحو سلطة المحكمة الدستورية فى مراجعة كيفية تشكيل اللجنة ومدى مخالفتها للقانون. وبهذا جلس د. مرسى مطمئناً فى حواره التليفزيونى والذى جاء- وليس ذلك مصادفة- والدستور فى مرحلة التشطيب وقال: بنعمل دستور وهو على وشك الإنجاز،

ناسياً أنه منح اللجنة مدة شهرين إضافيين ولم تعتد بهما، وليس المهم أن يكون الدستور ممثلا لكل المصريين. وانسحاب الليبراليين ودعاة الدولة المدنية وأيضاً انسحاب الكنائس المصرية جميعاً لا يهم لا مرسى ولا لجنته وهكذا فإن الخطة أن تصدر «إعلاناً دستورياً» يشل يد القضاء عن تصحيح عوار تشكيل لجنة الدستور غير الشرعية، لتمرر لك دستوراً قد يليق بك وبجماعتك، لكنه ومهما فعلت ورتبت ودبرت سيبقى دستوراً غير شرعى لأنه غير مصرى، أى غير ممثل لكل المصريين، ويبقى أن أحفظ لصاحب عنوان المقال حقه فى الأداء العلنى فصاحبه دبلوماسى لدولة غربية كبرى.. فزع من أكبر عملية استغفال للرأى العام، وقال إذا كانوا بهذه السذاجة فهل يضاعفون خطأهم بإذاعة الجلسة فى التليفزيون لتأتى وكأنها مسرحية كوميدية سخيفة.

ولا يبقى إلا أن أصرخ بعبارة لعباس العقاد كان يكررها كلما سمع قولاً شديد السخافة، وهى «أضحكتنى يا فتى»

يا أيها المصريون كرروها معاً لعلهم يخجلون.

لقد أضحكونا ولكنه ضحك كالبكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ