الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوق التنكجبة السياسي

حميد غني جعفر

2012 / 12 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يزدهر سوق التنكجية السياسي هذه الأيام بفتح الكثير من الدكاكين الجديدة المزركشة بأحلى الديكورات الأنيقة التي تبهر الناظرين ، كما أبهرت الدكاكين التي سبقتها الكثير من الناس وبعثت الآمال في نفوسهم على أنها سوف تنهي كل معاناتهم المرّة في ظل طغيان البعث ونظامه الديكتاتوري الشمولي وسوف يوفر لهم أصحاب تلك الدكاكين بما طرحوا من شعارات جذابة وبألوان زاهية تجتذب الألباب ، ما كانوا يصبون إليه من أمن وسلام وعيش كريم ... لكن السنوات العشر التي مرّت أثبتت لهؤلاء البؤساء الجياع أنهم قد تظللوا بما عرض من بضائع في تلك الدكاكين المزركشة الأنيقة ، فهي مهلهلة وننحرك وراءها رؤوس كبيرة ومتفننة بكل الألاعيب الخبيثة من السرقة والاختلاس والتزوير إلى النصب والاحتيال والكذب ... حتى بات واضحا لكل الشعب والرأي العام الفشل الذر يع لكل أصحاب هذه الدكاكين وكذب وزيف كل ادعاءاتهم وبعيدون كل البعد حتى عن ما يتشدقون به ، وليس فقط بعيدون عن مصالح الشعب والوطن .
واليوم تظهر وجوه و دكاكين جديدة أخرى وسوف تزداد أكثر فأكثر مع اقتراب موعد الانتخابات فهي فرصة ذهبية ثمينة للإثراء والاغتناء – بكل الطرق المحرمة شرعا وأخلاقا لزيادة أرصدتهم واستثمارها في الخارج ، وانتفاخ كروشهم ويكونوا تجار عقار ومقاولين كبار ، على حساب جوع الشعب وبؤسه وسرقة أمواله وامتصاص دمه ،ولقد وجد هؤلاء أصحاب الدكاكين – من القدامى والجدد – من الطفيليين و الفاشلين وجدوا في السياسة التجارة الرابحة ... تلك هي ديمقراطية أمريكا والمتحالفون معها ، وبهذه الديمقراطية المسخ صرع العراق ، بل وذبح العراق لتكشر كل هذه الذئاب أنيابها لتنهش جسد العراق الأبي وشعبه البائس المضام والمغلوب على أمره ، ففي هذه الأيام تتحرك الكثير من الرؤوس الكبيرة من أقطاب – النظام السابق – من قادة عسكريين وضباط كبار من الأمن والمخابرات الصدامية الذين كانوا من أعمدة النظام السابق ، يتحركون بصفة شيوخ عشائر لتشكيل كتل جديدة تحت شتى المسميات وهي في واقع الحال ليست بجديدة فهي انقسامات وقعت داخل الكتل الكبير – الحاكمة – بفعل الصراعات على المغانم والمناصب وتحديدا من داخل – القائمة العراقية بالذات – سماسرة ومرابون طفيليون ، وجوه ورؤوس كبيرة تبعث الرعب بمن يراها – بعثيون كبار وإرهابيون وعنصريون حاقدون ، كما روى لي صديق كان مدعوا لحفل افتتاح أحد تلك الدكاكين – العفنة – الذي أصابه الرعب وهو يرى تلك الوجوه المترفة والعيون الزرق المشرئبة على الحاضرين تتفحص الوجوه وهم يرتدون – العباءة والعقال – وسيمائهم في وجوههم وتتضح من الأحاديث بين مجاميع منهم – هنا وهناك – فهي تتمحور عن العشائرية والطائفية لا غيرها وبأحاديث مضى عليها – قرن من الزمن – ويتفاضل كل منهم بعشيرته عن الآخر بالموقف من القضية الفلانية أو الحدث الفلاني قبل خمسين سنة خلت ... حتى كانت الخاتمة بالرحمة إلى نوري السعيد على أنه الحاكم العادل ، وبالطعن بالزعيم الشهيد قاسم لأنه استولى على أراضيهم ... وكان اثنين أو ثلاثة من هؤلاء جالسين بمفردهم فسأل أحدهم الآخر – هل عندك عرف في مفوضية الانتخابات – فأجابه الآخر نعم عندي بنت هناك وفي شعبة العد والفرز ... فأجابه الأول منتشيا – إيه جيد هو هذا المطلوب ... هذا ما جرى في افتتاح أحد تلك الدكاكين المشبوهة ، ودكان آخر تتصدره شخصية بعثية معروفة تعتاش إلى اليوم على ما سرقه صدام وعائلته و – عدي وقصي – من أموال الشعب العراقي المسكين .
هذه نماذج من دكاكين سوق التنكجية السياسي نسوقها إلى العراقيين ... ليفيقوا من سباتهم لأن
الماء يمشي جواهم – كما يقال – وهم غافلين ، وما هو آت من الأيام قد يكون أدهى وأمر مما هم فيه اليوم ... إذا ما ظلوا في سباتهم غارقين ... فالله لا يغير قوم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم ، ومن العار أن تقودكم مثل هذه العقليات المتخلفة الحاقدة ، فلا تتركوا الفرصة سانحة لهؤلاء السماسرة والمرابين ، وخذوا العبرة والدرس من ثورة الإمام الحسين – ع – التي تعيشوا وتحيوا ذاكراها العاطرة هذه الأيام ولتكن حافزا ملهما لكل الوطنيين الشرفاء الذين تعز عليهم قضية وطنهم وشعبهم من أجل الحرية والعدالة والإصلاح ، وها هو أيضا شقيقكم الشعب المصري أمامكم ... خذوا منه العبرة والدرس ، خصوصا و أن الانتخابات قادمة وعليكم مراجعة أنفسكم واتخاذ الموقف السليم في اختياركم لممثليكم بوعي وقناعة وإرادة وتذكروا الحكمة في هذا المثل القائل – حاكم كافر – خير من مسلم جائر – فلقد جربتم هؤلاء على مدى عشر سنوات – بكل تلا وينهم – وها هي الفضائح المخزية تتوالى وتعيشونها بشكل يومي ، وليس من بصيص أمل في كل هؤلاء – مجتمعين – فالشمس كما يقال – طلعت على الحرامية – من رأس السلطة حتى أخمص قدميها ، والمطلوب هو وحدة إرادتكم وموقفكم وبيدكم القرار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!