الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدستور المصري ما بين الخيار المر والطريق الثالث

أحمد الخيّال

2012 / 12 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ايام قليلة ويتم استفتاء الشعب المصري على دستور لم يشارك في كتابة مواده او يختر لجنته التأسيسية والتي تم اختزالها في تيار واحد وهو الإسلام السياسي الذي يمثله على سدة الحكم جماعة الأخوان المسلمين.
الغام كثيرة تهدد بانفجار المشهد في الحياة السياسية المصرية في اية لحظة لم يكن اولها الدفع بدستور معيب لا يغيب عنه التوافق المجتمعي بل وايضا عن طريق اعلان سمى بالدستوري يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات شبه الهية تحصن قراراته السابقة واللاحقة ضد القضاء وهو ما ينزع عن نفس القرار الشرعية ويخل بابسط حقوق الانسان القانونية والاجتماعية.
ربما يكون الرئيس محمد مرسي قد اعتلى سدة الحكم بمصر عن طريق الانتخاب المتعدد الحر لأول مرة في تاريخ مصر ولكن بالتأكيد فقد ساعد بصورة اساسية في حدوث هذا ذلك الخيار البائس الذي فرض وقتها على المصريين بالاختيار ما بين السيء والأسوأ اي ما بين جماعة دينية غير ديمقراطية وبين ممثل للنظام السابق.
هذا الخيار المر هو نفسه ما تحاول الجماعة الآن حصر إرادة المصريين به عن طريق التخيير ما بين دستور غير توافقي معيب يشوب مواده الكثير من العوار السياسي والقانوني والاجتماعي وما بين استمرار إعلان متسلط ينزع عن المصريين حقوقهم وعن الدولة سلطاتها وعن القضاء استقلاله.
سيناريوهات صانع القرار المحتملة –ويبقى دوما هذا ذلك الحدث المفاجيء الذي يراوغ الخيال- ان يتم التصعيد من جانب القوى الثورية نحو عدم اقامة الاستفتاء وهو ما قد يرافقه صدام مجتمعي داخلي يمنح مبررا لتمديد عمر الاعلان الدستوري او ان يتم الاستفتاء ويتم الاحتكام لنتيجة الصناديق او بمعنى ادق للقدرة على الحشد والتلاعب بعقول البسطاء والمغيبين عن طريق التأثير بخطاب ديني منحاز ومضلل يدفع بالنتيجة الى الموافقة الشعبية على اقرار الدستور.
هذا التصور يعبر اضافة الى الرغبة المكشوفة في الهيمنة والاستئثار بالسلطة والاستهانة باهداف الثورة التي سالت من اجلها دماء المصريين عن فقر شديد في الخيال وعدم استيعاب لدروس الماضي القريب فمعركة الدستور تتعدى اعادة انتاج الهوية وفرض الأيدولوجيات الى شكل الحياة وطبيعة ممارسة المصريين لها وهذا ما لن تستطيع اية قوة تسلطية ان تدفع بالاجبار على تغييره ،هي معركة وصراع لن يحسمها الغاز او الخرطوش او ترسانة قوانين القمع بل فقط من ستحسمها هي الإرادة وابدا لم يخبرنا التاريخ ان الشعوب يمكن ان تموت.
لا للإعلان اللادستوري ويسقط الاستفتاء المزمع على دستور غير توافقي ..المجد للطريق الثالث ..المجد للثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا


.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.




.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع