الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنعمل من أجل المصالحة الأخرى

كريم كطافة

2005 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سوف لا أتحدث عن تلك المصالحة التي يلوح بها أغلب السياسيين العراقيين اليوم، المصالحة التي أرادتها وتريدها الأنظمة العربية من الأردن وأنت نازل، لأنها غدت لازمة ممجوجة، على الأخص والجميع يتهربون من تحديد الطرف الآخر، هل هو تلك الجماعات التي تناسلت من رحم البعث، على شكل هيئة لعلماء المسلمين وجماعات جهاد لواطي أخرى..؟ لا تسمع سوى حفيف غراب يحوم فوق رؤوس الجميع إذ تصل معه إلى هذا الموطأ، لأن روائح العفن قد زكمت الأنوف، لا بل هي طيرت الكثير من الأنوف.
كذلك لا أتحدث عن هؤلاء (الهيئة وتفرعاتها الجهادية) لغرض فضحهم، وهل هم تركوا لي أو لغيري شيئاً، وهم يفضحون أنفسهم بأنفسهم، بل أفضل ما فيهم أنهم لم يعودوا يخجلون من شيء.. يمارسون جرائمهم ولواطهم السياسي بشفافية عالية يحسدهم عليها أرقى حزب شفاف.. حتى هدفهم البعيد المضمر بات شفافاً مرئياً، إذ أقصى ما يسعون إليه هو إجبار المحتل الأمريكي على تحالف من نوع ما معهم، هدفه تفريغ العراق من العراقيين.. خصوصاً وقد أثبتوا قدرة مذهلة على وسائل الإبادة الجماعية غير المكلفة تقنياً ولا مادياً.. يكفي بهيمة عربي متأسلم بالجهاد اللواطي (وزرائبهم ملأى بهؤلاء) سواء كان أردنياً فلسطينياً سورياً سودانياً من كل تلاوين هذه الأمة العجيبة من المحيط إلى الخليج، يكفي لهذا البهيمة مبلغ لا يتعدى المائة دولار لعائلته من بعده ليقوم بالمهمة. وبحساب بسيط؛ إذا كان كل بهيمة يقتل في المعدل مئة عراقي، على مدى بضعة سنين، سيكون البلد جاهزاً ومهيئاً للتحرير والتوطين ليس فقط التوطين الفلسطيني معضلة إسرائيل الكبرى، بل توطين كل أجناس الأرض، أي بلد لديه فائض بشري ليرسله إلى العراق. المصالحة مع هؤلاء جريمة يحث عليها الكثيرون من السياسيين منهم بوعي ومنهم بغير وعي. سوف لا أتحدث عن هذا الشذوذ.
بل سأتحدث عن نوع آخر من المصالحة، مصالحة عراقية عراقية.. بها سنقطع دابر هذا الحلم اللواطي المتأسلم بتفريغ العراق من شعبه. سأتحدث عن تلك المصالحة التاريخية الحاصلة الآن في الواقع اليومي.. المصالحة بين الشرطي والمواطن.. الشرطي الحامل شعلة حياته وحياة الناس على راحتيه وهو يجول في دروب وكواليس وأوكار الإرهاب المبثوثة في كل زاوية من زوايا البلد.. الشرطي الذي يرى إلى زملائه يتساقطون يومياً أمام عينيه برصاص الغدر الإرهابي لكنه لا يزداد إلى حماساً واندفاعاً لتأدية مهمته.. الشرطي الذي فدى بجسده الطاهر أجساد المواطنين في ذلك اليوم المشهود يوم عرس الانتخابات.. الشرطي الذي يخرج من بيته ويودع عائلته في كل يوم لأنه غير متيقن من عودته إليهم.. الشرطي الساعي إلى حماية بلده ومواطني بلده.. هذا النوع من الشرطي هو نوع جديد.. نوع لا ينتمي إلى أرث وتاريخ هذه المنطقة الملوثة بفايروس الاستبداد والجهاد.. نوع جميل ونبيل قادم إلينا من المستقبل.. نوع لا يخيف الأطفال ولا الضعفاء المغلوبين على أمرهم.. نوع مجرد وجوده في الشارع وفي الحي السكني يعد بشارة خير ولمحة اطمئنان.. نوع سيزهو به الابن والبنت وهم يرددون بفخر ما بعده فخر: أن أبي شرطي.. وستقول الأم عن أبنها بقوة وثقة الصوت: أبني شرطي.. وستتباهى الخطيبة أمام صويحباتها بخطيبها الشرطي.. الشرطي الذي سيكون خصماً لدوداً للص والمجرم وتاجر المخدرات.. الشرطي الذي ستغدو في قادم الأيام ثقافته القانونية إضافة إلى قدراته الجسدية هي معبره إلى وظيفته.. لنتصالح يا سادتي مع هذا الشرطي.. لندعم هذا الشرطي.. وأفضل دعم يقدمه السياسي الذي انتخبناه بدمنا لشرطي العراق اليوم، هي تنظيف الوزارة والمؤسسة التي ينتمي إليها من كل فايروسات الإرهاب اللواطي بشقيها البعثي والمتأسلم.. لندعه يؤدي مهمته ويحمينا وظهره محمي.. لننظف مراكز عمله من الخناجر المسمومة المتربصة بغفلته.. ألا تسألوا أنفسكم؛ لماذا تجدونهم يفاوضون ويستعدون للتنازل عن الكثير مما يعتقدونه حقهم التاريخي، لكنهم لا يتنازلون عن مطالبتهم بوزارة الداخلية..!!؟ ألا يعني هذا شيئاً لكم يا سياسي العراق المنتخبين.. ألا يعني أنهم يريدون العودة..؟
إذا كان إلى الآن هناك من يناضل ويجاهد ألا يكون هذا الخيار مطروحاً.. لكن من يدري وأقبح ما في السياسة هالة المنصب التي أغرت وتغري مناضلين عتاة.. من يدري ربما يرضخ البعض.. حين يعرض عليك اللص والقاتل إمكانية أن يقضي على اللصوص والقتلة، فأن أول ما يتبادر إلى ذهنك صدقية ما يقوله، هو منهم وفيهم وعليم بدروبهم.. لِمَ لا.. لكن ماذا بعد ذلك..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة والاحتلال وسط قطاع غ


.. الداعية الأزهري رمضان عبد المعز: ابن تيمية جاء في ظروف قاسية




.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي