الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير ... يؤخذ غلابا

علي عرمش شوكت

2012 / 12 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



مفارقة مدهشة..اذا اما اردنا ان نوصف الوضع السياسي العراقي على رواق كما يقال.وخلصنا بانه يعيش في ازمة، فأن هذا الاعتبار قد امسى ليس مناسباً، لكون السقف الافتراضي لمثل هذه الحالة قد مضى بعد ان تجاوز الخطوط الحرجة، واستمر تناسل الازمات وانتشارها في كافة مناحي الحياة، وما يدهش اكثر. هو لم يلمس ما يلوح في الافق حتى شم رائحة دخان ينبئ بأنفجار تغيير مفترض، كنتيجة حتمية لتراكمات مفاعيل ما سميت بالازمة، ولا حتى غبار الخلافات المثارة يدفع بتأثيره نحو التغيير، اذ انه سرعان ما ينقشع عندما تتوافق مصالح الكتل المتصارعة، ويتم التغاضي عن دلائل الفساد وعن قرائن وملموسيات الفشل، التي سبق وان لوح بها كمبرزات جرمية تُعضد اي قرار حكم اوعقوبة قانونية.
ان الباحثين عن التغيير في الوضع السياسي العراقي يصدّعون رؤس المواطنين بسيل كلامي، وطروحات مكررة، وادعاءات غير متلائمة مع استحقاقات التغيير،علماً انهم في هذه الايام اكثر من ذي قبل قادرون على الاغتراف من مختلف الجوانب بالامثلة وبالمعطيات الملموسة لحراك التغيير الجاري في جوارنا الاقليمي، و بالقرب من مضاجع سياسينا، الذين يأتي بالنسق الاول منهم اؤلئك الساعون الى التغيير، الذي لابد من ان " يؤخذ غلابا "، كما حصل فيما يسمى بـ " الربيع العربي " ومن نافلة القول في هذا الحين وليس في غيره، ان ما يملأ قلوبنا سروراً، هو نزول الجماهير المصرية والتونسية المناضلة سلمياً الى ميادين الصراع مدافعة عن الحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية، التي تعرضت الى عملية قرصنة من قبل القوى الظلامية الملثمة بالدين.
وبودنا القول: من السهولة بمكان تدفق سيولاً بشرية جارفة الى الشوارع،اذا ما احسن اختيار الهدف والوسيلة النضالية الشجاعة. بمعنى من المعاني التلامس مع هموم الناس المهضومة، وبخاصة الشباب المتطلع الى الحياة المدنية الديمقراطية العصرية. وبالمناسبة كان في عراقنا اليوم قد بادرت قوى التيار الديمقراطية، وقوى وطنية اخرى بالتظاهر في ساحة التحرير في بغداد، وكان نبراس ذلك التظاهر " شباب 25 شباط ". وعندما قًمع وتجلى ذلك باعتقال اربعة من شباب قيادته من قبل السلطات الحكومية، بل و اغتيل واحد من ابرز قادته الصحافي " هادي المهدي " توارت للاسف الشديد الحركة المنادية بالتغيير عن مكانها المناسب، اي الشارع والعمل الميداني، وغدت تلوّح عن بُعد من خلال التصريحات والبيانات التي تعتبرها القوى الحاكمة المهيمنة عبارة عن عملة مضروبة غير قابلة للتصريف وغير عابئة بها.
وللاهمية هنا الاشارة ان لا يقتصر سبب تراجع حركة التظاهرات الميدانية على قمع السلطات، انما على انكماش ثورية قيادات القوى السياسية المناضلة، التي غدت هي الاخرى لا تجد لها مكاناً مناسباً سوى في مكاتبها الخاصة، او في احسن الاحوال على صفحات جرائد شح قراؤها، وكانت بذلك قد ارتكبت خطيئة سياسية جارحة لتأريخها الناصع،وذلك بمغادرة ميدانها الحقيقي المتمثل بساحات النضال التي طالما سجلت عليها صفحات المعارك الوطنية المشهودة، ابتداءً من اضرابات عمال موانئ البصرة في اواخر العشرينيات من القرن العشرين، التي قادها اعضاء الحلقات الماركسية الاولى امثال سلمان يوسف سلمان " فهد "، وحسن عياش، ومهدي زوين، وغيرهم، ومروراً، بوثبة كانون 1948، وانتفاضة تشرين 1952 ، ومظاهرات 1956 ضد العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر، وتتويجاً بالمظاهرات المؤيدة لثورة 14 تموز 1958 التي اجهضت التدخل الخارجي ضدها. ولا ننسى انتفاضة اذار1991
ومن الواجب الوطني ان نتساءل. اين تلك القيادات الميدانية الباسلة، الم تخلف ابناءً ميامين لها، او في قل تقدير احفاداً مازالوا يغذون السير في ركاب تحت رايات احزابها الوطنية المجيدة، التي لم ولن تكل عن الكفاح الوطني في سبيل حرية الوطن وسعادة ابنائه، سيما وانه يتعرض اليوم لابشع صورالتدمير والنهب المنظم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القلق والترقب يهيمنان على الفرنسيين خشية وصول اليمين المتطرف


.. الأحزاب اليسارية في فرنسا تتوحد لمواجهة صعود اليمين المتطرف




.. فرنسا...اليمين المتطرف في الصدارة | #غرفة_الأخبار


.. الشرطة الإسرائيلية تصد متظاهرين يطالبون الحكومة بعودة المحتج




.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ