الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستاتيكو لغوي

سامي العباس

2005 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


السجالات الدائرة في لبنان بين المعارضة "التي تجمعت في البر يستول" والسلطة الممثلة الآن بوزارة كرامي والمتعاطفين معها من خارجها,تستحق عناء التقليب في ملفات الفر قاء جميعا اللذين اصطفوا في خندقين مواجهين "رغم التاريخ المشترك:الايديولوجي والسياسي والاجتماعي" لكثير ممن توزعوا على الخندقين ..ولعل اختلاط الالوان داخل الخندق الواحد يشير في جملة مايشير اليه الى كم المياه التي مرت تحت القنطره بعيد سقوط الاتحاد السوفييتي ,والتبدل العميق اللذي طرأ على آليات اشتغال العوامل الخارجيه,داخل الجدليات المحليه في"المسرح السوري-اللبناني والمسارح العربية والاقليمية المجاوره" ...
تذ كرنا تهم العماله التي يتبادلها الطرفان بشهيه مفتوحه, بالمناخ اللذي ساد في حقبة النهوض الوطني" خمسينات القرن الماضي" ..كان مفهوم العماله للخارج قد لبس بالتدريج كل علاقه ايجابيه بالغرب الراسمالي عموما وبالولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص ..وكان لصورة اسرائيل "كمسمار غربي" غرس في المنطقه دورا كبيرا في تحضير المخيال الجمعي لكي يتربع فيه على نحو مريح هذا الشكل القاطع لمفهوم الخيانه..
اما الايديولوجيه القوميه -الاشتراكيه" وضّرتها"آنذاك الايديولوجيه الاسلاميه فقد استخدمتا هذا المفهوم "بأريحيه مطلقه" وإلا مامعنى ان تحشر فيه بيسر طبقات "البرجوازيه الكولونياليه" بتعبير مهدي عامل ,و.. طوائف دينيه وأقليات مذهبيه دون ان يفيق العقل النقدي من غفوته رغم كل ما أثارته من ردود افغال ..
اذا قلّبنا في دفاتر تلك المرحله سنجد ان الفرقاء جميعا قد استهلكتهم تحالفاتهم الخارجيه..وان الذرائع التي يستند اليها في نسجه لتحالفاته هذا الطرف او ذاك لاتستوفي أغراضها الخطوط الاستراتيجيه المتصله بالاهداف الكبرى "الحداثه العقليه..التنميه..عدالة التوزيع"..لقد ضاعت في معمعة التنابذ بالخيانه,الملفات الداخليه ..أو تم التعميه عليها او تأجيلها..واصطف فرقاء الصراع المحليون وراء هذه الاصبع الخارجيه او تلك,رافضين او عاجزين عن رؤية بعضهم البعض من ورائها..أصبحت المصالح المشتركه ,أو فرصة تفهم حاجات الفريق المنافس وأخذها بالاعتبار ,او ادارة حوار سياسي حولها في خبر كان ..حتى الحالات النادرة للخروج من صرامة هذا الاصطفاف المحلي -الدولي(الامريكي-السوفييتي) كان اشبه بخروج خاطف لقضم قبضه من العشب,تعقبه هروله للالتحاق بالقطيع...
كان الفريق الذ ي وجد بالسوفييت سنده الخارجي اكثر قدرة "آنذاك" على الامساك بالرأي العام ,لباقه من الاسباب : -منها السسيولوجي, ((كسر التراتبيه الاجتماعية -الدينيه الموروثه من العهد العثماني ,بفتحه الابواب بين الطبقات, وأيضافيما بين الغيتوهات الدينيه,والطائفيه..))- ومنها الثقافي (( الاوهام الكبيرة التي غرقت وأغرقت بها الانتلجنسيا اليساريه المجتمع بإمكانية القضاء على التخلف الاقتصادي والثقافي وتحقيق العدالة والتنمية والوحدة وكنس الامبريالية بضربة سيف واحدة ))..
من كان يستطيع في تلك المرحلة أن يرفع إصبعا للسؤال,دون ان تخيم فوقه تهمة العماله؟..
إن من يتفحص ا د بيات تلك المرحله سيجد قطعا جذورالاستعصاآت"الفكريه - النفسيه" التي تأخذ بتلابيب "العقل الجمعي" للانتلجنسيا العربيه وتمنعه من الاقلاع نحو الآفاق المفتوحه للمعرفه التي حجبتها الايديولوجيه النضاليه طيلة الخمسين سنة الماضيه ..
لايمكن للعمالة - كحكم قيمه - ان تستعمل إلا من قبل الجماعه ضد أحد أفراد ها, وفي شروط استثنائيه,وإلا إذا تعدت ذلك فستصبح مجرد تهمه تتقاذفها الجماعات التي لاتستطيع ادارة تناقضات المصالح فيما بينها كمقدمه لحلها..وهنا - اقصد المجتمعا ت المحليه - فإن مفهوم الاكثرية والاقلية لايصلح كغطاء لالصاق تهمة العمالة بالاقلية ..ففي فسيفساء الاديان والمذاهب والاثنيات التي تتميز بها الكيانات السياسية القائمة,تصبح تهم العمالة المتبادلة التمهيد المد فعي لبدء الحرب..الحرب الاهلية التي ستعصف بكيانات سياسية هي في اسوء التقييمات التجارب الاولى لبناء الدوله في المنطقة ..

سامي العباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو