الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرآة العربية ومتلازمة الحقوق والواجبات

محمود الزعبي

2012 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اعتُبرت المرأة قاعدة السكون، عبر الإستقرار النفسي والإجتماعي للرّجل والحياة الإجتماعية بأسرها، ذلك لانّ الإشباع النفسي من حب الجنس الأخر والغريزي الجسدي منه ينتج عنه إفراغ حالة التوتّر النفسي والعصبي وملء الفراغ النفسي وتصريف الطاقة الغريزية والنفسية لتحقيق مبدأ الإتزان لدى الجنسين , وهو المبدأ
القائم على أساس التكامل من خلال قانون الزوجيّة الكوني العام .
من هنا تتحدَّد مسؤوليَّتها الكبرى في بناء المجتمع السوي السليم نفسيّاً وإجتماعيّاً ووظيفيّاً ; لأنّها مصدر السكون والودّ والحنان والرحمة في الحياة الإجتماعية
كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن حقوق المرأة ودورها في مستقبل الربيع العربي
ومن أجل تحقيق نتائج مرجوة من هذه الثورات، ألا وهي مجتمعات مرفهة وأكثر علما وثقافة وبالتالي أكثر حضارة , يجب أن تعطى الفرصة كي يكون حال المرأة أفضل، ولكن إن إنحرفت عن مسارها وبقيت ضمن الإطار المتعارف عليه من تناحر على المكاسب واصطياد الفرص إلى إستمرار حلقة الإنتقام والتنكيل فإن هذه الثورات سوف تستمر بالدوران في حلقة مفرغة غير مجدية، فإعطاء الحقوق لأي فرد وليس للمرأة وحدها لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يجب أن يتحقق الوعي الكامل لنيل هذه الحقوق، ويجب أن تكون ممارسة الشعوب للحرية صحيحة، فهل ستحقق شعوب الربيع العربي ثورة في تفكيرها الإجتماعي ليمحو رواسب عقود كثيرة من التأخر أم أن الثورة بداعي الإصلاح ستأخذ مساراً آخر؟.
ومع إفراز هذه الثورات إتجاهاً راديكالياً فكرياً ملحوظاً في هذه الدول لإيجاد حلول جذرية شافية لمعاناة شعوبها فإن هذا لا يجعل من هذه الثورات مختلفة عن سابقاتها ,إذ أن التيارات المختلفة دائمة الظهور في أي ثورة في مختلف مراحلها متخذة أشكالاً عدة لتطرح أراء وحلول متنوعة لإيجاد التغيير المطلوب لأي شعب،
ولكن بعد الإطلاع على القرون التي تلت نشر الدعوة الإسلامية وبعد مرور الزمن وقيام دول وسقوط أخرى وعلى الرغم من تعاقب الدول في الشرق إلا إن التحريف بدأ يأخذ منحاه تحت مسميات عديدة لتصاغ المبادئ الدينية الإسلامية مع ما يتلاءم والصورة المطلوبة لدوام مصالح أُتفق عليها بين من أمسكوا بزمام الأمور لهذه الدول مما أرجع المرأة إلى عصر الجاهلية من جديد فسُلبت حقوقها التي أعطيت لها من قبل الإسلام ونسخت الحقوق إلى قوانين جديدة عشنا نتائجها حتى الآن .
وفي الحقيقة ونحن نذكر الإسلام وما أعطاه إلى المرأة يجب أن لا نغفل الذكر بأن ما من دين سماوي أو قانون دنيوي مستند على الفكر والمنطق منذ أيام الحضارات الأولى في العالم إلا وكان من قمة أهدافه إعطاء الحقوق الكاملة لأي فرد من أفراد المجتمع وبما أن المرأة تشكل الجزء الحيوي منه لما يقع على عاتقها من مسؤولية إعداد أجياله المتعاقبة فإن القوانين المعطاة لها كثيرة والذين ينادون بها أكثر , ولكن المعضلة تقع في طريقة التطبيق وضمان عدم الإلتفاف على هذه القوانين”.
وعلى الرغم من إدراكي العميق بحاجة التغيير صوب تمكين المرأة العربية وجعلها قادرة على المشاركة الفاعلة في مهمات البناء والتنمية إلى ما هنالك من قدرات نفسية ومادية ومعنوية ، قد تكون خارج الإمكانيات المتيسرة لدى كثير من النساء العربيات ، فإن من المهم الحديث عن المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة العربية ،
المرأة العصرية وجداتِها القديمات،
فهي إمتداد لتاريخهن ، والإنقطاع كان فيه وهمي•
المرأة العربية العاملة العصرية ليست في عزلة عن تاريخها
بل هي الوريثة الشرعية لطموحات سميراميس البابيلية
وبلقيس اليمنية وزنوبيا السورية وكليوباترا المصرية وسواهن•
وشجاعتها وصحوتها امتداد لعطاء متجدد دائماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا