الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحفيون بلا أفواه !

نادية على

2012 / 12 / 10
الصحافة والاعلام


استوقفني خبر نشر امس ( التاسع من ديسمبر 2012) والمتمثل فى الوقفة الاحتجاجية لصحفيي البصرة - والتي يطالبون فيها  برفع الإهانات وعدم تكميم أفواههم ووقف تغطية  كل نشاطات الحكومة المحلية والدوائر الرسمية الى حين تطبيق قانون الصحافة  وحق الصحافي المشروع بالحصول على المعلومة الخ .... ، وحظيت وقفتهم بدعم رئيس نقابة الصحافيين العراقيين ( مؤيد اللامي ) الذي تنقل من بغداد مشكورا  للمشاركة فى الوقفة الاحتجاجية فى البصرة ، عجب " Médcin a pré la mort " وهو مثل فرنسي يعني طبيب بعد الموت .

جميل ان نرى مثل هذا السلوك الحضاري المفقود منذ زمن فى الأوساط الإعلامية والنخبة فى العراق الجديد ، الذي طبل له الكثير من الاعلاميين  قبل وبعد سقوط نظام البعث الدكتاتوري على يد امريكا وحلفائها العام 2003 ، والغريب اننا بعد عشرية -على عراقنا الجديد الملطخ بالدماء الزكية سكبت من صحافيين أيضا ، والمحاط بغيوم الفساد الحكومي و الاداري والغارق فى وحل الفقر والمهدد بالتشرذم والتقسيم -نري ان السلطة الرابعة تستفيق من سباتها العميق لتحتج على ممارسات الحكومة ضدها وكأن ذلك السلوك المرفوض جملة وتفصيلا وليد اليوم .
 
اين كانت هذه الأفواه التى تشكو من التكميم  عندما كان بريمر ومهندس" العراق الجديد " زلماي خليل راده  يشرفان على صياغة الدستور العراقي الرمزي والمحكوم بالمحاصصة المشؤومة التى فرضت تحت الطاولة فى مؤتمر لندن لأطياف المعارضة العراقية السابقة ، والذى وضع حجر الأساس لاحتلال العراق ورسم معالم الشرق الاوسط الجديد ، وأين هي من معناة الشعب العراقي اليومية ، ولماذا لا ترتفع الاً عندما يتعلق الامر بمحاولة لاسقاط حزب لا تنتمي اليه او للترويج لمرجعيتها الروحية او التبويق باستغلال الفساد لاسقاط تكتل سياسي وخلق معادلة جديدة لاسباب حزبية لا تمت للتخفيف من معناة الشعب العراقي بصلة  . 
معذرة منى مع احترامي لوقفتكم المتأخرة  ، اذا كممت الأفواه فلا تجف الأقلام منذ متى كان الصحافي يستأذن السلطة ليستخرج المعلومة ويقوم بدوره التاريخي اتجاه معناة الشعوب ؟. حقا هو اسلوب الضعفاء ومادمتم تثقون باستجابة السلطات لوقفتكم فلماذا لم تقفوا من زمان ولماذا لم تعمموا الوقفة لتشمل كل العراق الجريح ؟. لا يا سادة هي وقفة عجز وضعف واستسلام لسلطة صم بكم عمي فهم لا يبصرون ما هذا العشم؟. 
 
خرافيش أنتم ام سود ؟ فئران ام فيلة ؟ ام هي تبرئة ذمة لميت يلفظ انفاسه الاخيرة ؟ ام هو عزف على موال رئيس الحكومة " نوري المالكي " فى تهديده بتطبيق الدستور فى كركستان  ، مع انه لم يأت للحكم بصفة دستورية بل بالمحاصصة السياسية المغلفة بتصويت برلماني لا حول له ولا قوة بحكم المحاصصة ، لكن أحذركم لا تثقوا بتهديد المالكي بتطبيق الدستور لان فاقد الشي لا يعطيه ، وانما هى عصا وجزرة بينه وبين رئيس كردستان مسعود البرزاني من اجل التحضير للحملة الانتخابية المقبلة . لو كان فعلا هناك دستور وهو يستطيع تطبيقه لما كانت حصة كردستان وحدها  17٪  من الميزانية العامة  ، بينما تعاني باقي المحافظات من الفقر والويلات  وخاصة البصرة  التي انتم تقفون بها مع انها تصدر 85٪ من نفط العراق .
معذرة يا مكممين  لا تنتظروا  ان ينزع الكمامةَ  من لا يد لهم  فلو كانوا كذلك لما تحاصصوا. ولا تنسوا " اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" ، وعفا الله عما سلف اذا كانت النية ان نخلف ما فات ونسعى من اجل المستقبل "والجايات اكثر من الرايحات ".
استريحوا  من الوقوف وأكتبوا وأصرخوا  وستاتيكم المعلومة والخبر لارجلكم وعلى ابواب بيوتكم لستم فى زمن  " الشمس عمودية أرى ظلّاً يَتْبعُني " كما كان يصف حال العراق الأديب والشاعر والخطاط البصري المقيم في منفاه الباريسي (أبو ريّا ) محمد سعيد الصكّار.
ولعل مراسل (المدى ) في البصرة  الواقف مع الواقفين ، يعلم أن الصكّار هو من رسم شعار صحيفته.    

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ