الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيجه

محمود عبد الغفار غيضان

2012 / 12 / 10
الادب والفن


سيجه

عندما تنكسر شمس العصر الحارة ململمة أشعتها المنسدلة على جدران الجامع العتيق بجانب بيتنا.. كان مشهد جلوسهم بجانب حائط الجامع الشرقي وبالتحديد عند بروز الجدار للخارج عند القبلة تحديدًا. أراهم كلما التفتُ يسارًا بمجرد أن تطأ قدمي الشارع الأمامي. صياح. عراك- غير جاد- نكات، سخرية حادة، صراع غير مؤذٍ بالأيدي، صينية شاي يأمر أحدهم بإحضارها من بيته أو يتكرم أحد الجيران بإرسالها لهم: أبو عبد الجيد، أبو غانم، أبو جمال، الملك، وآخرون لم تعد ذاكرتي تتسع لهم. يمر أبو جهمي ذات يوم وهم يتصارعون كالعادة حول نقلة "سيجه" لم يتسع لها صدر أحدهم لأنها قد تعلن نهاية الدور.. فسأل الجالسين: "مالك يا جدع إنت وهو"؟ فرد أحدهم: "ده كل الكلب يا عم حسين؟"- هامش تفسيري: الكلب هو قطعة الحجر أو الطوب في لعبة السيجه التي تُلعب على رقعة من التراب تحفر فيها مربعات بعدد فردي ويلعبها لاعبان بأحجار من لونين مختلفين- فكان جواب أبو جهمي: " أوا جتك هَمّ، هو يعني كل حتِّة الجاتوه!!!". ضحك الجميع ولم يوقفهم إلا عصا الحاج عبد المعز زاجرًا مهددًا بتخريب الرقعة إن لم يقوموا على الفور لصلاة المغرب في جماعة بعد أنْ صعد الشيخ علي عبد الموجود سطح الجامع للآذان، بينما كانوا يرغبون في دور جديد سريع خلال الفترة القصيرة بين الأذان والإقامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل