الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو وضع حقوق الانسان في العالم العربي في اليوم العالمي لحقوق الانسان؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 12 / 10
حقوق الانسان


ماهو وضع حقوق الانسان في العالم العربي في اليوم العالمي لحقوق الانسان؟
في 10 ديسمبر 1948 , وبعد معانات البشرية من الحرب العالمية الثانية التي كبدت الانسانية أكثر من عشرين مليون قتيل والكثير من التجاوزات اللا انسانية, صادقت الجمعية العامة للامم المتحدة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان باعتباره أحد الوثائق الاساسية لحقوق الانسان في الامم المتحدة ونال موقعا هاما في القانون الدولي وقد صوتت عليه 48 دولة بنعم ولم تصوت ضده أي دولة وامتنعت 8 دول عن التضويت من ضمنها المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك التاريخ والعالم يحتفل في يوم 10 ديسمبر من كل عام كيوم لحقوق الانسان, وتقوم الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان بفعاليت عديدة في هذه المناسبة وهو يوم توزيع جائزة الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان ويوم توزيع جائزة نوبل.
وبالرغم من مرور 64 عام على تبني الاعلان العالمي لحقوق الانسان من قبل الامم المتحدة, وبالرغم من تطور ثقافة حقوق الانسان وشمولها قطاعات واسعة من حياة الانسان, وبالرغم من زيادة وعي الانسان لحقوقه, فان وضع حقوق الانسان في العالم العربي لا يزال بمستوى متدني جدا, والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان مثل المجلس الدولي لحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اضافة الى المظمات الاقليمية والقطرية, كلها تشير في تقاريرها السنوية الى تردي وضع حقوق الانسان في العالم العربي.
ومن أهم المؤاخذات هي عدم وجود القوانين اللازمة لحماية الطفولة والمرأة وحرية التعبير والعقيدة, وقوانين العمل المنصفة, وكذلك تضمين قانون العقوبات وقانون الاجراءات الجنائية مواد قانونية وعقوبات مهينة للانسانية, اضافة الى عدم وجود قوانين لتشكيل الاحزاب والنقابات العمالية والمهنية.
المشكلة الأخرى هي تركيز السلطات بيد الحاكم وعدم تفعيل المؤسسات الدستورية ان وجدت, وحتى في الانظمة التي اتت بعد الثورات العربية والتي استبشرت بها الجماهير التي صنعتها وقضت بها على الانظمة الدكتاتورية, فان الذين استلموا الحكم أخذوا يمارسون نفس الاساليب السابقة لفرض سيطرتهم على الحكم وقمع من يعارضهم.
هنالك أيضا التمييز بين الشعب على أساس الجنس والدين والمذهب, فالنساء في جميع الدول العربية لا تشارك في الحكم ولا توجد في المواقع القيادية, وحتى في العراق الذي ينص دستوره على الكوتة النسائية بنسبة 25% لا توجد في حكومته وزيرة وفي دولة من الدول لا تستطيع المرأة حتى أن تقود سيارتها. وفي بعض الدول العربية تكون المواقع القيادية بيد عائلة واحدة, وفي دول اخرى لا يتسلم شخص مركز قيادي الا اذا كان على مذهب الحاكم.
والمشكلة ان هذه الانظمة تدعي حرصها على الحرية والديمقراطية للشعوب وتساعد على قلب أنظمة حكم على انها دكتاتورية ومضطهدة لشعبها ولكنها بالمقابل تحكم على شاعر من مواطنيها لمدة 30 سنة سجن لانه انتقد نظام الحكم فيها بقصيدة شعرية.
الطامة الكبرى أن هناك مكونات كانت مضطهدة من قبل أنضمتها وبعد ان استلمت الحكم أخذت تضطهد شعبها وهذا ما أشارة اليه منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش في تقريريهما عن الوضع هناك.
وخلاصة القول فان حقوق الانسان في العالم العربي من المحيط الى الخليج في حالة يرثى لها وعلى المنظمات المعنية بحقوق الانسان دولية كانت أم اقليمية أم محلية أن تعمل جاهدة لتغيير هذا الواقع والضغط على الحكومات المعنية بواسطة الاساليب القانونية لرفع مستوى حقوق الانسان في بلدانها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3