الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاج بالدستور ... المتاهة التي جرّ الإخوان إليها الشعب المصري

أسعد أسعد

2012 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مهزلة ...و مسخرة ... و تهريج سياسي ... إعداد دستور لمصر ... بعد سبعة آلاف سنه حضارة ... و شعب متكامل له حكومة لها رئيس – أيا كان - و بها مؤسسات و وزارات و سفراء ... لها بنوك و شركات ... لها مصانع و مزارع ... لها قضاء ... و جيش ... و بوليس .... لها مدارس و تعليم و جامعات ... لها حكومات محلية و تقاسيم إداية ... دوله كاملة متكاملة ... فجأة و بدون مقدمات ... إكتشفنا ... إن إحنا ماشيين من غير دستور... و لابد ... و لازم ... و حتما ... نعمل دستور ... و في يوم و ليله .... و بسرعة بسرعة ...
دساتير مصر السته أو السبعة ... كلها قرر الإخوان المسلمون إلقائها إلي الزبالة ... ثورة ... ثورة ... نقطة و من أول السطر ... و علي بياض ... دستور جديد ... و متاهه جديده ... من الذي سيكتب الدستور ... من الذي سيصيغ الدستور من الذي سيناقش الدستور ... من الذي سيقرأ الدستور ... من الذي سيفهم الدستور ... من الذي سيوافق علي الدستور ... و الأهم .. من الذي سيطبق الدستور ... الحكومة أم الشعب .. متي ... و أين ... و كيف ... و من ... و لماذا ... متاههه ... متاهه ... متاهه .... البلد في ثورة ... خرجنا من حكم فاسد ... أذل الشعب ... بغرض نهب الشعب ... و قامت الثورة لتصحيح الأوضاع السياسية و الإجتماعية في ملخص و مطلب بسيط ... عيش ...حرية ... عدالة إجتماعية ... لم يطالب أحد بدستور جديد ... فكرة لم تكن متواجدة في فكر الثوار و لا مطالبهم ... لأن البلد متكامل يحتاج فقط إلي ضبط الأوضاع ... الفساد إنتشر بسبب كسر القانون الموجود و المعمول به منذ عشرات السنين ... و القضاء موجود ... إصلاحه سهل بالقوانين المتاحة ...و السلطات التنفيذية موجودة ... إصلاحها سهل بالقوانين المتاحة ... و الحل فكريا و سياسيا سهل جدا ... إعادة ضبط الأجهزة الإدارية الموجودة ... تفعيل شفافيتها ... تحرير الصحافة و الأجهزة الرقابية و القضائية ... و في فترة زمنية قصيرة – بالنسبة لعمر الشعوب من إثنين إلي أربع سنين – سينصلح الحال و تتحقق مطالب الشعب و تصبح مصر أقوي دولة في المنطقة ... و هذا هو ما يرعب أعداء مصر ...
و أعداء مصر هم حاكميها ... فحسني مبارك بعد أن ورث تكية عرش مصر ...أذل مصر و نهبها ... و الجيش أهمل مصر و إنتحي لنفسه ركنا و عمل لنفسه إقتصادا منفصلا عن إقتصاد الدولة ... و البوليس إمتلأ بالرشاوي و المحسوبية و البلطجة .... و قفز الإخوان علي الحكم ... و هبطت عليهم الأموال من أمريكا أولا ثم من توابعها السعودية و قطر .... و إنفصل الإخوان عن الشعب و أصبحوا لا يتحركون إلا بالريموت كنترول الأمريكي ... و كيف تطبق أمريكا الفوضي الخلاقة و مخطط برنارد لويس؟ ... فصدرت الأوامر للإخوان ...إقنعوا الشعب بأنه محتاج لدستور جديد يطابق و موافق لشرع الله .... إعملوا لجنة كتابة دستور من الإخونجية و رشوا عليها شوية ملح من النصاري و العلمانيين ... و هؤلاء لن يوافقوا طبعا علي دستور متدين و سوف لا يكون أمامهم سوي الإنسحاب ...
و أمريكا مع الديموقراطية ... بمعني إنها مع الإخوان ... و مع معارضي الإخوان من مختلف المذاهب في نفس الوقت ... و إذا إنتصر الإخوان فستنضم أمريكا إلي المعارضة لأن الإخوان ليسوا ديموقراطيين ... و الحل تقسيم مصر ... و إذا إنتصر المدنيون ... فستنضم أمريكا إلي الأخوان ... لأن من حقهم تطبيق شريعتهم ... و ستنقسم البلاد ... الجنرال شفيق طار إلي أمريكا .... فلحق به عصام العريان ... و كل واحد سيتسلم الأوامر من الأمريكان ... و مرسي في مصر يدير موقعة أو غزوة الدستور ... الدستور الذي في منطوقه و مواده عوار كثير و مميت ... كشفه و عرّاه و بين فساده كتّاب و مفكري مصر ... لكن لابد أن يمر الدستور بأي طريقة ... و سيمر بالزيت و السكر و الفراخ و من 100 إلي 200 جنيه حسب التساهيل ...
الدستور هو الحل ... الحل للمعضلة الأمريكية ... كيف يمكن تقسيم مصر التي إتحدت علي يد الملك مينا منذ سبعة آلاف سنة ... و إذا صمتت القوي المدنية و رضيت بالأمر الواقع كما يرغب الإسلاميون ... فإن عوار تطبيق الدستور المتضمن في مواده المائعة و المتضاربة ... سيخلق الحرب و الإنقسام بين الفرق الإسلامية ذاتها ... و ستقوم الحرب الأهلية ... تماما كما هو في تاريخ الأمة الإسلامية علي مدي ألف و ربعمائة سنة ...و هذا تعلمه أمريكا جيدا و تسعي إليه مثل ما فعلت في العراق و أفغانستان و من قبلها الهند و باكستان و بنجلاديش ...و كما تفعل في سوريا الآن ... مسلمون يحاربون مسلمين ... لا نصاري و لا صعايدة و لا فلاحين ... سلفيين و صوفيين و سنيين و معتدلين ... و الله أكبر و العزة للأمريكيين ...
يا قارئي العزيز ... كل دولة متحضرة بها دستور وضعت دستورها أيام كانت تمر بمرحلة تشكيلها و إرساء نظام الحكم فيها بما فيه إستقلاليتها ... أمريكا مثلا و ضعت دستورها ثم بنت عليه دولتها .... لكن دولة مصر موجودة ... تشكيل و هيكل حكومتها موجود ... دستور جديد يعني هدم كل شئ و بنائه من جديد ... أمريكا إقترحت علينا الدستور أولا ... و بلعنا كلنا الطعم ... علمانيين و مسلمين ... فكان الدستور هو الحل ... حل مصر من وحدتها ...
دستور كل دولة محترمة يوافق عليه الشعب كله بأغلبية مطلقة ... الدستور الأمريكي مثلا يحميه و يحترمه كلا من الديموقراطيين و الجمهوريين رغم إختلافهما البائن في فلسفة إدارة الدولة ... الشعب الإنجليزي يحترم وثيقته "الماجناكارتا" التي هي بمثابة دستور المملكة المتحدة التي تتكون أساسا من أجزاء و ثقافات أهمها ...ويلز و إسكتلنده و إنجلند و ... لكنها متحدة ... هذه الوثيقة يحميها و يقبلها و يحاغظ عليها ...كل من حزبي المحافظين و العمال...
الدستور المقترح لمصر يريدون تمريره بنسبة 51% يعني 49% من شعب مصر سيعيش عبدا ل 51% ... فهل هذا معقول ... الدستور يجب ان تكون نسبة الموافقة عليه قريبة من 100% ... لكن هذا الدستور موضوع خصيصا ليقسم البلد ...
و حاليا و في ظل ظروف مصر الغير مستقرة ... و خاصة في جو الثورة و الإنفجار الشعبي ... هل هناك إحتياج حقيقي لدستور جديد ... أحكم بنفسك يا قارئي العزيز ... و لو إن حكمك لن يقدم و لن يؤخر شيئا ... لأن حكم أمريكا نفذ ... لم تستطع تقسيم مصر طائفيا ... فوجدت إن ... الدستور هو الحل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات