الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعونا على الاقل نصرخ بصوت واحد

علي بداي

2005 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منا من يثق بان الطبقة العاملة العراقية ليست بالنضج الذي يمكنها من بناء حزبها القوي، ومنا من يرى العكس حيث ان هذة الطبقة ناضجة وجديرة بحزبها الذي يتوجب ان لايحيد عن طبقيته. كل هذا لايعيب
منا من يضع ماركس في المقدمة ومنا من يرفق لينين معه وثالث يدخل ماو تسي تونغ ورابع يمسح ماو ويدخل جيفارا واخر سيولد فيما بعد يضيف علي بن ابي طالب وفهد واسماء اخرى ستجئ، كل ذلك ليس بالعيب
منا من لايزال في تنظيم الحزب يصرخ ويناقش ويحرض ويتلف ماتبقى من جهازه العصبي غير نادم، ومنا من ضاقت به اطر التنظيم فانطلق يعدو لوحدة مستندا الى حسه الخاص. مازلنا في اطار المعقول فلكل منا راس يعلو كتفيه. اخر يرى ان الوقت قد آن من اجل تجمع لليسار كلة ورابع يستدل من فشل اشتراكية اوربا الشرقية على حتمية فشل اليسار لدينا فيقع بنفس خطا التقليد(يستهجن تبعية اليسارالعراقي لاشتراكية اوربا الشرقيةاثناء الحرب الباردة ويشجع على تقليد مابعد الاشتراكية) ... اسماء ولافتتات وشعارات وهتافات يتوقع المرء من تناسلها رفدا لليسار بدفق جديد يعوضه عن بحر الدم المسكوب في معارك شتى لكنها اسداس تضرب باخماس لتكون النتيجة على الاغلب الاعم: ان اليسار الموجود على الساحة العراقية انبطاحي،انتهازي ، متخاذل، محتكر للعمل، غير قادر على التغلغل بين الجماهير....و...واما نحن ؟.....نحن المستعصين على الانبطاح القادرين على التغلغل في مسامات الجماهير.
كلنا لم نصنع شيئا ذا اثر ، كلنا نسبح في بحر الانفعال ونتبادل ردود الفعل العمياء التي لاتهتم الا بان تكون معاكسة بالاتجاه والا فمالذي يمنعنا من تاسيس الحزب او الاطار اليساري الذي نريد؟ لنذهب للوطن فالدرب سالكة حتى للزعران القادمين من مدارس ابن تيميه، وها هو الزرقاوي قد غدا نجما يفوق مادونا وروبرت دي نيرو شهرة ، هل يمنع حميد مجيد موسى اعتراف الكومنترن بنا؟ وهل يوصي مفيد الجزائري السفارات بسحب جوازات السفر ممن يدعو الى تاسيس حزب يساري جديد؟
كلما رأيت امامي ورقة بيضاء تنتظر ان املاها بكلمات من قبيل هذا الذي اكتبه الان اسال نفسي : هل ندفع نحن الثمن الذي يدفعه حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري والاخرون معهم ( اختلفنا او اتفقنا معهم) يوميا من حياتهم وحياة عوائلهم؟مافائدة المنصب اذا نمت على تهديد بخطف ابنك واصبحت على اخر بنسف بيت اخيك؟ نحن دعاة اليسار الذي وقف مع الانسان ينبغي ان نكون انسانيين في تقييم بعضنا قبل كل شئ والا فان البوصلة ستختل!
واذا اعتبرنا الجهاز الذي يقودة حميد موسى جسما غريبا على اليسار فاين هو جسمنا الصحيح والمعافى؟ لقد مر دهرعلى الزعيق بضرورة ولادة حزب اليسار الجماهيري المنفصل عن تراث الستالينية ولم نحصل الا على يسار ممثل بافراد مشبعين بالحقد الشوفيني وناكرين كل ما تعلموه من قيم في مدرسة الشيوعية المشرفة اواصوات صادقة منفردة، تكاد تكون بحت من الصراخ الذي لم يكن سوى صرخة في واد، فهل لهذا من معنى ؟
اذا كنا مانزال نحلل علميا فان حزب اليسار لا يصنع بقرار بل يوجده المحتاجون لوجوده فاين هم هؤلاء؟ وماالذي يعيقهم عن ايجاده؟ ثم كيف يتهم حزب ليس بمقدوره حتى اصدار صحيفة يومية باحتكار اسم اليسار والشيوعية؟ واذا اعبنا على حميد موسى هزيمة قائمة "اتحاد الشعب" فهل حققت قوائمنا اليسارية الاخرى المفترضة النصر الكاسح ضد من يروم ارجاعنا لعصر الحريم؟ الم نترقب كلنا ايضا المفاجات صامتين بانتظار النتيجة التي سيهدينا اياها القادمون من المريخ او الزهره؟ ومنا من افترض الملايين التي ستصوت لليسار! ولا كأننا نعرف حدود وعمق الهاوية التي انزلق الى اغوارها مجتمعنا العراقي، ولا كاننا راينا في بغداد عاصمة الدولة ومعقل الثقافة من باعة الصحف من يمتنع عن بيع صحيفة "طريق الشعب" لان امام الجامع يحرم ذلك!
انها دولة الرجعيين وسلطتهم المطلقة، دولة يقودها التخلف ويخرسها الرعب ويعشعش في اركانها الجهل، دولة تشتغل فيها الاف المساجد الشيعية لحساب "عبد العزيز الحكيم" تحرم وتحلل وتنثرالخوف وتكفروتصادر ويقال لك المساجد لله!دولة تشتغل فيها الاف المساجد السنية ماوى للارهابيين يحتمون بها من مطاردة القوات الاميركية والعراقية لكي يعودوا ثانية لتفجير الجسد العراقي لان المساجد لله!
ننسى، نتناسى احيانا اننا ازاء مشهد خراب نادر، ننسى اونتناسى اننا ورثة وسط حولت قطعان البعث افراده الى كائنات منفصلة عن انفسها وعن بعضها، ننسى اونتناسى ان المجرم لم يكن صدام وحده ولا قيادات البعث وحدها
بل نصف قيادات العالم من وسطاء ومنتفعين وتجار سلاح وتجار افكار وتجار كلام وتجار عروبة وقومية من ابن كوفي عنان الى حميدة نعنع ومن جورج غالوي الى جاك شيراك ومن عمرو موسى الى امير اسكندر وماادرانا بالمخفي؟
هل رايتم كيف يحكم البصرة من لايجيد سوى اداء الصلاة بسيماء على وجهه من كثرة السجود؟ اما قراتم عن السيد اللواءمدير الشرطة الذي قرا بيانا قال فية: تم بعون الله" القاء القبض" على كمية من المتفجرات؟
واساتذة الجامعات الذين يجرون المرفوع وينصبون المجرور؟. دولة ولد لنا فيها منصب جديد: سيادة السيد مقتدى نائب الامام المهدي عجل الله فرجه، دولة لاتقرا الا الادعيه والتعاويذ وطاردات الشر.

الذي يدفع ثمن نزاعاتنا وتنظيراتنا هو العراقي الذي لاتهمه معاركنا الفكريةهذه كلها بشئ
ثمن نزاعاتنا وتنظيراتنا هو المكان المتسع الذي يشغله الفكر المتخلف البدائي الطائفي
ثمن نزاعاتنا هو الفراغ الهائل الذي يكتسح العقل العراقي والجراد الذي يجتاح مساحات تفكيرة
وسبب كل هذه النزاعات اننا نكلف انفسنا مايفوق طاقتنا فالمواجهات التي خضناها طيلة السنين الماضية كانت من اشرس ماعرفه تاريخ البلدان وقد خاضتها جموع اليساريين ببسالة قل نظيرها، لم يبق جبل مستعصيا على اقدام انصارهم، بعضهم عاش سنوات في ريف الفرات تحت اسطبل للبقريكر ليلا ليعود تحت الارض التي تنام عليها البقرات نهارا نحن نتخلى عن الجهد الهائل الذي بذله مئات الالوف من اليساريين طيلة سبعين سنة وكاننانحمل انفسنا مسؤلية الخراب الذي حل بالعراق وربما بالعالم كله
ليس من المنطقي ان نلقي مسؤلية تراجع موقع اليسارعلى عاتق فرد او جماعة محددة .اجزم ان كل شيوعي ويساري في العراق قد اجتاز في حياته لحظة، كانت فيها حياتة ذاتها رخيصة امام مبادئه، اجزم ان ليس هناك شيوعي واحد او يساري واحد مذ عرف العراق اليسار لم يدفع ضريبة انحيازه لليسار من دمه ومن حياته الخاصة او حياة عائلته، لنتامل فقط الحقيقة المرة الصارخة بان حزب اليسار لا يجد من يتحالف معه الا يدل ذلك على ان لليسار همه وللاخرين همومهم التي ليس منها حياة الناس ومستقبلها؟ ان الاوان اذن ان نعي ان فوز اي يساري في العراق هو فوز لكل اليساريين والتقدميين واخفاقه اخفاق لكل اليساريين والتقدميين فجبهة المواجهة مع موجة التجهيل والتخلف من الكبر والاتساع انها تقلص المسافات بين موافع اليساريين الى اقرب الى........ اللامسافة
دعونا اذن نصرخ معا في المرة القادمة فالوحش الذي امامنا اكبر من ان يفزع من صرخاتنا منفردين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا