الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الموت والحياة روح

محمد ناصر نصار

2012 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


محمد ناصر نصار
الأسرى هم مشعل الحرية للقضية الفلسطينية فالسجون الإسرائيلية على مدار أكثر من خمسة وستين عاما وهي تمارس سياسة الأبواب الدوارة حيث لا تخلو السجون من الأسرى الفلسطينيين ، حيث دخل هذه السجون عشرات الآلاف من الفلسطينيين تحت مسميات وذرائع إحتلالية تنوعت تحت تصنيف مخرب أو مقاتل غير شرعي وهؤلاء الأسرى لا يعدو سوى أنهم فلسطينيون أحرار رفضوا الظلم والتنكيل والإحتلال ، فسياسة الإحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين تفضيلية من حيث الموت فالفلسطيني الميت أفضل من الفلسطيني الأسير وكلاهما لدى الفلسطينيين موت ، فإسرائيل لديها أكثر من 22 سجنا ً أمنيا حيث تعتقل الفلسطينيين المدانون بتهم المقاومة أو الإنتماء للفصائل والمنظمات الفلسطينية وتمارس ضدهم أبشع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي تتسلسل على حسب الأهواء والأمزجة للسجان الإسرائيلي وتتدرج من حيث القسوة فالتعذيب الجسدي قد يبدأ من إستخدام الكماشة والكي بالسجائر وقلع الأظافر واللكم والضرب المبرح والتعذيب بالكهرباء والمياه الساخنة والباردة وقد يصل للشبح والخنق بإستخدام الأكياس البلاستيكية المتواصل لعدة ساعات وقد يصل الأمر للعزل الانفرادي حيث يصل الأمر بالسجين أنه لا يرى بشرا لفترات طويلة جداً

وكثيراً ما تحرم إدارة السجون الإسرائيلية الأسرى من زيارات ذويهم لهم في السجون وهذا يتناقض مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان ليس فقط من حق الزيارة بل أيضا من حق توفير الطعام والشراب والعناية الصحية وعدم إستخدام التعذيب الجسدي أو النفسي في التحقيق مع الأسرى ، ووصل عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية الى 4489 أسيرا، من ضمنهم 309 أسيرا إداريا، و5 أسيرات، و166 طفلا أسيرا ، من بين الاسرى 24 أسير أعضاء مجلس تشريعي وقيادات لمنظمات فلسطينية ، وحوالي 526 محكوم بحكم مدى الحياة ، ناهيك عن الأسرى المصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري وغيرها من الأمراض حيث لا توفر لهم العناية الصحية اللازمة ، وقد سقط العديد من الشهداء في السجون الإسرائيلية بدءاً بالشهيد عبد القادر أبو الفحم في العام 1970وليس إنتهاءً بالشهيد المقعد أشرف أبو ذريع قبل عدة أيام .

كذلك يتواصل إضراب عدد من الأسرى وهم أيمن الشراونة وسامر العيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان ، يحاربون بأمعائهم الخاوية سياسة السجان الإسرائيلي التي لن تضطهد إرادتهم فهاماتهم تعانق السماء وصبرهم الأيوبي وكرامتهم اليوسفية فإيمانهم بالله يقرب النصر ويعزز العزائم فأيمن الشراونة مضرب عن الطعام منذ خمسة أشهر وسامر العيساوي منذ أربعة أشهر ، فلهم منا كل التحية لكن المطلوب من الجهات الرسمية كوزارة الاسرى في الضفة وغزة تعزيز صمودهم بطرح قضيتهم وتفعيلها إعلاميا والعمل ضمن الإطار المؤسساتي العالمي والمحلي لتسليط الضوء على معاناتهم فالوقت ينفذ وما بين الموت والحياة روح قد تخرج لبارئها ، فعلى الجميع أن يكون على قدر مسؤليته التنظيمة او الجماهرية والشعبية فالتظاهر محلياً وعالميا يساهم بشكل كبير في الضغط على الإحتلال الإسرائيلي ويشكف عورته أمام المجتمع الدولي لما يمارسه من وسائل بشعة ضد أسرانا الأبطال ، فصبر الأسرى يحتاج لنا بالكلمة والصوت والصورة في الداخل والخارج ، وحتى لو كلف الأمر من المقاومة البحث عن صفقات جديدة مهما كلف الثمن لتحرير الأسرى فهم الشهداء الأحياء الصامدون في سجون الأشقياء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر