الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في حالة متدهورة

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2012 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


• استفتاء الدستور في ظل محاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي أشبه بأن يطالب الذئب الفريسة التي بين أنيابه أن تقول طلبها الأخير!!
• في حديثه الأخير مع إبراهيم عيسى عبر حمدين الصباحي جيداً عن نفسه، فهو حليف دائم للإخوان المسلمين، الذين خيبوا أمله فيهم باستئثارهم بالسلطة وعدم مشاركته فيها، وأقصى ما يسعى إليه الآن هو عدالة اقتسام كعكة الحكم. . الرجل هكذا صادق وواضح مع نفسه، فهو في حقيقته كالإخوان تماماً يحمل أيديولوجية فاشية، ومثلهم يوهم الناس أنه يسعى للعدالة والحرية، لكن التساؤل الذي يقفز إلى الذهن الآن هو طبيعة تركيبة ما يسمى "جبهة الإنقاذ الوطني" وما يمكن أن يرتجى منها؟. . صحيح أننا نحتاج الآن (وربما دائماً) إلى جمع الصفوف لنواجه ما علينا مواجهته، لكن هذا لا ينفي الشك في مقدرة هذه الجبهة بتكوينها هذا على قيادتنا إلى أي مكان، فنحن بهذا الشخص وأمثاله نكون عند ذات نقطة البداية، نخبة تقبل بجماعة ذات تركيبة وأيديولوجية فاشية، ونرفع في ذات الوقت شعارات عن الحرية والديموقراطية، ومن السذاجة أو بالأصح الحماقة العودة إلى ذات المقدمات متعشمين الوصول لنتائج مختلفة. . حمدين الصباحي إذن عاجز عن التعلم من الدرس الأليم من اختطاف الإخوان لثمرة الثورة والاستئثار بها، وهذا طبيعي من حمدين الذي يحمل أيديولوجية مماثلة في هيكلها وعمودها الفقري لأيديولوجية الإخوان وإن اختلفت ألوان أوراق شجرة الفاشية بين يسارية عروبية وإسلامية، لكن ماذا عن بقية مكونات جبهة الإنقاذ، وهل هم مثله خاصة وأن سبق لأغلبهم أيضاً التحالف مع الإخوان بدرجة أو بأخرى، أم بينهم من هو ليبرالي حقيقي، وإن كانت النوعية الأخيرة موجودة بالفعل، هل ستستطيع العمل مع الأولين، وإن استطاعت فإلى أي حد يمكن أن تذهب هذه الجبهة بنا خلاصاً من كابوس الدولة الدينية، وأين يمكن أن تذهب بنا في حالة نجاحها في قيادة الشعب للتخلص من هذا الكابوس؟!
• المسألة ليست أن محمد مرسي لا يعمل كرئيس لكل المصريين وإنما كعضو في جماعة خاصة، فهكذا رؤساء جمهوريات النظم الرئاسية في كافة أنحاء العالم، والذين انتخبوا محمد مرسي لم ينتخبوه في الحقيقة لذاته، وإنما انتخبوا الجماعة التي قدمته لهم، بعد أن تم استبعاد مرشحها الأول وهو خيرت الشاطر، ومن الطبيعي هكذا أن يحكم الرئيس وفق فكر الجماعة التي رشحته وتم انتخابه بضمانتها. . المشكلة الحقيقية تأتي من عاملين، الأول أن هذه الجماعة الفائزة في المنافسة جماعة فاشية تبغي الهيمنة أو "التمكين" من البلاد والعباد، وما نراه منها ليس أسلوباً عارضاً في الإدارة السياسية يمكن إقناعها بتغييره، وإنما هو صميم فكرها وأيديولوجيتها ذاتها، والعامل الثاني الذي يجعل أداء محمد مرسي فاشلاً في سياساته أنه ليس قائداً على رأس جماعته وله أنصاره الذين يستطيعون توفيق موقف الجماعة مع ما قد يراه الرئيس مناسباً لقيادة أمة، لكنه مجرد عضو في الجماعة أوصله للترشح عنها ولاؤه وطاعته لمن بيدهم المقاليد الحقيقية للأمور كخيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمود عزت، وهكذا لو كان لدينا رئيس جمهورية منتمياً لحزب سياسي ليبرالي وله موقع قائد في حزبه، لما كان لدينا مشكلة، بل ولكان لدينا ميزة في هذا الانتماء الذي لابد وسينعكس على المسيرة الوطنية إيجابياً، متمثلاً في خط واضح ومسيرة مستقيمة نحو هدف محدد سبق وأن دلل الشعب أنه خياره المفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل صائب
مجدي سعد ( 2012 / 12 / 11 - 17:18 )
خاصة تحليل ماهية رئاسة مرسي وولاءه

المصيبه ان المصريون ينحدروا معصوبوا الاعين الي هاوية تخلف اسلامية تفوق افغانستان وباكستان وكل بلاد ستان المنكوبة تماما كما تفعل فئران الليمنج

سيزور استفتاء الدستور بكل الطرق تماما كما زورت انتخابات الرئاسة مع الفارق في انهم اصبحوا يسيطرون علي مؤسسات الدولة

لم يعد التزوير الان صعب

ليس لي الا قول واحد لشعب مصر

علي نفسها جنت براقش


2 - الاخوان و سكة اللى يروح ما يرجعش ,
د/سالم محمد ( 2012 / 12 / 11 - 20:01 )
استاذ كمال , , وحشتنا إطلالتك من خلال الحوار المتمدن , , ان ما يجرى فى مصر يذكرنى بما جرى فى المانيا النازية فى ثلاثينيات القرن الماضى حينما استغل اليمين الرجعى الازمة الاقتصادية التى بدأت فى الولايات المتحدة ثم طحنت العالم الصناعى و خصوصا’ المانيا التى خرجت من الحرب مهزومة و مديونة و بلغ التضخم مستويات قياسية , إجتاحت الثورة المانيا و لكن نجح اقصى اليمين الرجعى فى خلق شخصية مغمورة ( مجرد عسكرى مراسلة ) فى الحرب العالمية الاولى , و إختار الشعب الالمانى هتلر زعيم النازية عبر إنتخابات تمت تحت سيطرة ميليشيات الحزب النازى التى مارست الارهاب ضد القوى الديمقراطية و اليسارية , و بعد الانتخابات نجح الحزب النازى فى الاطاحة بالاحزاب و النقابات و التنظيمات المعارضة الذين أودعوا معسكرات الاعتقال ، و هكذا دخلت المانيا ف طريق ( اللى يروح م يرجعش ) , و هو الطريق الذى إنتهى بحرب عالمية إنتهت بهزيمة المانيا و تقسيمها ,
و انا اؤكد لك عزيزى كمال ان مصر على مفترق طرق ، فإما ان تلحق بركب التحضر و التقدم و الانسانية و المدنية ، او تسلم قيادها لعصبة من الافاقين الذين يقودونها حتما الى الهاوية,


3 - الاخوان وسكة اللي فرط يكرط
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 11 - 21:17 )
الاخوان ربحوا رهان الانتخابات وسيربحون رهان الاستفتاء على الدستور
لابديل لهم
جل خصومهم من الفلول
لابد من الصرامة والحزم
لابد من الاحتكام للدمقراطية
لابد مما ليس منه بد
الاخوان اهل الحل والعقد
ربنا ينصرهم على الفلول
والبلطجية السياسية


4 - هتلر
محمد بن عبد الله ( 2012 / 12 / 12 - 12:50 )
منذ اليوم الأول ونرى الاخوان المجرمين يتبعون السياسة الفاشية لسيد الخلق هتلر فمن يقرأ تاريخ سنوات وثوبه على الحكم كأنه يقرأ تاريخ مصر في السنتين الماضيتين

هل يوجد في مصر قائد ليبرالي أحترمه
نعم يوجد د. أبو الغار ...هناك أيضا غالبا د.عمرو حمزاوى والبرادعي لكن الجو العام يفرض عليهم الصمت عن أفكارهم ناهيك عن التصرف بموجبها فللسياسة أحكام ومن يصدم الأغلبية العمياء المتعصبة ويكشف قذارتها لا يمكنه الاقتراب من مناصب الحكام.
أقصى ما يستطيعه هؤلاء هو التأثير على مجريات الأمور في حال تولى حكم مصر آدمي...أعني من غير التيار الديني

تاني أفكرك يا أ. غبريال...لا تكثر التفاؤل بمستقبل مصر في مقال حتى لا تعود وتصدم بالواقع الاسلامي البشع


5 - الشعب المصري
محمد بن عبد الله ( 2012 / 12 / 12 - 16:25 )
الشعب السائر في الظلمة ... رفض النور فلم يبصر

من لديه عقل فليفهم !

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA