الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيادق فوق رقعة شطرنج..؟

سيمون خوري

2012 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أخيراً طرق الشتاء أبوابنا، لكن هناك شتاء أخر أكثر قسوة وفاشية، بدأ يطل برأسه طارقاً أبواب المهاجرين والمواطنين معاً. إنها الفاشية الجديدة، تلك العنصرية التي حصدت أرواح ملايين من البشر تعود هذه المرة بقوة صندوق الاقتراع الانتخابي في أكثر من مدينة أوربية.
في " العالم العربي ". إحدى نتائج شتاءه، استبدال ديكتاتوراً بنظام ديكتاتوري مقنع. وأيضاً عبر صندوق الانتخاب.
ترى هل صندوق الانتخاب هو رمز الديمقراطية..؟
وهل الديكتاتورية قدراً تاريخيا محتوما على سكان وشعوب المنطقة العربية..؟
وهل السلاح يمنح " الشرعية " لحامله ؟؟
حتى زمن قريب توقعنا أن تحمل الغيوم مطر" السياب " الحقيقي ،لكن الأحلام الوردية بمستقبل ديمقراطي ،ابتلعها الغيم الرمادي وسقطت مع أسراب الغيوم كل تلك الأماني لبشر بسطاء أذلتهم العتمة والجوع معاً. عاد الجوع وانتشرت الظلمة العابرة للحدود. وشوهت الحروب و العنف والدمار كل العادات والعلاقات الإنسانية الجميلة.
وشخصيا لا اعتقد ان المطر سيبتسم يوماً في وجوه ذات ملامح حجرية ودموية قاسية.
احتفظت ذاكرتي بصورة وملامح المواطن " اليمني " الذي أعدم بقذيفة دبابة بدل طلقه من مسدس مثلاً ذات يوم في عدن. بيد أن تلك الصورة أصبحت هزيلة ولا تستحق الحضور، أمام بشاعة ما يجري من قتل وتدمير متبادل بين " بهلوان " وبين جماعات شبه نائمة تسير حسب الريموت كنترول الطائفي - السياسي.
أسئلة عديدة، تفرض حضورها الطاغي. وتدفع المرء الى إعادة نوع من المراجعة السياسية على ضوء الخطاب السلطوي الفردي ،وتلك اللغة الصادمة . والممارسات التي كشفت عن مدى الضحالة السياسية في أكثر من عاصمة من بلدان الشتاء عربي ، للنتائج المتوقعة للسنوات القادمة . ترى هل صببنا برميل من الماء فوق كأس نبيذنا في حينه ..؟ فلا الماء احتفظ بخواصه وضاع اثر النبيذ. ولا الربيع السياسي حمل قمحاً وعنباً وسلاماً اجتماعيا ؟
كنا سابقاً نقول أن الحق على الطليان ، البعض يقول الأن إن الحق على الأمريكان ..؟
العنوان الأبرز في هذا المشهد هو غياب الوطن الجمعي، وحضور الأيديولوجية الطائفية. وكما كان يقف على رأس كل قبيلة شيخ القبيلة، فقد جرى استحضار روح الماضي. وتحول الدين الى مرجعية . فيما يؤكد علم تاريخ تطور البشرية أن تاريخ الأديان ترافق مع تاريخ الشعوذة والإستبداد والمجازر سواء في محاكم التفتيش الكنسية الأوربية أو في جز رؤوس " الزنادقة " والمعارضين في التاريخ الإسلامي خاصة في العصر الأموي والعباسي. واليوم ذات الجماعات تشهد انشطارا دودياً. وكل طائفة تعتقد أن لها " الحق " أو الشرعية في قمع مخالفها بل سحقه مع الاعتذار لهذا التعبير السادي . لكن هذا هو الواقع القائم.
عندما نشاهد صور العنف المتبادل بين الأطراف المتحاربة، ومن داخل البيت الواحد. نتساءل بحزن يفوق أي وصف تراجيدي، هل هذا العنف الضاري المتبادل هو مولد الديمقراطية والعدالة المنشودة أو المتوخاه من هذا " الربيع " الذي تحول الى صقيع سيبيري..؟ او الذي تحول الى " هلال " جديد من الأزمات المتفاقمة.
حتى الأن نتائج تطبيق ما يسمى " ديمقراطية " أدت الى صعود فاعلين سياسيين لم تعلن تخليها عن حكم الفرد أو الجماعة الواحدة. وما شاهدناه من إنقلاب على الديمقراطية يعزز الفكرة القائلة بوجود نوع من المقايضة السياسية في السياسة الأمريكية في المنطقة بين التيار الأصولي الرسمي. وبين القوى العلمانية والليبرالية . أي دعم التيار الرسمي الأصولي مقابل تولى هذا التيار مهمة التصدي للتيار الجهادي الأكثر عنفاً . بيد أنها مراهنة سوف تنتج استقراراً وهمياً. أما الديمقراطية كقيمة سياسية وأخلاقية ومناخ سياسي، هي الضحية الأكبر. كما كانت ذات يوم فكرة " الاشتراكية " في العالم العربي الضحية الأكبر عندما تبنتها كشعار وهمي أحزاب البرجوازية الصغيرة القومجية الشوفينية والعسكرتاريا في العالم العربي الى الدرجة التي كره فيها المواطن سماع كلمة " الاشتراكية ".
للكاتب المكسيكي " كارل فوينتس " رواية بعنوان " سحر السياسة وضحالة السياسي " تدور أحداثها حول " كرسي الرئاسة " وما يدور في الغرف المغلقة من قصص ومؤامرات داخل البلد . لكن القرار النهائي هو بيد صانع القرار الخارجي. هو الذي سيحدد موقع البيدق على رقعة الشطرنج. رواية تكشف مدى ضحالة وانتهازية السياسيين في العالم الثالث أو العاشر لا فرق. بيد أن الأهم أنهم بيادق فوق رقعة شطرنج ، مهما علت حنجرة هذا أو ذاك بالأناشيد الوطنية .
في هذا السياق ربما علينا شكر الشارع المصري الذي كشف الغطاء مبكراً عن ركاب حصان طروادة في مصر، وغيرها من تلك البلدان التي تحصد فيها المرأة النصيب الأكبر من الاضطهاد والعنف والتمييز الى جانب الأثينيات الأخرى من مكونات المجتمع " العربي " هذا في وقت أصبحت فيه الانتهازية السياسية وسيلة لغاية أخرى في عاصمة شتاء أخرى .
" دينس روس " كان كبير المفاوضين الأمريكيين في عملية البحث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال إدارتي بوش الأب وكلينتون. أودع خبرته السياسية في كتاب عنوانه " السلام الضائع " يقول في أحدى فقراته:
" إن أساسيات فن الحكم تتمثل في تبني أهداف واضحة ، وصياغتها بشكل يلاءم الواقع ، ووضعها في الإطار الذي يكون أكثر قبولاً من الآخرين. وتطوير استخدام الوسائل والمصادر التي نعمل بناء عليها. وبهدوء وبوضوح بناء الاتجاهات والتوقعات حول ما نريد فعله، وإدراك النقاط الأساسية للقوة التي نمتلكها مع الآخرين. ومعرفة كيف تمتلك الجزرة والعصا ، وتطوير إحساس بالتوقيت لمتى نطبق الضغوط ، ومتى نقدم مخرجاً ، وقراءة كيف يفسر الآخرون الأصدقاء والأعداء ، وما نفعله . ولا ندع أي شئ للفرصة، وفوق كل شئ تابع ما تفعله بشكل شديد التدقيق ". إنتهى
إذا أجرينا مقاربة موضوعية للواقع القائم وللقوى والرموز السياسية اللاعبة في المشهد السياسي الراهن نجد أنفسنا أمام تجمع " ميكافيلي " وشخصيات محاصرة ومقيدة بقيود الزمن الماضي . وفي المحصلة النهائية ، ليست أكثر من " بيادق على رقعة شطرنج الملك الأكبر.
هناك رواية للكاتب السوري " خيري الذهبي " عنوانها " رقصة البهلوان الأخيرة " تدور حول قصة موظف حكومي كبير في بلد يجتاحه الفساد. وفجأة وجد هذا الموظف نفسه محالاً على التقاعد.
ترى كم عدد الموظفين الجدد أو " القادة الجدد " ممن يفترض إحالتهم الى التقاعد قبل جلوسهم على " كراسي " السلطة الجديدة ..؟
هل هناك مكان للتفاؤل .. بان الديمقراطية ليست فقط تغيير النظام بل تغيير العقلية والموقف من المرأة من الطوائف الأخرى , وفهم معنى العدالة الإجتماعية والمسؤولية واحترام الأخر المختلف ، وحقه في التعبير..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التركة الثقيلة للدكتاتور و حركة الشعوب
علاء الصفار ( 2012 / 12 / 11 - 20:59 )
اجمل التحية الاخ العزيز سيمون خوري
اشارك الرؤية, لكن هناك بصيص من الامل وخاصة بتطرقك لامر استمرار الانتفاض في مصر وعدم استسلام قوى الربيع,هذا فعلا عمل جماهيري كبير اذ فيه نضوج الموقف الذي تصلب في ميدان التحرير, الجموع تتحرك كما حزب ذا رؤية عميقة و صعب الاحتيال عليه من قوى الثورة المضادة من اخوان مدعومين من دولة الظلام والبربرية الوهابية وعميل امريكا الجديد حمد ال ثاني بعد رحيل صدام حسين. ان الوضع المصري فعلا ظاهرة متقدمة من اجل الديمقراطية الكاملة و لم تعبأ بصناديق الاخوان الرقيعة المدعومة بالبترودولار ومباركة اوباما وكلنتون, فان المقياس اليوم هو استمرار النضال, الذي بدأ وهو سيكون ضربة الى العمق الاكثر بعدا في التخلف الا وهو قوى الاسلاموية بكل اضيافها فهي بالمحصلة الاخيرة احتياطي الامبريالية الامريكية.الان الشعب يوجه الضربة لهذه القوى الظلامية اي انها ثورة مستمرة من اجل الانعتاق. و هي بداية ليصحى كل الاحرار بان الشعوب تكسر الصفقات و حلول الرجعية والامبريالية. وهذا هو بداية على الطريق الاصيل إذ في احشاء هذا الصراع بذرة الثورة الطبقية ضد الاستغلال ولتأخذ بعد انساني أممي من اجل الحرية!ه


2 - الديمقراطية ومصباح الله
نجيب توما ( 2012 / 12 / 11 - 21:02 )
الاستاذ الفاضل سيمون
شكرا على مقالك التنويري
باعتقادي
عندما يبقى الجني في المصباح اسيرا..تكون العقول اكثر هدوءا واكثر سلمية وانفتاحا وعقلانية
لكن
عندما يخرج الجني من المصباح تنام العقول وتغيب عن الوعي والمنطق وراء غيمة كثيفة سوداء من المعتقدات والافكار الغيبية..وشبيك لبيك بين الجنة والنار
فالسحر كل السحر يا استاذي لا ديمقراطية ولا سلام مع حك المصباح
الدين لله والوطن للجميع
وشكرا


3 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2012 / 12 / 12 - 10:42 )
أخي علاء الصفار المحترم تحية لك وشكراً على حضورك ، أتفق معك في تعليقك الهام ودور شباب الثورة المصرية في فضح الإستبداد المتخفي بتلك العباءة والبرقع . المطلوب هو إعادة تصويب هدف الثورة من أجل صنع المستقبل ، وإلا فإن مصر ستسير على خطى السودان . ويبدو أن هناك مؤشرات ساهم في إرسائها نظام الأمام الجديد. مع التحية لك
أخي نجيب توما المحترم تحية لك وشكراً على حضورك وتعليقك الهام إحدى مصائبنا أن إنسان هذه المنطقة لا زال يتلقى وعيه من خلال كتب التراث القديمة وليس من خلال رؤيته للمستقبل . البعض يهرب من المستقبل نحو الماضي. عندما يتحول الدين أياً كان الى مشروع سياسي فإن هذا المشروع يقتل الوطن الجمعي. وتسقط معه كافة شعارات الأنفتاح والإعتدال المزيفة التي ساهمت بوصول هكذا قوى ظلامية الى رأس السلطة. طبعاً هذا لا ينفي مسؤلية الشارع الذي خدع بتلك الشعارات . نتمنى ألا ينخدع شارع أخر بذلك وتبقى مجرد أمنية، قبل عض الأصابع. مع التحية لك


4 - استاذ سيمون
جان نصار ( 2012 / 12 / 12 - 11:58 )
شخصيا انا متشائل.متفائل ان الشعوب العربيه لا زالت تناضل في سبيل العداله الاجتماعيه والحريه.ومتشائم لان تحقيق ذلك في محيط وطننا العربي سيسغرق وقتا وسيحصد ارواح كثيره وان الدين يلعب دور رئسي ويستغل.الديمقراطيه نسبيه وفي عالمنا العربي صندوق الانتخاب لايفرز الديقراطيه. التفائل الاكبر ان الشعوب اصبحت تكتشف الكتاتوريه خلال اشهر وليس خلال عشرات السنين وتنتفض. تحياتي وشكرا


5 - رد الى اخي جان
سيمون خوري ( 2012 / 12 / 12 - 16:45 )
أخي جان نصار المحترم تحية لك وشكراً على مرورك .أحياناً كثيرة نحاول التمييز بين الأمنية والواقع . نتمنى لشعوبنا بكافة أطيافها حياة حرة وكريمة وعدالة إجتماعية . لكن الواقع القائم ميدانياً من خلال ما جرى حتى الأن يثير مخاوف عديدة . وعود الإنفتاح التي قدمت جرى التراجع عنها. أتساءل متى يمكن أن نصبح أكثر وعياً لما يجري حولنا...؟ أخي جان تحية لك


6 - تحية وتقدير الى الصديق سيمون
غازي الصوراني ( 2012 / 12 / 12 - 17:12 )
هل هناك مكان للتفاؤل .. بان الديمقراطية ليست فقط تغيير النظام بل تغيير العقلية والموقف من المرأة من الطوائف الأخرى , وفهم معنى العدالة الإجتماعية ..والمسؤولية واحترام الأخر المختلف ، وحقه في التعبير..؟ ..نعم صديقي البعيد القريب سيمون العزيز ...ادرك معك بوعي ان حركات الاسلام السياسي التي وصلت الى الحكم بفضل الديمقراطية ..تسعى اليوم الى تحويل الديمقراطية من مهد للتغيير والتقدم الى لحد تدفن فيه تلك العملية ...لكن مقالتك الزاخرة الغنية بالمؤشرات التاريخية والراهنة هي في حد ذاتها دعوة الى التنوير والتغيير الديمقراطي الذي نعيش ارهاصاته اليوم رغم الظلام..كل التحية والتقدير


7 - شتاء سيبيري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 12 / 12 - 20:38 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري تحياتي اليك
مقالة تحليلية لواقع من شدة بشاعته لا نستطيع ان نرى فسحة من امل
الحياة اصبحت طابور اعاشة بعد ان صار افراد هذا الزمن عاجزون في المخيمات وفي الميادين يعانون من ربيع طال حتى صرنا لا نرى ازهاره او خضرته وكما قلت في مقالتك لا نجني الا ديكتاتور بدلا من ديكتاتورا بواسطة صناديق الاقتراع
الاستاذ المبدع سيمون خوري اشكرك على هذه المقالة التحليلية اتمنى لك دوام الصحة
كل الشكر والتقدير


8 - الأستاذ الفاضل سيمون خوري تحية
مريم نجمه ( 2012 / 12 / 13 - 09:45 )
الديمقراطية لا تأت على صينية من ذهب وأنت العارف يا أخ سيمون .. , النضال اليومي للشعوب الحرة الواعية التي تحدّت قلاع أعتى وأشرس وأفسد الديكتاتوريات في العالم المدعومة من النظام الدولي العاهر الوضيع , هي من يصنعها يوماً بعد يوم فالتضحيات جسام وإلا سنبقى بالقبور .. !
شكراً على مقالك الذي يجذبنا للقراءة والحوار والتمحيص والإضاءة على العلل التي تحيط بنا وكيفية إستئصالها .. تحياتي لك صديقنا وللإصدقاء والكتاب المعلقين
دمت لنا بخير وصحة وحضور ورأي جليل ..
تحياتلك وللعائلة الكريمة ا مع كل الود


9 - رد الى الاحبة
سيمون خوري ( 2012 / 12 / 13 - 10:33 )
أخي غازي الصوراني المحترم تحية لك ونشكر الألهة على سلامتك ، ونتمنى لك ولكافة رفاق الدرب الطويل الصحة والسلامة شكرا على مرورك الكريم رغم أننا لا نملك القدرة على التنبؤ بالمستقبل لكن أعتقد أن تقدم المجتمع عبر التاريخ الطويل تم بالإستناد الى أدوات وقوى تمكنت من التعامل بشكل جدي مع أهداف قابلة للتحقيق. الحركة الإصولية بتقديري التقطت بذكاء ما تخلى عنه اليسار وهو العمل الجماهيري. لذا لا أستغرب من جمهور تفشت فيه الأمية السياسية وانتشرت عقلية الدروشه في التصويت لصالح هكذا قوى تسلطية. نأمل أن تعي قوى اليسار الدرس قبل فوات الأوان . أخي غازي تحية وشكراً لك.
الأخت المحترمة عبلة عبد الرحمن المحترمة تحية لك وشكراً على مرورك الكريم صندوق الإنتخابات تحول الى مايشبه صندوق ميندورا في التراث الأغريقي ذلك الصندوق الذي لا يخرج سوى أفاعي. ستمر السنوات وسنكتشف أن كافة الوعود بالإزدهار والرخاء والسلام الإجتماعي مجرد لعب على الألفاظ .فالتنافس القائم بين كافة الرموز الراهنة هو تنافس على الشعارات وليس على الممارسة الميدانية لصالح المواطن . أختي عبلة تحية لك

اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال