الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤيا في سياسة خارجية صحيحة للعراق.

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2012 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



• إن العراق كدولة بامكانها أن تجد لنفسها مكانا ودورا فعالا في المنطقة ومد يد التعاون إلى دول الجوار من أجل التكامل والبناء المشترك بما يخدم شعوب المنطقة كلها.
• فلنا مع إيران الجارة المسلمة شراكة عميقة ومتينة في الجغرافية والتاريخ والثقافة والدين. وللشعب الإيراني دور لا ينكر في المساهمة في بناء الحضارة الإسلامية جنبا إلى جنب مع أمتنا العربية المجيدة وأمم البلدان المسلمة الأخرى. لذلك ليس هناك من بديل عن التآخي والتعاون والعمل المشترك البناء بما يخدم مصالح البلدين العراقي والإيراني وبما يعزز جبهة التصدي للطغيان الصهيوني واخطبوطه العالمي. إن الحرب العراقية الإيرانية جريمة كبرى بحق الأمتين والبلدين الجارين لم يكن المستفيد الأول منها سوى اسرائيل وأرباب تجارة السلاح والسموم . ومنذ بدايات هذه الحرب بدأت إسرائيل بتحقيق نجاحاتها التي لم تكن حتى تحلم بنيلها بالسرعة القياسية التي وفرتها لها تلك الحرب .
• والحال مع تركيا لا يختلف كثيرا عنه مع إيران. فنحن والشعب التركي نشترك أيضا في الجغرافية والتاريخ والتقافة والدين وفي النهرين الخالدين دجلة والفرات. تجمعنا مع الشعب التركي كما مع الشعب الإيراني مصالح كبرى على كافة الأصعدة ليس أمامنا إلا العمل المشترك والتعاون لتحقيقها وتحقيق كل ما من شانه أن يعود على بلداننا وشعوبنا بالفائدة المباشرة.
• إننا – البلدان الثلاثة – سوية نشكل أرضا خصبة لأفضل أنواع المحصولات الزراعية وبحار من النفط تمثل الجزء الأكبر من انتاج العالم ونشكل جسرا هائلا – اقتصاديا ، حضاريا وثقافيا – بين أوربا وآسيا في كل أعماقها . لذلك فإن في تعاوننا وتكاتفنا مصلحة عالمية أيضا. لذلك أيضا نحن نتطلع إلى خلق أكثر الظروف ملائمة لتواصل أبناء شعوبنا ومنتجينا وزراعنا وتجارنا . من هذه الظروف بناء شبكات مواصلات برية وسكك حديد وطيران حديثة وسريعة مع تسهيلات كمركية ومنح تأشيرات الدخول بدون أية تعقيدات إن لم نقل إلغاءها بالكامل.
• إن هذا النوع من العلاقات من شأنه أن يخلق أرضية ثابتة وصالحة لسلام دائم وعادل وحقيقي في محيطنا . ومن شأنها ايضا أن تكون ارضية توسيع هذه العلاقات لتشمل بلدانا عديدة أخرى وتشجع الإستثمار العالمي النزيه في منطقتنا .
• أما علاقاتنا بالأقطار العربية فهي ليست أقل من علاقات أخوة ومع اشقاء الدم والروح والأرض والتاريخ واللغة والثقافة والدين والمصير المشترك . وهذه كلها مجتمعة تشكل أرضية لعمل عربي متكامل ومشترك.
• كما إن من الأفضل أن تكون علاقاتنا الخارجية مع بلدان العالم المختلفة قائمة على الأسس التالية:-
1. أن تكون الأرضية الأولى في تحديد العلاقات هي المصلحة اٌلإقتصادية لبلادنا وبالتأكيد فإن مصلحة الطرف الآخر ستكون مضمونة من جانبنا لكننا بلد مثخن بالجراح نتيجة الإحتلال والحروب والحصار وسرقات المال العام من قبل لصوص " وطنيين" لذلك فإن العلاقة التي لا تفضي إلى منفعة مباشرة لنا قد يكون من الأفضل إدراجها في المرتبة الثانية أو أو أكثر في سلم اهتماماتنا.
2. أن تكون الأرضية الثانية والتي لا تقل أهمية عن سابقتها هي المصلحة السياسية. فنحن بلد ونتيجة لما ذكرناه آنفا بحاجة إلى جهود ضخمة لإعادة بناءه كدولة وكمجتمع وبهذا نحتاج إلى دعم سياسي خارجي يساند مطالبنا في استكمال التحرر من آثار المراحل المأساوية السابقة وخاصة من الفصل السابع. كما أننا بحاجة إلى التحرر من قيود وضعتها اتفاقيات غير معلنة فرضت فيها علينا شروط لا إنسانية تعيق تطور بلادنا وتحررها.
3. وعلاقاتنا الخارجية يجب أن تنصب في خدمة توجهاتنا الداخلية الرامية لرفع المستوى الحضاري والثقافي في العراق بما يجعلنا نردع توجهات أعدائنا الذين يرومون إرجاع العراق إلى عصر القرون الوسطى كما أعلنوا عن ذلك غير مرة.
4. ومما لا شك فيه إن العراق يجب أن يساهم في الجهد العالمي من أجل فرض سلام عادل وشامل بين كل بلدان العالم وخاصة في المناطق الملتهبة.
5. ومن الضروري بمكان التعاون مع المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي من أجدل خير البشرية جمعاء ونشر ثقافة السلم والتحضر والتقدم العلمي والثقافي والتكنولوجي والتبادل العلمي.
6. ومن أجل كل ذلك يجب أن تمتلك الأطراف المختصة في رسم السياسة الخارجية دليلا محدثا باستمرار لدول العالم ويحتوي توصيفا دقيقا لكل دولة من هذه الدول بدءا من مواقعها الجغرافية مرورا بتشكيلاتها السكانية والإجتماعية والثقافية والإثنية والسياسية وانتهاءا بطبيعة نظامها السياسي ومصالحها الإقتصادية وسبل التواصل معها والتبادل الدبلوماسي والإقتصادي والثقافي معها بما يضمن نجاحا مؤكدا للدبلوماسية العراقية يستتبعها نجاح على أصعدة عديدة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام