الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد العام التّونسي للشّغل: نحو تصحيح المسار الدّيمقراطي

سيدة عشتار بن علي

2012 / 12 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الاتحاد العام التونسي للشغل هو منظمة نقابية تونسية تأسست في 20 جانفي/كانون الثاني 1946بعد معاناة وصراع طويل في مواجهة الاستعمار الفرنسي ,ولا يخفى على أحد نضال هذه المؤسسة العريقة على المستوى الاجتماعي الى جانب الدور الوطني البارز الذي قامت به خلال الفترة الاستعمارية من خلال الإضرابات ومواقف قادته من مختلف القضايا الوطنية المطروحة ومن خلال تنسيقه مع الحزب الحر الدستوري الجديد التونسي الجديد أكبر الأحزاب الوطنية. ,وقد تولى زعيمه فرحات حشاد خلال فترة المقاومة العنيفة قيادة الحركة الوطنية، وهو ما كلفه الاستشهاد حيث اغتالته عصابة اليد الحمراء الاستعمارية يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 1952,.ومما لا يخفى على احد ان الاتحاد العام التونسي للشغل لعب دورا هاما في رسم ملامح المجتمع التونسي ....ملامحنا التي نعتز بها وان كره الكارهون ..حيث تمكن النقابيون من تمرير برنامجهم الاجتماعي إلى الحزب الذي سيتولى مقاليد الحكم بمجرد حصول البلاد على استقلالها في 20 مارس/آذار 1956., وفي أول حكومة بعد الاستقلال تولى عدد من أعضاء المكتب التنفيذي حقائب وزارية هامة ومن بينهم السادة مصطفى الفيلالي وعبد الله فرحات فضلا عن الأمين الشابي ومحمود المسعدي; ومعنى هذا ان الحركة النقابية لم تكن ابدا بمعزل عن العمل السياسي كما يريدون لها ان تكون بل ان هذه المنظمة العريقة كثيرا ما وقفت شوكة في حلق السلط ;وكانت دوما في علاقة شذ وجذب معها وكانت طوال مسيرتها النضالية المؤسسة المساندة لكل مضطهد سياسي مهما كان انتماءه السياسي, فقد احتضنت المضطهدين اليساريين واليمينيين على حد سواء فلماذا التنكر لها ?!الم تحتضن هذه المؤسسة يوماما زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في الثمانينات ?!لماذا كل هذا النكران والسعي الى الحط من شان هذه المؤسسة العريقة والعمل على قمعها باساليب همجية لم يسبق لشعب تونس والمنظمة الشغيلة ان عرفت مثيلا لها ?تكفير النقابيين والدعوة الى تصفيتهم وتكديس القمامة امام مقر الاتحاد الى ان وصل الامر الى درجة مهاجمة مقرها الرئيسي في العاصمة تونس في الرابع من الشهر الحالي من قبل مئات من المحسوبين على "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" وهي جمعية غير حكومية بان بالكاشف انها "ميليشيات" تابعة لحركة النهضة عبرت من خلال هجومها على مقر الاتحاد بوضوح عن نيتها في الاستئثار بالسلطة بمحاولة التخلص من كل من يمكن ان يقف في طريقها و ويعمل على تصحيح المسار الديمقراطي الذي هو مطلب لكل افراد الشعب التونسي
الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي لم يكن نزق سكارى كما ارادوا الترويج ولم يكن معاداة لحركة النهضة بصفة خاصة بدليل الاضرابات التي حصلت في عهد بورقيبة وعهد بن علي على حد سواء وكلنا نعرف ما تعرض له الكثير من النقابيون في نضالاتهم ضد نزق السلطات, وقد استوجب تردي الاوضاع في تونس اليوم تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل للقيام بدوره الوطني وهو ليس بالامر الجديد فلماذا تنكرونه الان ?
ثم من قال ان الاضراب لم ينجح ?
الاضراب حقق نجاحه قبل حدوثه فالاضرابات العامة في العالم باسره هي ناجحة طالما حدثت وتجاوزت 50% من الالتزام بها واعتقد ان المساندة لقرار الاضراب وصلت الى هذه النسبة قبل موعد الاضراب والتفاوض مع الحكومة للوصول الى حل ليس هزيمة, بل هو سعي لتصحيح المسار الديمقراطي الذي بان بالكاشف ان الحكومة تسعى الى احباطه والاستحواذ اللاشرعي على السلطة, كما ان قرار الاضراب كشف عن معادلة العنف التي تعتمدها النهضة في إفساد الانتقال الديمقراطي الى جانب استخدامها للمساجد لأغراض حزبية واضطرارها لكشف مخزون نشاطها الحقيقي من خلال أئمة يدعون الى العنف والحرب الاهلية (مظاهرة صفاقس) ,وهو ما أفرغ خطابها العلني بانها حزب مدني سياسي من كل مصداقية ,هذا الى جانب ما كشفه هذا الاضراب الذي لم يتم عن تآكل حلف الترويكا من داخله بشكل غير مسبوق بعد أن انحاز التكتل للاتحاد العام التونسي للشغل ضد النهضة. وكان الرئيس المؤقت المرزوقي دعا في وقت لحكومة كفاءات مضيقة واعتبر أن الحكومة فاشلة

السؤال الذي من حق كل نقابي وكل تونسي ان يطرحه الان ...هل ثمّة حكومة يمكن التحاور معها لتحقيق امن واستقرار تونس والوصول الى وفاق وطني ونزع فتيل الاحتقان السياسي والاجتماعي ام ان الامر موكول لرئيس حزب واحد لا شريك له ?
لكل من يعتبر الغاء الاضراب الذي كان مقررا ليوم 13 ديسمبر 2012 هزيمة وكسر شوكة لمؤسستنا العريقة اقول :نحن لسنا بصدد متابعة مباراة بين النادي الافريقي والترجي فامامنا وطن يغرق ويسير نحو الهاوية ...الارهاب يتهددنا واذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم فعلى تونس تجوز الرحمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم لتصحيح المسار
hkimihakim ( 2012 / 12 / 12 - 19:36 )
لااحد ينكر المكاسب التي حققها الاتحاد العام التونسي للشغل للطبقة الشغيلة في تونس ولكن لا احد ايضا ينكر انحياز المركزية النقابية للسلطة خلال العشرين سنة الماضية من اجل تحقيق منافع شخصية انكشفت لعامة الشعب بعد الثورة...صحيح ان النقابيين ساهموا بقسط وافر في الاطاحة بسلطة بن علي ولكن فيهم ايضا من ساهم بقسط وافر في اطالة مدة حكمه ...المشكلة اليوم ان هناك شق من النقابيين المنتمين لحزب العمال والوطد او ما يسمون بجماعة 0في المائة يستغلون مواقعهم في اتحاد الشغل لارباك عمل حكومة منتخبة والاطاحة بها وهم يصرحون بذلك علنا وهؤلاء بلهاء يظنون ان الشعب غير متفطن لالاعيبهم لقد تبين من خلال ردة الفعل الشعبيةالرافضة للاضراب ان اخر خياراتهم للاطاحة بالسلطة غير مجد و كان يمكن لمغامرتهم هذه لو تم التمسك بالاضراب العام ان تعود بالوبال على الاتحاد انهم فئة لاتهم مصلحة البلادهم مستعدون لاحراق البلاد وادخالها في دوامة من العنف من اجل الوصول الى السلطةلا ينفع الحديث عن منتصر ومنهزم من الاحداث الاخيرة المهم هو ان بلادنا تستطيع برجالها الشرفاء ان تتجاوز الازمات مهما كانت شدة خطورتها وذلك شرف لكل التونسيين

اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك