الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قل و دل : بلطجية مرسى !

جودت هوشيار
كاتب

2012 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الخطاب الذى ألقاه الرئيس المصرى محمد مرسى فى السادس من كانون الأول الجارى فى أعقاب الأحتجاجات الشعبية العارمة على اعلان نفسه حاكماً مطلقاً لمصر ، يذكرنا بخطاب الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك : نفس لغة التهديد والوعيد و نفس الأتهامات للمعارضة بالعمالة وتنفيذ أجندات خارجية لأغراق البلاد فى الفوضى.
و لكن خطاب فرعون مصر الجديد* كان له تأثير عكسى تماماً و أدى الى تدفق موجات جديدة من الشباب الثائر الى ميدان التحرير و محيط قصر الأتحادية مما أثار مخاوف مرسى و قلقه الشديد حيث قام بنقل أفراد عائلته الى مكان آمن و مغادرته للقصر لعدة أيام .
كان اعتصام المحتجين فى خيامهم فى محيط قصر الأتحادية سلمياً تماما الى ان قام قطعان الأخوان المسلمين بمهاجمة المعتصمين بالمسدسات و السكاكين و قنابل المولوتوف و القضبان الحديدية و الحجارة ، مما ادى الى أستشهاد العديد من شباب المعارضة و جرح المئات منهم .
و قد لاحظ الأعلاميون الأجانب الذين كانوا يقومون بتغطية ما يجرى فى محيط القصر الرئاسى ان الذين هاجموا المعتصمين كانوا من بلطجية الأخوان الذين جرى تدريبهم فى معسكرات خاصة فى صحراء سيناء للأستعانة بهم عند الحاجة لغرض قمع المعارضين و أسكات أصواتهم .
بلطجية الأخوان القادمين من معسكرات سيناء ، أختلطوا برجال البوليس بعد أن أدوا مهمتهم وهم يهتفون " ستدفعون ثمن معارضتكم لحكم الشريعة ".
و يقول هولاء الأعلاميون فى تقاريرهم ، أن بلطجية الأخوان أعتدوا على النساء و أنهالوا عليهن بالضرب المبرح و بوحشية قل نظيرها و سدوا أفواه البعض منهن بأيديهم لمنعهن من الهتاف . ولم يتدخل رجال البوليس الا فى حالة قيام المعتصمين بمحاولة رد هجوم البلطجية, و يبدو أنهم – أى رجال البوليس - تلقوا أوامر بحماية الشقاة و ليس المعتصمين المسالمين .
و قد ظهر شريط فيديو فى الأنترنيت يبين الطوق المحكم ، الذى ضربه الأخوان حول المتظاهرين و منع وصول القادمين الجدد اليهم و أعتقال البعض منهم و كان بين الأخوان رجال شرطة بملابس مدنية.
موقعة " الأتحادية " تذكرنا بموقعة "الجمال " الشهيرة ، عندما أنقض بلطجية مبارك على المتظاهرين بالجمال و البغال و الخيول فى ميدان التحرير فى القاهرة فى أثناء ثورة 25 يناير وذلك لأرغامهم على أخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون .
بلطجية مبارك كانوا من المجرمين الذين أستخدمهم النظام فى موقعة الجمل و لمرة واحدة ، أما بلطجية مرسى فهم من الأخوان الذين تلقوا تدريبات خاصة و مكثفة فى معسكرات تابعة للدولة من اجل قمع المعارضة .
فى اليوم التالى لموقعة " الأتحادية " أذاع الأخوان بياناً تباكوا فيه على شهدائهم السبعة الذين أستشهدوا فى محيط قصر " الأتحادية " . و قد تبين فيما بعد ان الشهاء كانوا ينتمون الى قوى سياسية مختلفة و بينهم شهيد الصحافة المصرية الحسنى أبو ضيف الصحفى بجريدة الفجر ، الذى أصيب بجروح بليغة و لفظ أنفاسه الأخيرة فى مستشفى قصر العينى .. و لعل أغرب ما فى الأمر ان الأخوان نظموا جنازة لأثنين فقط من شهدائهم السبعة المزعومين ، لأنهم لم يتمكنوا من جلب أكثر من جثتين من ( مشرحة أحد المستشفيات ) لمرضى توفوا بأجلهم الموعود ولأسباب لا علاقة لها بحادثة الأتحادية لا من قريب و لا من بعيد .
---------------------------------------------------
* " فرعون مصر الجديد " اسم أطلقه ( محمد البرادعى ) على الرئيس المصرى ( محمد مرسى ) و سرى بين الجماهير سريان النار فى الهشيم و تلقفته وسائل الأعلام الأجنبية و أخذ يتردد كثيرأ فى مانشيتات الصحف و المجلات العالمية عند تناول الأحداث الجارية الآن فى ارض الكنانة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي